المشاهد نت

زيارة الريئس العليمي لمأرب.. رسائل سياسية وعسكرية

زيارة الرئيس العليمي إلى مدينة مأرب - الصورة من وكالة " سبأ"

تعز – بشرى الحميدي :

وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أمس، إلى محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، في زيارة هي الأولى لرئيس منذ عام 2016


ونقلت وكالة “سبأ”، اليوم، في خبر لها، أن الرئيس العليمي التقى، اليوم، في اجتماع موسع بالقيادات العسكرية في الجيش اليمني والقيادات الأمنية في المحافظة.
وحول الدلالات العسكرية والسياسية المختلفة لهذه الزيارة في الوقت الراهن من وجهة نظر محللين وسياسيين استطلعنا آراءهم، يقول مستشار وزير الدفاع اليمني، اللواء أحمد شمار، في حديثه لـ”المشاهد”، إن زيارة الرئيس العليمي، تأتي في ظروف استثنائية يمر به اليمن، في ظل التصعيد العسكري الذي تقوم به جماعة الحوثي على حساب الجهود الدولية والإقليمية بشأن عملية السلام في اليمن، والذي وصفه بالخطير.
ويضيف شمار أن للزيارة أثرًا بالغًا -حسب تعبيره- على المستوي العسكري، باعتبار محافظة مأرب الحصن المنيع في مواجهة وإحباط مشروع ما سماه التوسع العسكري الحوثي.
ويشير إلى أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمدينة مأرب، بمثابة رسالة سياسية بأن قيادة الدولة تضع هذه المحافظة في سلم اهتماماتها السياسية والعسكرية والخدمية.
من جانبه، يقول رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، إن الدلالات العسكرية لزيارة الرئيس العليمي لمدينة مأرب، باعتبارها خط الدفاع الأبرز -حسب وصفه- عن الحكومة الشرعية، وسقوطها في يد جماعة الحوثي يعني سيطرتها الكاملة على اليمن، حد تعبيره.
وعلى المستوى السياسي، يرى المذحجي في حديثه لـ”المشاهد” أن زيارة العليمي تأتي كاعتراف بدور مأرب المحوري في الصراع الدائر في اليمن.
ويلفت إلى أن الزيارة أيضًا تكتسب بعدًا سياسيًا، كونها تأتي كجزءٍ من جولات النقاش السياسي التي يجريها الرئيس العليمي مع الأطراف اليمنية المختلفة، سعيًا لتحقيق السلام في اليمن .
وفي السياق ذاته، يقول الأمين العام لمجلس شباب سبأ، خالد بقلان، إن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لمدينة مأرب، تأتي في إطار نشاط الرئيس وضمن جدول أعماله، وتحمل دلالات هامة في المجمل.

تكتسب بعدًا سياسيًا، كونها تأتي كجزءٍ من جولات النقاش السياسي التي يجريها الرئيس العليمي مع الأطراف اليمنية المختلفة، سعيًا لتحقيق السلام في اليمن


ويضيف بقلان، في حديثه لـ”المشاهد”، أن الزيارة هي رسالة قوية للحوثيين، مفادها أن لدى مجلس القيادة الرئاسي القدرة على اتخاذ الخيار العسكري كونه الخيار الأصوب لاستعادة العملية السياسية التي تعطلت بفعل انقلاب الحوثيين في سبتمبر من العام 2014، وتعتبر الزيارة كذلك رسالة من التحالف العربي لجماعة الحوثي ومن خلفها إيران.
ويؤكد أن “الزيارة تهدف إلى عقد لقاءات مع القيادات المدنية والعسكرية والاجتماعية في مأرب، مضيفًا: “هي بداية لتحريك ملف الشمال، حيث إن ملف الشمال العسكري والمدني مركز قراره في مأرب منذ عام 2015، ولم يتم إجراء أي تغيير يذكر حتى الآن”.
ويتوقع أن زيارة الرئيس العليمي “سوف يكون بعدها حزمة قرارات وتغييرات من شأنها إنعاش ملف الشمال العسكري بقيادات جديدة قادرة على صناعة الفارق وإحداث التحولات المرجوة”.
عضو مجلس النواب علي محمد المعمري، يقول في حديثه لـ”المشاهد”، إن “زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي لمحافظة مأرب، تكتسب أهمية بالغة لاعتبارات عديدة، على رأسها الظرف الحساس الذي تعيشه البلاد، حيث تستميت المليشيات لإفشال خارطة الطريق لحل الأزمة اليمنية التي تأتي ثمرة جهود ومساعي الأشقاء في المملكة العربية السعودية، والتصعيد المستمر من خلال استهداف المحافظات اليمنية بمختلف الأسلحة، وفي مقدمتها المحافظة الأبية الصامدة مأرب، وكذلك تعز ولحج والضالع”.

زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى مدينة مأرب، من ضمن أهدافها العمل على إيجاد حلول لدعم الموازنة، لما لمأرب من أهمية في هذا الجانب بتواجد أكبر منشأة وطنية للنفط والغاز يمكنها دعم الاقتصاد عند بدء التصدير


ويعتبر المعمري أن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي تأتي في مرحلة دقيقة وصعبة -حسب وصفه- ضمن تحركات الرئيس للعمل على ملفات عديدة وشائكة، على حد تعبيره.
فهد منصر، وكيل محافظة إب، يقول في حديثه لـ” المشاهد” إن زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى مدينة مأرب، من ضمن أهدافها العمل على إيجاد حلول لدعم الموازنة، لما لمأرب من أهمية في هذا الجانب بتواجد أكبر منشأة وطنية للنفط والغاز يمكنها دعم الاقتصاد عند بدء التصدير ومواجهة التحديات وتجاوز كل العراقيل التي تقوم بها جماعة الحوثي في وقف التصدير.
ويلفت منصر إلى أن الزيارة لها أيضًا أهمية أخرى، فهي بمثابة توحيد الصف القبلي في مأرب، وإسناد ودعم جبهات المناطق العسكرية التي يدار مركز قيادتها من محافظة مأرب، حسب تعبيره.
ويضيف أن “الزيارة هي بمثابة إعلان القيادة السياسية جاهزية قوات الجيش الوطني في جبهات مأرب والجوف، في معركة التحرير نحو صنعاء، والتنسيق المشترك مع العمالقة لتحريك جبهات شبوة، وكذا قوات طارق صالح، في البدء باستكمال معركة الساحل لتحرير الحديدة وقطع شريان الدعم لمليشيا الحوثي”.

مقالات مشابهة