المشاهد نت

الطاقة الشمسية تعزز صمود مزارعي اليمن

ارتفاع سعر الوقود ضاعف من انتشار استخدام الطاقة الشمسية بين المزارعين في اليمن

عمران- عبد الوهاب حسين:

تخلى معظم المزارعين في اليمن عن استخدام الديزل أو البترول لضخ المياه من الآبار إلى الأراضي الزراعية، واعتمدوا على منظومات الطاقة الشمسية التي تساعدهم في توفير مبالغ كبيرة من إجمالي النفقات التشغيلية.

قبل اندلاع الصراع في اليمن، كانت المشتقات النفطية متوفرة، وبأسعار مناسبة، ولم يجد المزارع صعوبة بالغة في شرائها لتشغيل مضخات المياه. ومع استمرار الصراع السياسي والعسكري منذ عام 2014، تصاعدت أسعار المشتقات النفطية، ما أجبر المزارعين في البلاد على اللجوء إلى الطاقة الشمسية لمواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها الحرب.

ماجد حسن، مزارع من محافظة عمران، شمال اليمن، يقول لـ “المشاهد”: “وفرت الزراعة باستخدام الطاقة الشمسية فرص عمل ومداخيل نقدية كافية لآلاف الأسر الريفية. في مديرية ذيبين بمحافظة عمران، نجح العديد من المزارعين في تركيب منظومات الطاقة الشمسية، لضخ المياه من 3 آبار ارتوازية، وري حقولهم الزراعية بكل يسر وسهولة”.

يضيف حسن: “وفرت أنظمة الطاقة الشمسية آلاف الفرص للشباب العاطلين في المجال الزراعي، ومكنتهم من الاعتماد على أنفسهم، وتوفير متطلبات المعيشة لعائلاتهم في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع أسعار المشتقات النفطية”.

استخدام الطاقة الشمسية

بحسب شعبة إحصائيات الطاقة في للأمم المتحدة، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية في اليمن من 3 كيلو واط/ ساعة في العام 2011 إلى أكثر من 484 كيلو واط/ ساعة في 2019. وتقول منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن انتشار استخدام الطاقة الشمسية للري الزراعي في اليمن قد زاد من استنزاف الموارد المائية في البلاد نتيجة الحفر العشوائي للآبار الجوفية وتدعو إلى تنفيد الاستراتيجة الوطنية للزراعة والثروة السمكية لضمان استدامة الموارد.

المهندس يوسف شمسان يقول لـ “المشاهد” إن منظومات الطاقة الشمسية أصبحت متاحة في الأسواق اليمنية، الأمر الذي مكن المزارعين من شرائها واستخدامها، مشيرا إلى أن هناك استخدامات متعددة للطاقة الشمسية، مثل توليد الكهرباء للمنازل والمصانع.

إقرأ أيضاً  القيود الأسرية تمنع الفتيات من تحقيق أحلامهن

يضيف شمسان: “عملت الطاقة الشمسية على إحداث ثورة في إنتاج الخضروات والفواكه، وغطت الأسواق المحلية بشكل كامل، بل وحققت فائضا كبيرا في الإنتاج”.

تشجيع المزارعين

تشير تقارير إلى أن 70 في المائة من سكان اليمن يسكنون في المناطق الريفية، وتعمل نصف القوى العاملة في القطاع الزراعي، بينما يعتمد 70 في المائة من سكان اليمن على الدخل الناتج عن الأنشطة الزراعية.

عباس الشطبي، أكاديمي في كلية التجارة والاقتصاد بجامعة عمران، يقول لـ “المشاهد” إن من الأهمية بمكان تشجيع المزارعين اليمنيين ودعمهم من خلال توفير المنظومات الشمسية بنظام التقسيط، وتخفيض أسعارها باعفاءها من الجمارك.

يحث الشطبي الجهات المعنية على “تدريب وتوعية المزارعين بشأن طرق الري الحديثة، لترشيد استهلاك المياه المستخرجة بالأنظمة الشمسية، وعدم استنزافها على المدى القريب”.

المهندس الزراعي، حسن المكحلي، يقول لـ “المشاهد” إن الطاقة الشمسية تسهم في تعزيز وتوسيع الزراعة المستدامة من خلال تشغيل المعدات الزراعية، ومضخات المياه، والإضاءة، وتجفيف المحاصيل، وتدفئة البيوت المحمية الزراعية.

ويضيف: استخدام الطاقة الشمسية يقلل من نفقات المزارعين، الأمر الذي ينعكس إيجابا على توفر الخضروات والفواكه بصورة مستدامة، بالإضافة إلى انخفاض أسعارها نظرا لقوة الإنتاج.

منذ سنوات، يعتمد المزارع حسن بمحافظة عمران على الطاقة الشمسية لضخ المياه من البئر إلى أرضه الزراعية كل يوم مجانا، معتقدا أن العمل في الزراعة دون الاعتماد على الطاقة الشمسية أمرا غير مربح وغير ممكن للمزارع اليمني.

مقالات مشابهة