المشاهد نت

من استهدف مخزن أسلحة في مأرب؟

قتل أربعة نازحين وأصيب 23 آخرون في الهجوم الأخير على مأرب

مأرب – شهاب العفيف

الادعاء

“سقوط ضحايا مدنيين في محافظة مأرب نتيجة تفجير مخزن أسلحة في معسكر ما تسمى المنطقة العسكرية الثالثة من قبل حزب الإصلاح والتحالف”

الناشر

وكالة سبأ – نسخة الحوثيين

وكالة الصحافة اليمنية

موقع أنصار الله

قناة اليمن – نسخة الحوثيين

قناة عدن – نسخة الحوثيين

الصماد نيوز

الخبر المتداول

نشر موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ التابعة للحوثيين، في تاريخ 7 نوفمبر الجاري، خبرًا يفيد بإقدام عناصر تابعة لما سماها قوى العدوان الأمريكي السعودي، على تفجير مخزن أسلحة في معسكر ما اسمى المنطقة العسكرية الثالثة، وما نتج عن ذلك من سقوط لضحايا مدنيين.

الادعاء الذي تم نشره، تداولته عدد من المواقع الإخبارية والقنوات الفضائية، جميعها موالية للجماعة، وجاء فيه أن قيادة محافظة مأرب -الموالية للحوثيين- أكدت أن تفجير مخزن أسلحة يحتوي قذائف وصواريخ في معسكر وسط الأحياء السكنية داخل مدينة مأرب، وترويع المدنيين، عمل إجرامي يكشف عن الصراعات والخلافات بين قوى العدوان، وللتغطية على عمليات سرقة ونهب للأسلحة.

وحمل البيان مليشيا الإصلاح وتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المسؤولية الكاملة عن هذا التفجير وما نتج عنه من ضحايا مدنيين وإقلاق للسكينة العامة.

تحقق المشاهد

من خلال التحقق الذي أجراه “المشاهد”، عن قيام قوات موالية للحكومة اليمنية بتفجير مخزن أسلحة في المنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب، وما خلف التفجير من ضحايا مدنيين، تبين أنه مضلل، ولم يستند إلى معلومات صحيحة، أو مصادر موثوقة.  شهود عيان  طلبوا عدم نشر أسمائهم لأسباب أمنية، قالوا لـ”المشاهد” إنهم سمعوا انفجارًا وصفوه بالكبير باتجاه معسكر المنطقة، مساء الاثنين الماضي، ومن ثم شاهدوا انفجارات متتابعة في المعسكر، ناتجة عن القذائف المخزنة.

وأضاف الشهود أن قذائف وشظايا تطايرات من المخزن إلى منازل المواطنين المجاورين للمعسكر، والتي أدت إلى سقوط ضحايا في صفوفهم.

إذ نشر المركز الإعلامي للقوات المسلحة في وزارة الدفاع اليمنية، بتاريخ 7 نوفمبر 2022، بيانًا أن مخزن أسلحة بالمنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، انفجر جراء استهدافه من قبل جماعة الحوثي.

تم تداول الادعاء بعد نشر المركز الإعلامي التابع لوزارة الدفاع خبر القصف، لكن المركز لم يقدم أية معلومات حول نوعية القصف.

وفي الثامن من نوفمبر الجاري، أعلنت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب (حكومية)، في تقرير لها، وصل “المشاهد” نسخة منه، عن عدد الضحايا المدنيين والأضرار المادية، نتيجة استهداف الحوثيين مدينة مأرب مساء الـ7 من نوفمبر بصواريخ باليستية، وقالت الوحدة إن القصف الحوثي تسبب بمقتل 4  نازحين، وإصابة 23 آخرين بينهم 5  جروحهم خطرة، وتضرر 13 منزلًا لأسر نازحة، واحتراق 3 مخيمات وتدمير أكثر من 50 خزان مياه للنازحين.

إقرأ أيضاً  التسويق عن طريق المشاهير في اليمن 

موقع روسيا اليوم RT ، نشر في التاريخ ذاته، خبرًا عن سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين في مدينة مأرب، جراء قصف صاروخي نفذته جماعة “أنصار الله” الحوثية.

 مصدر مسؤول في وزارة الدفاع، أكد أن انفجار مخزن الأسلحة ناتج عن استهدافه من قبل الحوثيين، وأشار المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة طريقة وأدوات الانفجار، سواء كان قصفًا صاروخيًا أو طيرانًا مسيرًا، أو طرق أخرى استخدمتها الجماعة.

الصحفي المختص في تدقيق الحقائق محمد حفيظ، قال إن قيام الحوثيين بنشر أخبار تتحدث عن تفجير مخزن أسلحة في معسكر المنطقة الثالثة بمأرب من قبل القوات الحكومية نفسها، أسلوب مغالطة وتستر عن الحقائق.

وأضاف حفيظ لـ”المشاهد” أن الهدف من ذلك، تضليل متابعي قنوات ووسائل إعلام الحوثيين في مناطق سيطرتهم، والهروب من مسؤولية القصف والتسبب بسقوط ضحايا مدنيين.

وأوضح أن “العقل لا يقبل كلامًا كهذا، أن يفجر شخص منزله الذي بناه مدة طويلة من الزمن”، في إشارة إلى القوات الحكومية بمحافظة مأرب.

المحلل السياسي اليمني علي الذهب، قال في تصريح لـ”المشاهد”، إنه “إذا كانت جماعة الحوثي تقف وراء عملية تفجير مخزن الأسلحة بمأرب، بطريقة أو بأخرى، سواء استهدافها بصواريخ، أو طيران مسير، أو عملية مدبّرة من الداخل، فهي تمتلك مجموعة من الأهداف، أبرزها استهدف مخزن أسلحة وتدميرها، كانت ستستخدم ضد الجماعة”.

وأضاف الذهب أنه من الأهداف التي قد تريد الجماعة تحقيقها، هي تحميل الحكومة مسؤولية النتائج الوخيمة في صفوف المدنيين، الناتجة عن التفجير، وأيضًا اتهام القيادات العسكرية في مأرب بأنها تخزن أسلحة قريبة من الأحياء السكنية، وتعرض حياة المدنيين للخطر.

وأشار إلى أن الحوثي يدرك دائمًا متى يقر أو يعترف بالعملية التي يقوم بها ضد قوات الحكومة اليمنية، أو يقدر التوقيت المناسب لتبني أية عملية، ما لم فهو يكتفي بتنفيذ العملية وتحقيق غرض التمدير أو الإصابة، ثم يترك بقية التفاصيل للتراشق بين المكونات داخل الحكومة.

السياق الزمني

يأتي تداول الادعاء في ظل ما تشهده محافظة مأرب بين الحين والآخر من مواجهات مسلحة بين قوات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، وفي الوقت الذي يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن لتجديد الهدنة بين أطراف الصراع، وقُبَيل اغتيال أحد قيادات الجيش في مأرب اللواء محمد الجرادي وسط مدينة مأرب.

المصادر

المركز الإعلامي للقوات المسلحة الحكومية – مصدر في وزارة الدفاع – موقع روسيا اليوم RT – الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين – صحفي مختص في تدقيق الحقائق – محلل عسكري

مقالات مشابهة