المشاهد نت

احتفاء باهت بـ«ذكرى فبراير»

صورة أرشيفية لتظاهرات شعبية تعود لعام 2011

تعز – محمد عبدالله

شهدت مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) أمس السبت مهرجانًا شعبيًا احتفاءً بالذكرى 12 لما عُرف بـ”ثورة 11 فبراير/شباط”، التي قامت ضد نظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح عام 2011.

وتجمع المشاركون في المهرجان الذي دعا له ”المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية”، في شارع جمال وسط المدينة، ورفعوا العلم اليمني وصور ولافتات تدعو للاصطفاف الوطني والتصدي لما أسموها “المشاريع اللاوطنية”.

وقال بيان صادر عن المهرجان إن “التحديات التي تقف في طريق الحرية والكرامة، سيتغلب عليها بوحدة الصف وتضافر الجهود لمواجهة الحوثيين”.

وحلت هذه الذكرى وسط أزمة إنسانية وسياسية تعصف بالبلد جراء الحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام.

ودافع مؤيدو الثورة عن أهدافها وانتقدوا من يعتبرها سببًا في وصول البلاد إلى الوضع الحالي.

وقالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان: “إن الحرية والعدالة والكرامة والمواطنة ودولة القانون والشراكة الوطنية مبادئ جوهرية لا يمكنُنا التنازلُ عنها، وإنها قيم لا وجود لنا كشعب بدونها”.

وأضافت في كلمة لها مساء أمس الجمعة، أن “ثورة الحادي عشر من فبراير هي مشروع نضالي مستمر ومتكامل مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين”.

توكل أشارت إلى أن “الحملات الإعلامية المشبوهة، التي لم تتوقف، والهادفة إلى تحميل ثورة فبراير وزر كل ما فعله أعداؤها باليمن (…) وهي أخطر جبهات هذه الحرب؛ لأنها تهدف إلى تبرئة أطراف الحرب الداخلية والخارجية”.

وبدت أجواء ذكرى ثورة فبراير هذا العام ”باهتة”، بحسب وصف سياسيين، إذ غابت الاحتفالات الشعبية والرسمية وبيانات الأحزاب السياسية بهذه المناسبة في معظم محافظات البلاد.

واقتصرت الفعاليات على مدينة تعز الخاضعة لسلطة الحكومة المعترف بها دوليًا، إذ أوقد عشرات الشباب مساء أمس الجمعة الشعلة الثانية عشر لثورة فبراير وأطلقوا الألعاب النارية.

إقرأ أيضاً  لماذا تكثر الأعراس في الأعياد؟

وكانت السلطة المحلية بمحافظة مأرب ألغت تنظيم حفل فني، ابتهاجًا بالمناسبة في خطوة أثارت مواقف متباينة على منصات التواصل الاجتماعي في اليمن؛ ووصفها مجلس شباب الثورة بأنها “تصرف همجي ومعادي للحقوق والحريات العامة، وحرمان المكونات المدنية من إقامة فعالياتهم”.

ومنذ 11 عامًا على اندلاع الثورة لم تشهد البلاد أي استقرار لا سيما مع اندلاع الحرب في مارس/آذار 2015 بين جماعة الحوثي والحكومة المسنودة بتحالف عسكري بقيادة السعودية.

يقول محمد غلاب وهو ناشط مجتمع مدني إن “هذه الثورة لم تعد محل اهتمام الناس الذين باتوا اليوم يبحثون عن احتياجاتهم الأساسية وانهاء الحرب”.

ويضيف لـ«المشاهد» أن “إنهاء الأزمة الإنسانية تعد الأولوية في الوقت الحالي والحديث عن الدولة المدنية وأهداف ثورة فبراير يظل طموح مؤجل”.

وأودت الحرب بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، ودفعت البلد إلى شفا المجاعة مع انهيار الاقتصاد وأدت إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

بدوره، هاجم يحيى محمد صالح (نجل شقيق الرئيس الراحل) ثورة فبراير ووصفها بـ”الفضيحة والنثرة”.

وقال في مقطع فيديو نشره على صفحته بموقع فيسبوك إن “ثورة فبراير انقلاب على الديمقراطية والذي كان بالإمكان تطويرها”، داعيًا إلى “الاستمرار باستهداف هذه النثرة”، حد تعبيره.

يشار إلى أن ما عُرف بـ”ثورة فبراير” اتسمت بخروج المواطنين إلى الساحات العامة والميادين والمطالبة برحيل النظام السياسي آنذاك.

وانتهت الثورة بالتوقيع على ”المبادرة الخليجية وآلياتها المزمنة”، بين نظام الرئيس صالح والأحزاب السياسية اليمنية، والتي تضمنت انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة ”وحدة وطنية”.

مقالات مشابهة