المشاهد نت

انسحاب الإمارات من حرب اليمن .. مؤشر للسلام أم امتداد جديد للحرب ؟

الحديدة – منال قايد :

بين التشاؤم والتفاؤل تنقسم آراء اليمنين حول السبب والنتيجة المتوقعة من وراء إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة انسحابها من اليمن في هذا التوقيت.

في نظر البعض هو انسحاب شكلي وهناك حرب أهلية قادمة كما جاء على لسان الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في حين يرى محللون سياسيون أن أبوظبي قد تعرضت فعلاً لضغوط دولية أجبرتها على هذا الانسحاب.

وقد تداول رواد في مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية خبر قيام الإمارات بسحب جزء من قواتها الموجودة إثر حملة قام بها ناشطون طالبت بانسحاب الإمارات من اليمن، ثم جاء التأكيد عبر مسئول رفيع المستوى نقلت الوكالة الفرنسية للأخبار عنه إعلان بلاده إعادة الانتشار لأسباب وصفها بالاستراتيجية والتكتيكية، وقال المسئول الذي رفض الكشف عن هويته خلال لقائه مع صحافيين في دبي العبارة الأكثر تداولاً والتي تناقلتها وكالات الأنباء والقنوات الإخبارية بشكل كبير “أن بلاده تنتقل من استراتيجية القوة العسكرية أولاً إلى خطة السلام أولا”.

مؤشر السلام :

الجدير بالذكر أن المصدر الإماراتي الذي أعلن بشكل رسمي خبر انسحاب القوات الإماراتية كان قد أكد على أن إعادة الانتشار يتماشى مع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في السويد في ديسمبر الماضي بين الأطراف اليمنية.

وقد جاء هذا التصريح متماشياً مع تقارير وردت عن مسئول حكومي يمني حول إخلاء القوات الإماراتية القاعدة العسكرية في مدينة الخوخة، الواقعة على بعد حوالي 140 كيلومترًا جنوب مدينة الحديدة والتي سقطت في يد التحالف ديسمبر -2017م.

إقرأ أيضاً  الإصابة بالسرطان في ظل الحرب

في حين أصدرت قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي ليلة الأمس الثلاثاء بياناً أعلنت فيه عن تشكيل قيادة مشتركة تمثل كافة القوات المرابطة في الساحل الغربي مما يثير الكثير من الالتباسات حول حقيقة الانسحاب من مدينة الخوخة.

وفي أول رد فعل من قبل الحوثيين على خبر انسحاب القوات الإماراتية دعا محمد على الحوثي “دول العدوان” حسب قوله إلى الانسحاب من اليمن، مشيراً إلى أن هذا القرار هو المثالي الذي يجب اتخاذه في هذا الوقت بالذات.

وقد جاء رد العقيد تركي المالكي المتحدث باسم التحالف حول سحب الإمارات قواتها من اليمن مبهماً، واكتفى بالقول إن الدول الأعضاء تقوم بأدوار مختلفة وتساهم بأي قدرات لديها، وقال إن الإمارات ودول التحالف تواصل تحقيق أهدافها لإعادة الحكومة اليمنية الشرعية.

وحتى لحظة كتابة هذا التقرير لم تتوقف الاشتباكات في مدينة الحديده التي ترتكز عليها مؤشرات السلام في اليمن، لكن الكثير من المدنيين في المدينة يرون أن هذا الانسحاب قد يعني انخفاضاً كبيراً لحدة الاشتباكات في اليمن وتقدماً قد يكون بطيئ الخطوات باتجاه إتمام عملية السلام.

تقول منى أحمد – ربة منزل ( لن يتغير شيء، لا أظن أن تتوقف الحرب لكن قد تخف قوة الاشتباكات المستمرة كل ليلة )، في حين يرى محمد عبدالله – سائق باص ( أن انسحاب الإمارات له انعكاس كبير على الوضع في المدينة، لكنه لا يدري في أي اتجاه هل للأسوأ أم للأفضل ).

مقالات مشابهة