المشاهد نت

«العليمي» و«الزبيدي» تحركات «متضادة» باتجاه حضرموت

عدن – سعيد نادر

تشهد محافظة حضرموت (شرق اليمن) مستجدات جديدة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية والعسكرية المتوترة بين القوات الحكومية، والموالين للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وارتبطت المستجدات بتواصل القيادات السياسية العليا في البلاد، مع المكونات المحلية الحضرمية الموالية لكل طرف، بشكل متزامن وفي نفس اليوم؛ ما يؤكد وجود جديد على الساحة الحضرمية، فيما يتعلق بتوترات الأوضاع.

ويوم أمس، أجرى رئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي اتصالًا هاتفيًا بوكيل محافظة حضرموت، رئيس حلف قبائل حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش.

«العليمي» و«الزبيدي» تحركات «متضادة» باتجاه حضرموت
العليمي يتصل برئيس حلف حضرموت

وفي ذات اليوم، التقى عضو المجلس الرئاسي اليمني، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي برئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للإنتقالي في وادي حضرموت، محمد عبدالملك.

«العليمي» و«الزبيدي» تحركات «متضادة» باتجاه حضرموت
الزبيدي في لقاء مع قيادي محلي بحضرموت

ورغم أن اتصال العليمي ولقاء الزبيدي لم يخرج في محتوياته عن العموميات التي حرص إعلام كل طرف على إبرازها وإضفاء مزيد من الغموض عليها، إلا أن محللين رأوا فيها تمهيدًا لما قد يحدث من تطورات في صراع الانتقالي مع قوات المنطقة العسكرية الأولى الحكومية بوادي حضرموت.

العليمي اطلع خلال الاتصال بوكيل أول محافظة حضرموت رئيس حلف قبائل حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع، الشيخ عمرو بن حبريش، على أوضاع حضرموت، بحسب وصف ما نشرته وسائل إعلام حكومية.

كما اطلع رئيس المجلس الرئاسي على ما تمر به البلاد في ظل ظروف الحرب، وانعكاساتها على كافة الجوانب وتأثيرها على الحالة المعيشية للناس.

لكن اللافت في الاتصال كان ”تعبير العليمي عن حالة الاستقرار الأمني والمجتمعي الذي تعيشه حضرموت، وعدم سماح أبنائها بجر المحافظة إلى دوامة الفوضى والصراعات”، وفق ما ورد من معلومات.

بن حبريش أكد للرئيس العليمي أن حضرموت ”لن تكون إلا إلى جانب القيادة السياسية العليا، ورافدًا أساسيًا لقيام الدولة وتقوية مؤسساتها والحفاظ على كامل سيادتها”، وهذا ما أكده المسئول المحلي عبر تغريدات على ”تويتر” رصدها «المشاهد».

ويؤكد مراقبون أنه وبغض النظر عن العموميات واللغة الدبلوماسية فيما جاء عبر الإعلام الحكومي، أو حتى في تغريدات وكيل حضرموت بن حبريش، إلا أنها احتوت على الكثير من الدلالات والمؤشرات على وجود تطورات قادمة في ملف حضرموت، والصراع بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي.

إقرأ أيضاً  آخر تحديث لأسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني

في المقابل، لم يخلُ لقاء عضو المجلس الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، برئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت محمد عبد الملك الزُبيدي من الدلالات.

حيث استمع الزبيدي من القيادي المحلي إلى ”شرحٍ مفصلٍ عن الحالة الأمنية والخدمية في وادي حضرموت، والجهود التي تبذلها القيادات المحلية للمجلس للمساهمة في انتشال المديريات من وضعها المتردي، وفق ما نقله إعلام المجلس الانتقالي.

وفي اللقاء، أشاد الزبيدي بصمود وتضحيات أبناء وادي حضرموت، ومواقفهم الوطنية والنضالية في مسيرة ما وصفها بـ”الثورة الجنوبية التحررية”، مؤكدًا أن ”حضرموت كانت وستبقى قلب الجنوب النابض وعُمقه الاستراتيجي والتاريخي”.

ويرى محللون أن كلا القيادتين، العليمي والزبيدي، يؤكدان أن حضرموت ”ستبقى مع هذا الطرف أو ذاك”، في تنازعٍ واضح للرغبة بالسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط والغاز والثروات الطبيعية.

هذا التنازع أشار إليه رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للإنتقالي وادي حضرموت محمد عبدالملك، حتى قبل لقاءه باللواء عيدروس الزبيدي، من خلال تصميمه على إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى (حكومية) من الوادي، وذلك عبر تصريحات إعلامية نقلتها وسائل إعلام المجلس الانتقالي.

هذه الرغبة أكدها الناشط الإعلامي مروان الضالعي، عبر تغريدةٍ على ”تويتر”، نقل من خلالها تصريحات للمسئول المحلي بحضرموت حول ما وصفها بـ”اقتلاع قوات المنطقة العسكرية الأولى”.

ُيشير غير واحد من السياسيين إلى أن التحركات التي يقوم بها العليمي أو الزبيدي قد تكون تمهيدًا حقيقيًا بما سيحدث في قادم الأيام، لكن ليس بالضرورة أن يكون ما سيحدث أمرًا سلبيًا، أو متضادًا لسياسة كل طرف.

فهناك من يرى أن هذه التحركات ربما قد تكون مدفوعة بالرغبة في التهدئة، وتسوية الأوضاع الأمنية والعسكرية في حضرموت، من خلال الجلوس مع القيادات المحلية وتوجيهها نحو هذه الغاية.

ومنذ سنوات، يطالب المجلس الانتقالي الجنوبي بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وداي حضرموت، ويصفها بأنها ”قوات محتلة”، وشهدت الشهور الثلاثة الماضية حراكًا شعبيًا وتظاهرات مدفوعة من أطراف سياسية في هذا الاتجاه.

مقالات مشابهة