المشاهد نت

ترسم بقدميها.. موهبة تتحدى الإعاقة

رحمة السبئي-تصوير سعيد الفضلي

تعز – أسامة الكُربش

في الـ13 من يوليو/تموز من العام الفائت أصبحت رحمة السبئي حديث اليمنيين ومحور اهتمامهم على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن ظهرت مرتديةً قبعة التخرج في حفل تخرجها من الجامعة الوطنية بمدينة تعز، وهي التي ولدت بدون ذراعين وضربت مثالًا وصورة ملهمة للنجاح وتحدي الإعاقة.

رحمة محمد عبدالله السبئي “25” عامًا من عُزلة أنبيان في مديرية المسراخ، جنوب تعز، جنوبي غرب اليمن. ولدت بدون ذراعين إلا أن ذلك لم يمنع رحمة من مواصلة تعليمها، حيث أنهت الثانوية العامة في مسقط رأسها، لتُكمل تعليمها الجامعي وتتخرج من قسم علوم القرآن في الجامعة الوطنية.

تعويض إلهي

تجيد رحمة السبئي الرسم وتتلقى طلبات رسم من مشجعيها

لم تقف رحمة عند هذا الحد، وجسدت مقولة: ”إن الله عندما يأخذ منك شيء فإنه يعوضك بأشياء أخرى”، فقدت رحمة ذراعيها لكنها لم تفقد العزيمة والإصرار والشغف والموهبة.

في الآونة الأخيرة اكتشفت رحمة أن لديها موهبة إبداعية حيث أنها بدأت مؤخراً بالرسم بقدميها، رسومات مختلفة تقوم رحمة بنشرها في صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي تتلقى على إثرها إعجاباً وثناءً من متابعيها، ووصل الأمر إلى تلقي رحمة طلبات رسم لعدد من الأشخاص.

تجربة مفاجئة

تقول رحمة لـ«المشاهد»: حبي للرسم ولهذا الفن دفعني إلى تجربته وتعلمه، وتفاجأت ولم أكن أتوقع أن رسوماتي ستحظى بإشادة واسعة وخلال فترة وجيزة.”

إقرأ أيضاً  قريبًا.. رحلات دولية من مطار الغيضة

وتضيف: الرسم أخذ كثيرًا من وقتي في الفترة الأخيرة، وأمارسه بشكل متواصل ومستمر.”

شحة الإمكانيات

بإمكانيات بسيطة وأدوات بدائية تحط رحمة قلم رصاص بين أصابع قدمها لتنثر إبداعها على أوراق كراس دراسية.

”أفتقر للعديد من الأشياء والأدوات التي ستساعدني في عملية الرسم كاللوحات والأقلام المخصصة للرسم”.. تقول رحمة السبئي.

وتتابع: ”لم أتلقَ أي تدريب مهني لإتقان الرسم بشكل علمي، وأتمنى أن يكون هناك ورش تدريب مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصةً أن الرسم بالقدم وعدم امتلاك يدين يحتاج إلى تدريب أكبر إلى جانب الموهبة”.

حافز وتشجيع

استطاعت رحمة تحدي إعاقتها فواصلت تعليمها واكتشفت موهبتها في الرسم

في الأيام الأخيرة تتلقى رحمة وبشكل يومي طلبيات رسم من متابعيها وأصدقائها على منصات التواصل الاجتماعي الأمر الذي يعطيها حافزًا كبيرًا.

تقل رحمة أن من أهم أسباب نجاحها التشجيع والتحفيز المستمر الذي تتلقاه من أسرتها.

تعمل رحمة على تطوير وتنمية موهبتها رغم الظروف الصعبة وتحلم بأن يُقام لها معرض فني لرسوماتها في المستقبل.

وعن رسالتها التي توجهها لذوي الاحتياجات الخاصة تقول رحمة: ”أتمنى أن أكون قد بعثت الأمل في قلوب أصحاب الهمم، وأقول لهم لا تستسلموا ولا تجعلوا الإحباط يهزمكم، فأنتم تمتلكون كافة الإمكانيات لتحقيق أحلامكم”.

مقالات مشابهة