المشاهد نت

«أطفال لا جنود».. يكشف انتهاكات الطفولة باليمن

أطراف الصراع في اليمن ما زالت تواصل تجنيد الأطفال - أرشيفية

تعز – سالم الصبري

أطلق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان في اليمن (تحالف رصد)، الجمعة، التقرير الخاص بتجنيد الأطفال في اليمن ” تحت عنوان “أطفال لا جنود”.

وقال “تحالف رصد” إن التقرير يوثق عملية تجنيد واستخدام الأطفال التي مارستها أطراف الصراع في اليمن خلال الفترة من 2015 – 2022.

وأضاف: في الندوة التي أقامها اليوم لإطلاق التقرير أن هذا التقرير هو نتاج عمل (6) أشهر من الرصد والتوثيق الذي قام به (10) راصدين في «تحالف رصد» بالتوازي مع حملة مناصرة تسلط الضوء على انتهاكات تجنيد الأطفال وتوعية أرباب الأسر بمخاطر هذه الظاهرة والمساهمة مع الجهات المعنية لإنهاء تجنيدهم.

ويكشف التقرير عن تعرض أطفال اليمن إلى انتهاكات واسعة لحقوقهم التي كفلتها المواثيق العالمية بسبب الصراع، وشملت تغيير لمعتقداتهم وهويتهم الوطنية والتجنيد القسري والاستغلال الجنسي وأعمال أخرى يمكن وصفها بالاتجار بالبشر.

وأكد تحالف رصد أن فريقه الميداني وثق خلال فترة المشروع (248) واقعة تجنيد واستغلال أطفال في (10) محافظات يمنية هي (صنعاء الحديدة، عمران، مأرب صعدة، ذمار، إب، عدن، حجة، المحويت).

وتظهر النتائج أن محافظة إب تتصدر أعمال التجنيد بواقع (55) طفلاً تليها عمران (46) طفلاً واختار التقرير (10) نماذج للعرض دعماً للنتائج التي توصل إليها.

ويخلص التقرير إلى أن جماعة الحوثي المسلحة كانت أبرز الاطراف في عمليات تجنيد الأطفال، حيث قامت بتجنيد (231) طفلاً، فيما مارست أطراف الصراع الأخرى أعمال التجنيد ولكن بمستويات محدودة، فيما قامت الحكومة اليمنية بتجنيد (9) أطفال، وجندت تشكيلات شبه عسكرية لا تخضع لسلطة الحكومة (8) أطفال.

وكشف التقرير أن عمليات التجنيد قد زادت بوتيرة كبيرة في العام 2022، وهو العام الذي وقعت فيه جماعة الحوثي على خطة إنهاء تجنيد الأطفال مع الأمم المتحدة، وأطلقت فيه الحملة الدولية لإنهاء تجنيد الأطفال من قبل الحكومة المعترف بها ومكتب الأمم المتحدة في اليمن.

إقرأ أيضاً  المحافظات الجنوبية مهددة بـ«الظلام والحر»

ويُظهر التقرير أيضًا أن (238) طفلاً جُندوا بوسائل ترغيبية، و(10) أطفال جندوا بوسائل ترهيبية كالاختطاف وفرض تهديدات على أولياء امورهم لتجنيدهم.

وقد استخدم أطراف الصراع وسائل عديدة للتأثير عليهم، حيث تم استقطاب (43) طفلاً بتسليمهم راتب و(26) جرى تجنيدهم بعد انخراطهم في دورات ثقافية و(41) نُقلوا إلى معسكرات و (8) تم استقطابهم دون معرفتهم ما يراد منهم و(6) تم اغرائهم باستلام أسلحة، و(3) دفعتهم عائلاتهم للتجنيد و(7) جندوا في النقاط الأمنية و(98) لا تعرف دوافع تجنيدهم لكن يُعتقد أن الكثير منهم اثرت فيهم عوامل اقتصادية أو الإعلام والمناهج التعليمية.

وخلصت نتائج التحليل للوقائع الموثقة أن العدد الأكبر من المجندين قد لقوا حتفهم خلال الأعمال القتالية.

حيث سجل التقرير مقتل (142) طفلاً، وما يزال (82) طفلاً مستمرين في التجنيد، و(13) طفلاً عادوا إلى منازلهم و (5) منهم محتجزين لدى طرف آخر و (4) مصيرهم مجهول.

التقرير بيّن أن جماعة الحوثي المسلحة عملت على استقطاب وتجنيد الأطفال عبر سلسلة من المشرفين والمحشدين وسخّرت من اجلهم كثير من الأموال لتسهيل عملهم في التأثير على الأطفال.

وأشار تحالف رصد إلى أنه اعتمد في منهجية التحقق من معلومات التقرير على (10) باحثين ميدانيين وثقوا خلال الفترة من 1 أغسطس وحتى 31 يناير 2023 (248) واقعة تجنيد أطفال كنماذج لعمليات التجنيد التي حدثت منذ 2015 وحتى نهاية 2022 في محافظات (صنعاء الحديدة عمران مارب صعدة، ذمار، إب، عدن حجة، المحويت).

كما اختيرت هذه المحافظات لقدرة أطراف الصراع على تجنيد الأطفال فيها، والبعض منها شهدت أو ما تزال أعمال قتالية شرسة.

وقال إن باحثي المنظمة اعتمدوا على المقابلات المباشرة في أكثر الأوقات، كما أجروا مقابلات عن بعد باستخدام وسائل الاتصال المتاحة عبر الانترنت، ودونوا المعلومات عبر استمارة معدة سلفاً، وكذا التصوير المرئي وجمع الصور للضحايا والمواقع كلما أمكن.

مقالات مشابهة