المشاهد نت

هذا خيار الاطفال الفقراء فى صنعاء لشراء ملابس العيد

المشاهد-نجيب بن صالح -خاص:
“لقد زرت 13 سوقاً للملابس في صنعاء” بهذه العبارة يبدأ المواطن عبدالكريم حسن حديثه لـ”المشاهد”، ويضيف: “جمع أولادي السبعة مبلغاً وقدره 30 ألف ريال لشراء الملابس بعد أن طلبت منهم أن نشتريها في عيد الأضحى دون عيد الفطر، فهذا العيد هو الأهم، وكنتُ أتوقع أن تهدأ الأسعار في هذا العيد، إلا نها زادت كثيراً”.
تنقل حسن بين 13 سوقاً للملابس بصنعاء ولم يجد سوى أسعاراً ملتهبة والمبلغ الذي بحوزته سيكفي لكسوة ثلاثة من أولاده فقط، وسينحرم الأربعة الأخرين، الأمر الذي يدفعه إلى التوجه نحو أسواق البالة لشراء ملابس مستعملة عله يُدخل الفرحة إلى قلوب أبناءه.
حال حسن يعبر عن حال الملايين من اليمنيين الذي يعيشون واقع الفقر في ظل حرب تزداد حدتها مع مرور السنين.

من جانبه المواطن محمد الردماني يقول لـ”المشاهد” إنه أقنع أولاده بلبس ملابس العيد السابق وأنه سيعوضهم عند عودة الدولة واستلام رواتبه المنقطعة منذ 23 شهراً.
ويتابع: “عندما تحاول اقناع بائع الملابس بأن الأسعار تفوق قوتك الشرائية وأنك بلا راتب ولا عمل، فستجد الجواب المقنع جاهزاً لديه، ويقول لك إنه يستورد الملابس بالدولار المنعدم ومن أجل الحصول عليها يدفع الكثير من الريالات، كما أنه يعاني من كُلفة النقل والتأمين للوصول إلى الموانئ والمنافذ اليمنية المختلفة ثم يدفع الجمارك مرتين نتيجة الإزدواجية في ظل سلطتين، كما أنه يدفع ضرائب وإتاوات غير قانونية وجميعها تقوده إلى الإفلاس، وبعد أن تسمع من التُجار هذه المبررات التي أصبحت أحفظها عن ظهر قلب، بلا شك أنك ستقتنع بأنه يُعاني كما يُعاني المستهلك، وتفضل عدم الشراء وانتظار الفرج من السماء”.

قناعة تولدت لدى الردماني بأن الفرج لا يمكن أن يأتي من البشر لينتظره من السماء، لكنه يشكو من صعوبة إقناع أطفاله بأن الوضع يفوق قدرته وأنه يعمل كل ما بوسعه لتوفير لقمة العيش، خاصة أنه كان لا يحرمهم من أي شيء لأن راتبه كان يكفيه لتحقيق كل طلبات أبناءه -حد قوله-.

من جانبه المواطن سمير عبدالله يقول لـ”المشاهد”: “كلما اقترب العيد زادت همومي، فالعيد أصبح كابوساً يؤرق حياة كل يمني في ظل غلاء المعيشة وانعدام الدخل، وبالنسبة لي فقد حصلت على مبلغاً مالياً من أخي المغترب واشتريت ملابس العيد لأطفالي، لكن الهم لم ينتهِ وأتمنى أن تمر أيام العيد سريعة لأن متطلباته كثيرة ولا تنتهِ عند شراء الملابس للأطفال”.
بالرغم من أن سمير عبدالله يبدو أحسن حالاً من غيره فقد استطاع شراء ملابس العيد لأطفاله، إلا أنه يرى أن هم العيد ما يزال جاثماً على صدره ويتمنى أن تذهب أيام العيد في غمضة عين كنا هو حال الكثير من اليمنيين الذين باتت كلمة عيد تستفزهم وتصيبهم الهم والنكد.

بدوره معين البعداني-عامل في محل لبيع الملابس- يقول لـ”المشاهد” إنهم يعانون من الركود في الموسم وأن محلات الملابس تشهد ازدحاماً كبيراً دون شراء، ويؤكد أن أسعار الملابس زادت بما نسبته 25% مقارنة بأسعار عيد الفطر لهذا العام، وذلك بفعل هبوط الريال أمام الدولار الذي يشهد ارتفاعات مستمرة في الصرف مقابل الريال اليمني.

في ذات السياق يقوم مجموعة من الشباب المتطوعين والتابعين لأحد مساجد العاصمة صنعاء بالنزول إلى مختلف المنازل لجمع الملابس التي يحتاجونها لتوزيعها على المحتاجين.
أحد الشباب المتطوعين الذي رفض ذكر اسمه بحجة أن هذا عمل خيري لا يتطلب الحديث عنه يقول لـ”المشاهد”: “طرأت لدى استاذٍ لنا في حلقة تعليم القرآن بأن نقوم بجمع الملابس من الميسورين لتوزيعها على المحتاجين وبدأنا بالنزول الميداني، ووجدنا أن أغلب الأسر بحاجة إلى من يدعمها سواءً فيما يخص الغذاء أو الملابس، ونادراً ما نحصل على ملابس مستعلمة لكنها رثة ولا يمكن أن تُفرح الأطفال في يوم العيد الذي يعتاد الأطفال فيه على لبس الجديد، ونقوم بتوزيعها على الأسر الأكثر فقراً والمهمشين”.

معاناة كبيرة تخلفها الحرب وسط اليمنيين الذين باتوا يحتاجون إلى مد يد العون، والبالغ عددهم 22.2 مليون نسمة من أصل 26 مليون نسمة وفقاً لبيانات الأمم المتحدة، ويُعاني كل 6 أشخاص من أصل 10 أشخاص من انعدام الأمن الغذائي.
يتطلب الأمر وقفة جادة من المجتمع الدولي إزاء الكارثة الإنسانية في اليمن والتي تُعد الأخطر في العالم وفقاً للمنظمات الدولية المعنية، وأن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته لإنقاذ حياة اليمنيين وإيقاف الحرب التي تقتات أرواحهم.

مقالات مشابهة