المشاهد نت

“أمنيتي أن أتزوج” قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز

تعز – مفيد الغيلاني:

خلف عربة خشبية صغيرة الحجم، تحمل فوقها صندوقا ممتلئا بالفحم المشتعل، يعلوه شبكة للشواء، وتتراص بجانبه قناديل الذرة الشامية بطريقة تجذب المارين صوب سوق القات في شارع القبة، وسط مدينة تعز.

"أمنيتي أن أتزوج" قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز

حكمت عليه ظروفه الاجتماعية التخلي عن تعليمه وتحمل المسئولية مبكرًا، بالسن الذي يتمتع به غيره بكامل وسائل الرفاهية، حيث إنه ترك المدرسة في الصف الخامس الابتدائي ليقع على عاتقه مسئولية الإنفاق على أسرته، في بيع “الذرة الشامية” خلال موسمها بفترة الصيف والالتحاق بوظيفة بيع التين الشوكي بموسم الشتاء، سعياً وراء رزقه وتوفير الاحتياجات اليومية لأسرته.

"أمنيتي أن أتزوج" قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز

يقول حميد في حديثه، لـ “المشاهد”: “يجب عليا القيام وقت صلاة الفجر لشراء الذرة الشامية التي يجلبها أخي من مزارع الضباب عادةً ومزارع مدينة إب غالباً”.

"أمنيتي أن أتزوج" قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز

يشق الشاب حميد ذو الـ(21 عاماً) طريقه منذ الصباح الباكر، دون أن يبالي بنسمات البرد التي تلفح وجهه، وأجزاء متفرقة من جسده النحيل، كيف لا وهو يكافح أيضاً من أجل هدفه الذي يسعى لتحقيقه منذ عام “أمنيتي أن أتزوج وأن تصل خطيبتي، التي طال انتظارها”، حد تعبيريه.

"أمنيتي أن أتزوج" قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز

مؤكداً أن “أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد لم يكن لها تأثير على حركة البيع والشراء، وأن أسعاره لم تختلف عن الموسم السابق، وتتراوح ما بين 200 إلى 400 ريال، مشيراً إلى أنه بهذا العمل يتحمل مسئولية أسرته إلى جانب إخوانه، إضافة إلى توفير مبلغ من أجل مشروع زواجه.

"أمنيتي أن أتزوج" قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز

بعد أن تخف حركة المارين في سوق القبة عند الساعة الثانية مساءً، يأخذ الشاب حميد استراحة قصيرة ليبدأ بعدها رحلته الثانية تمام الرابعة عصراً في شارع 26، حيث يكون الشارع وقت الذروة حينها إلى وقت صلاة المغرب، وهناك تنتهي محطة كفاحه ويعود إلى غرفته مع عدد من زملاء المهنة.

"أمنيتي أن أتزوج" قصة كفاح بائع الذرة في شوارع تعز
مقالات مشابهة