المشاهد نت

جمود القطاع السياحي بتعز في زمن الحرب

منظر عام لتعز - مصدر الصورة المشاهد
منظر عام لتعز - مصدر الصورة المشاهد

تعز- عز الدين الصوفي

تدهورت السياحة في اليمن منذ نشوب الحرب عام 2015، وتراجعت الأنشطة السياحية في العديد من المحافظات اليمنية، ولم تعد السياحة من ضمن أولويات الحكومة والمواطن اليمني.

قبل اندلاع الحرب بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، كانت محافظة تعز غنية بالمواقع السياحية، وأماكن الترفيه، وكانت وجهة السياح من المحافظات اليمنية ودول أخرى. اليوم، وبعد تسع سنوات من الحرب والحصار، أصبح القطاع السياحي في تعز مشلولا، ولا يبدو أن استعادة مكانة هذا القطاع ممكنة في الوقت الحاضر في ظل استمرار الحرب والحصار.

سلطان المقطري، مدير مكتب الرقابة والتفتيش في مكتب السياحة بتعز، يقول لـ “المشاهد”: “تعرضت جميع القطاعات لأضرار جسيمة، وكان لقطاع السياحة نصيب الأسد من تلك الأضرار. تعرضت جميع مكاتب ووكالات السياحة والسفر في وادي القاضي للنهب والدمار، وانتهت بشكل كامل”.

يشير المقطري إلى أن المواطنين من المحافظات الأخرى كانوا يأتون إلى تعز لزيارة المواقع السياحية باستمرار، وكانت المحافظة تتميز بمنشآت فندقية ضخمة، تلبي احتياجات العديد من السياح القادمين من مناطق مختلفة.

يعد وادي الضباب من أهمّ الأماكن السياحية في تعز، ويبعد عن المدينة 3 كم، لكن هذه المنطقة تعرضت للدمار خلال السنوات الماضية حتى أصبحت الخدمات معدومة تماما، بخاصة الخدمات الصحية.
يعبر المقطري عن استيائه من استخدام بعض الأماكن السياحية لأغراض أخرى، ومثال على ذلك تحول حديقة الصالح إلى مكب نفايات.

أشارت تقارير يمنية إلى حجم الخسائر التي لحقت بقطاع السياحة منذ بداية الحرب، وقدرتها بأكثر من ثمانية مليارات دولار، وأوضحت أن الصراع اليمني أدى إلى إغلاق نحو 550 وكالة سياحية، وتكبيدها خسائر تقدر بـ800 مليون دولار.

توقف المشاريع السياحية

يعد جبل صبر من أهم المرتفعات السياحية في مدينة تعز، إلا أنه لم يسلم من الدمار طوال سنوات الحرب، بخاصة منتزه زائد السياحي، حيث تعرض للتدمير بشكل شبه كلي بفعل قصف طيران التحالف العربي الداعم للحكومة الشرعية عندما تمركزت دبابات جماعة الحوثي فيه.

إقرأ أيضاً  «أنيس».. أقدام مرتعشة على طريق محفوف بالمخاطر

يقول صادق علي المحيا، مدير لشؤون السياحية في تعز، لـ”المشاهد ” إن توقف مشروع الطيران الشراعي الذي كان يمتد من جبل الأعروس في صبر إلى وادي صالة بسبب الحرب أثر كثيرًا على السياحة الداخلية، موضحًا أن ذلك المشروع “كان ناجحًا بكل المقاييس”.

هشام الصليحي، أستاذ بقسم الإعلام كلية الآداب جامعة تعز، يقول إن السياحة الداخلية أصبحت شبه معدومة في تعز بسبب الحرب والحصار، حيث أضحت حركة الناس وتنقلاتهم محدودة، وللضرورة القصوى ومواجهة الاحتياجات فقط.

يضيف الصليحي: “يجب على السلطات في تعز وضع حلول جذرية لإنهاء هذه المعاناة التي يواجهها سكان المدينة، واهتمامها بالمنتزهات الأخرى، والاهتمام بترميم وصيانة تلك الأماكن”.

معالم أثرية مدمرة

رمزي الدميني ، مدير المتاحف والآثار بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن محافظة تعز تمتلك ثلاثة متاحف فقط، وهي قلعة القاهرة التاريخية، والمتحف الوطني، ومتحف صالة، حيث كانت تلك المتاحف تمثل أماكن جذب سياحي لليمنيين والأجانب.

بحسب الدميني، كان المتحف الوطني يستقبل أكثر من 18 ألف زائر في العام الواحد قبل الحرب، وقلعة القاهرة كانت سابقا تستقبل قرابة خمسة آلاف زائر خلال العام الواحد، إلا أن الحرب دمرت المعالم الأثرية والأماكن الترفيهية والسياحية.

يشير إلى أن ما تم حصره من مواقع أثرية ومعالم تاريخيّة من قبل إدارة المتاحف بهيئة آثار تعز بلغ 180 موقعا ومعلما أثريا، وأن 15معلمًا في مدينة تعز تعرضت لأضرار منها بسبب العوامل الطبيعية، معبرًا عن أسفه من الأثر الحاصل في هذه الأماكن خلال فترة الحرب، ما أدى إلى توقف السياحة الداخلية.

يختم الدميني حديثه، ويقول: “الحصار المفروض على مدينة تعز منذ أكثر من تسعة أعوام أحدث تأثيرًا كبيرًا على التنقل من وإلى تعز، وأصبح وصول المغتربين والسُياح إلى تعز أمرا بالغ الصعوبة، ويعيش المواطنون في الداخل ذات المعاناة ولم يجدوا لهم متنفسات ومنشآت سياحية وترفيهية”.

مقالات مشابهة