المشاهد نت

الدراجات النارية… مصدر للضوضاء في صنعاء  

ضوضاء متزايدة للدراجات النارية في صنعاء
ارتفع عدد الدراجات النارية من 100 ألف في 2010، إلى نحو مليون دراجة في الوقت الراهن.

صنعاء- محمد الهياجم

تسكن خلود محمد، 23 عاما، في حي الدائري بصنعاء، منذ سنوات، وكل يوم يزيد شعورها بعدم الرضا بالعيش في تلك المنطقة. يقع حي الدائري في قلب العاصمة صنعاء، وتتوفر فيه العديد من مراكز الخدمات كالجامعات، والمدارس والشركات والعديد من المؤسسات الحكومية. يعد ذلك الأمر ميزة كبيرة، لكن خلود لم تعد تطيق السكن في شقتها المطلة على الشارع الرئيسي بسبب الضوضاء التي لا تتوقف. 

في الأشهر الماضية، تزايدت أعداد الدراجات النارية في العاصمة صنعاء، وخلقت ضجيجا كبيرا في المناطق المزدحمة بالسكان، وأصبح السكن بهدوء حلم بعيد المنال.  تقول خلود لـ “المشاهد”: “الحي الذي أقطن مع وأسرتي من الأحياء الرئيسية في العاصمة صنعاء، ونتيجة لذلك، الضجيج والازدحام أبرز السمات التي يتميز بها هذا المكان. وزاد الضجيج مؤخرا  بسبب تلك الأصوات المزعجة التي تصدر عن الدراجات النارية التي انتشرت في كل مكان”. 

تضيف: “تلك الأصوات أصبحت المصدر الرئيسي لمعاناة دائمة في ظل غياب الراحة والهدوء. وبسبب ذلك، أرغب في مغادرة هذا المكان إلى منطقة أخرى أقل ضجيجا”. 

أصبح الكثير من الشباب في اليمن يعتمدون على الدراجات النارية كمصدر لكسب لقمة العيش في ظل الحرب التي تشهدها اليمن منذ العام 2015، والتدهور الاقتصادي المستمر، وصعوبة الحصول على فرص عمل. 

على الرغم  أن الدراجات شكلت عاملاً مساعداً للعديد من الأسر في توفير متطلبات العيش، إلا أن العديد من المواطنين يرون أن الازدياد المتسارع في أعداد الدراجات النارية في صنعاء والمحافظات الأخرى يعد مشكلة، كونها تسهم في وقوع المزيد من الحوادث المرورية وتضاعف الضوضاء في المدن الرئيسية. 

وتشير تقارير إلى أن أعداد الدراجات النارية لم تتجاوز 100 ألف دراجة بنهاية عام 2010، وتزايدت إلى أكثر من 250 ألفاً في عام 2012، ثم إلى 500 ألف بنهاية 2014، وفي الوقت الراهن يصل أعدادها إلى أكثر من مليون دراجة نارية. 

إقرأ أيضاً  لماذا تكثر الأعراس في الأعياد؟

في فبراير من العام الحالي، ناقشت وزارة الصناعة وإدارة المرور بصنعاء أهمية تنظيم عملية استيراد وبيع الدراجات النارية، والتعميم على المستوردين بعدم استيرادها إلا بعد موافقة مسبقة من وزارتي الداخلية والصناعة والتجارة. 

وأكد النقاش على وجوب تحديد العدد المسموح استيراده خلال العام الواحد، وتحديد أماكن توزيعها بحسب القدرة الاستيعابية لكل محافظة .

 أسباب الضجيج 

علي ناصر، سائق دراجة نارية في صنعاء، يقول لـ “المشاهد”: “هناك ضجيج طبيعي تصدره الدراجة النارية نتيجة لدوران محركها، وهذا لا يعد مزعجا، لأنه لا يصدر صوتا مرتفعا. لكن بعض ملاك الدراجات النارية يفضلون أن تكون أصوات دراجاتهم مزعجة، ويفعلون ذلك من خلال التدخل في بعض أجزاء الدراجة للحصول على صوت مرتفع”. 

يضيف: “بعض الدراجات النارية تصدر أصواتا مزعجة لأنها بحاجة إلى صيانة أو تغيير القطع التالفة، لكن السائقين لا يهتمون بصيانتها، أو أنهم يجدون صعوبة في دفع المبلغ المالي لفعل ذلك”. 

حافظ محمد ، صحفي، يرى أن امتلاك الدراجات النارية يجب أن يكون محكوم بضوابط معينة، ويتم التعامل مع سائقيها مثل التعامل مع المركبات الأخرى.  في حديثه لـ “المشاهد”، يقول حافظ: “غياب السلطات عن القيام بدورها، وعدم ردع من يستخدمون الدراجات النارية بطريقة غير لائقة تتيح المجال للمزيد من المخالفات. وعندما تكون العقوبة غائبة، من المتوقع أن تزيد المخالفات التي يرتكبها سائقو الدراجات النارية”. 

يشير حافظ إلى أن الحرب أثرت على الوضع الاقتصادي والأمني في اليمن، الأمر الذي نتج عنه ممارسات جديدة في المجتمع، منها انتشار الدراجات النارية، واستخدامها كوسيلة لكسب لقمة العيش. يختم حديثه، ويقول: “الدراجات النارية سلاح ذو حدين. قد يستخدمها أشخاصا كمصدر لكسب الدخل اليومي، لكنها وسيلة يمكن استخدامها لارتكاب بعض الجرائم مثل السرقة والاغتيالات، بالإضافة إلى التسبب في إحداث الضوضاء في المدن الرئيسية”. 

مقالات مشابهة