المشاهد نت

أسامة سلام” لم يعد إلى حضن أمه

تعز – خليل مراد : 

لم تنل والدة المصور والإعلامي أسامة سلام، ما تمنته، أسامة لم يعد، لأنه ببساطة، لم يكن قادراً على الحفاظ على نفسه، عملاً بوصية أمه في رسالتها الأخيرة له قبل أن يقتل، قتل أسامة وظل قلب أمه مفتوحاً للشوق، رغم يقينها أنه لن يعد إلى المنزل كما كانت تحلم أن يكون.

في 27 يناير 2018، استهدف مسلحو جماعة الحوثي، قلب أسامة أثناء تغطيته للمعارك بين تلك الجماعة و القوات الحكومية الموالية للرئيس هادي في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، بعد أيام فقط من مقتل المصور الصحفي محمد القدسي، وإصابة الصحفي بشير عقلان، بنيران الحوثيين، في منطقة الخيامي بالمحافظة ذاتها.

تنقل أسامة وسط أزيز الرصاص وقذائف المدافع في أغلب جبهات تعز لتغطية الأحداث ونقل مآسي معاناة سكان المدينة لأكثر من ثلاث سنوات، فضلاً عن دوره الكبير في إيصال المساعدات الانسانية للمحتاجين والنازحين بمدينة تعز.

“لم أستوعب خبر مقتله حينها من هول الصدمة”، يقول عاصم محمد سلام شقيق اسامة لموقع “المشاهد”، مضيفاً “وصل الخبر كالصاعقة، كان مؤلماً جداً وفاجعة كبيرة لم نستطع تحمله، والدي ووالدتي وإخوتي انهاروا”.
اتصل أسامة بأخيه عاصم قبل مقتله، “أملي أن أكون سنداً لأمي وأخواتي”، فأجابه عاصم مازحاً “ولا يهمك” وصباح اليوم التالي تلقى اتصالاً يخبره أن أسامة أصيب، كما يقول.
ويضيف “ذهبت للمستشفى فوجدته ميتاً وليس مصاباً كما قيل لي، ليس من السهل أن يرحل السند والعون للجميع”.
بعد مقتل أسامة، ساءت الحالة الصحية للأم التي كانت في مصر برفقة والده وشقيقه وشقيقته وقتها، ولم تستطع العودة لتوديعه، وعندما قررت العودة في منتصف ديسمبر الماضي، ساءت حالتها أكثر، ما أدى إلى نقلها إلى أحد مشافي القاهرة، حيث مكثت في العناية المركزة التابعة، وخرجت منها جثة هامدة في الـ 18 من نفس الشهر، ونقل جثمانها إلى تعز، لتدفن إلى جوار ولدها أسامة.

إقرأ أيضاً  أسرة الصحفي «النابهي» تزوره لأول مرة

ويقول عاصم، الذي ودع أمه وسلام في عام واحد “كان أسامة يزرع الابتسامة بين أسرته، لم يكن أسامة أخاً فقط بل كان صديقاً وناصحاً، أستشيره في كل أموري”.

رحل أسامة الذي خلق في صنعاء، مخلفاً وراءه زوجته، وطفلاً لم يتجاوز الخامسة من عمره، وسبعة إخوان بينهم أربعة إناث، ووالده، وأمه قبل أن تلحق به.

أسامة الذي درس بكلية التجارة والاقتصاد بجامعة الحديدة، كان رئيساً لاتحاد طلاب كليته ونائبا لرئيس اتحاد الطلاب في الجامعة.

وثق أسامة إلى جانب رفقائه محمد القدسي، وريهام البدر ومؤمن المخلافي الذين واجهوا نفس مصيره، جرائم مسلحي جماعة الحوثي ضد المدنيين بمحافظة تعز.

وتقول جلاء العبسي، إحدى قريباته “نشعر بالاعتزاز بأسامة الذي قتل وهو يحاول أن ينقل معاناة أبناء تعز والجرائم التي يمارسها الحوثيون ضد المدنيين، فضلاً عن عمله مع مجموعة من رفقائه بالعمل الإنساني والحقوقي”، مضيفة أن اسمه اقترن في الكثير من المواقف الإنسانية، والوقفات الحقوقية، والتوثيق والرصد.

 

مقالات مشابهة