المشاهد نت

الحاجة إلى الخدمات الصحية للنازحين

تساعد العيادات المتنقلة الوصول للخدمات الطبية لكنها تغطي حتى الآن 27% فقط من مخيمات النزوح-مخيم الجفينة-مأرب-تصوير اليونيسيف

مأرب – مجاهد حمود

تشكو الستينية بدرية (اسم مستعار)، وهي نازحة بمدينة تعز، من الإهمال وغياب الجهات المختصة بدعم النازحين ومساعدتهم.

نزحت بدرية في 2018، من منطقة الكدحة، غرب تعز، إلى منطقة البعرارة شمالي مدينة تعز.

تقول بدرية: نعيش في منزل لن تعيش فيه القرود، ولا يوجد من يعولنا، وأنا مريضة بالسكري، لا أجد الدواء إلا بعد شق الأنفس، وأحيانًا أطلبه من فاعلي الخير، مجبرة على ذلك، فليس لدي خيار آخر، فزوجي منذ سبع سنوات لم أسمع عنه خبرًا، فلا أدري أهو مازال على قيد الحياة أم رحل إلى ربه”.

“منذ نزوحنا من منطقة  الكدحة وحتى اللحظة، ونحن نكابد مرارة العيش، أحصل على المساعدة من فاعلي الخير، فيغوثونني، فهناك امرأة أذهب إليها إن اشتدت حوائجي، فأعود مجبورة الخاطر، بعيدًا عن المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية، والتي لا تصلني مطلقًا، لأن وضعي بائس، ولا أملك من يسندني”.

وتضيف: مئات المرات وأنا أذهب إلى عاقل الحارة بالمنطقة، ليسجلني في المساعدات التي تقدمها المنظمات، لكنه يتجاهلني في كل مرة أذهب إليه”.

وضع بدرية يشبه الكثير من إجمالي ثلاثة ملايين نازح يتوزعون بين مخيمات للنزوح ومنازل مستأجرة، بعد أن أضرمت الحرب نيرانها منذ أكثر من ثماني سنوات، في اليمن.

خدمات الرعاية الصحية شبه المنعدمة، إضافة إلى تفشي الأمراض بسبب الأمطار والسيول، مثل الكوليرا والملاريا والضنك والدفتيريا، وغيرها من الأوبئة، تسببت في تردٍّ كبير للخدمات الصحية في مواقع النزوح.

مدير إدارة الإعلام والتثقيف بمكتب الصحة بمحافظة تعز، تيسير السامعي، قال لـ”المشاهد”، إن مخيمات النازحين هي الأكثر عرضة لتفشي الأمراض والأوبئة، بسبب الازدحام وقلة الوعي لدى فئة كبيرة منهم.

وأضاف السامعي: “كانت مخيمات النازحين الأكثر عرضة لفيروس كورونا أيام الجائحة، والأسرع انتشارًا، بسبب الاختلاط، وتجاهل القواعد المتبعة لتفادي الفيروس، حيث رصد مكتب الصحة عددًا كبيرًا من الإصابات بالفيروس وغيره من الأمراض المعدية، وعمل قدر الإمكانيات المتاحة لديه”.

إقرأ أيضاً  تضرر مخيمات النازحين بالجوف

ودعا كافة المنظمات الدولية إلى التدخل العاجل والسريع في تلك المخيمات التي تفتقر إلى أبسط الأشياء من أدوات النظافة والمعقمات والأدوية.

وحسب  تقرير الاحتياجات الإنسانية للنازحين،  نشرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، في مطلع هذا الشهر، عن النازحين في المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، فإن 348 مخيمًا يفتقر للخدمات الصحية من إجمالي 646 مخيمًا.

 وأضاف التقرير أن أكثر من 26 ألف فرد في تلك المخيمات، مصابون بأمراض معدية مثل الملاريا والإسهال المائي والأمراض الجلدية، بنسبة 6% من النازحين.

 حتى مطلع فبراير الجاري، وصلت نسة المخيمات التي تتوفر فيها عيادات متنقلة 27% فقط، أي أن 73% من المخيمات لا تتوفر فيها عيادات متنقلة، حسب تقرير الاحتياجات الإنسانية للنازحين.

الحاجة إلى الخدمات الصحية للنازحين<strong></strong>
انفوجراف الوضع الصحي في مخيمات النزوح-الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين

الوحدة التنفيذية للنازحين أفادت بأن الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد بلغ عددهم  12،637 طفلًا، اي ما يعادل إصابة طفل من كل 10 أطفال في المخيمات.

وكان للنساء الحوامل والمرضعات  وجه آخر للمعاناة، إذ بلغ عدد المخيما.ت التي لا تتوفر فيها الرعاية الصحية للحوامل والمرضعات بنسبة 72% من إجمالي المخيمات، والتي تعتبر النساء فيها محرومات كليًا من الرعاية الصحية.

تمويل ضعيف

وقالت الأمم المتحدة، في تقرير تغطية الاحتياجات لخطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في جنيف 16 مارس 2022، إن نسبة التمويل للقطاع الصحي في اليمن بلغت 42.09% من إجمالي المتطلبات البالغة 398 مليون دولار، بينما بلغت نسبة التمويل لتلك الاحتياجات 167.5 مليون دولار.

وفي ما يتعلق بالوضع الصحي في البلاد، قالت المنظمة الدولية، إن “1 من كل مرفقين صحيين لا يعمل”، في إشارة إلى أن 50% من المرافق الصحية باتت خارج العمل.

مقالات مشابهة