المشاهد نت

نقطة ضعف الدراما اليمنية.. الممثل أم النص؟

شهد موسم رمضان المنصرم إنتاجات درامية يمنية غزيرة تفاوتت جودتها

صنعاء – سحر علوان:

“رائعة، هادفة، متواضعة، ضعيفة” كلمات يستخدمها المشاهدون والنقاد في اليمن عند الحديث عن المسلسلات الرمضانية. ومع انتهاء العرض الدرامي هذا العام، تباينت الآراء عن المسلسلات التي عُرضت على العديد من القنوات التلفويونية منذ اليوم الأول من رمضان.
حازت بعض المسلسلات -مثل “دكان جميلة” و”العالية”- على إعجاب الملايين من المشاهدين في اليمن، وحققت نجاحًا إضافيًا للدراما اليمنية. برغم ذلك الانتشار والمتابعة التي حققتها العديد من المسلسلات هذا العام، إلا أن النقاد والمشاهدين يرون أن نقاط الضعف في الإنتاج الدرامي اليمني مازالت كثيرة.
مجاهد الآنسي، مخرج درامي، يقول لـ”المشاهد” إن معظم القضايا الاجتماعية، مثل الفقر والمجاعة، مرتبطة بالوضع السياسي والاقتصادي للبلاد؛ لكن المسلسلات اليمنية هذا العام لم تتطرق بشكل واسع لمعظم القضايا الاجتماعية، وذلك هروبًا من التطرق لأسبابها الحقيقية.
ويضيف الآنسي: “معظم المنتجين يحاولون الابتعاد عن السياسة قدر المستطاع، والمشاهد يسعى للبحث عن الترفيه ونسيان الواقع”.

ضغف الإخراج الدرامي

يتطلب نجاح العمل الدرامي توفر عناصر متعددة، ويعد الممثل عنصرًا واحدًا فقط. توفر القصة الجيدة والسيناريو الجيد يلعب دورًا محوريًا في جودة العمل الدرامي، بحسب الآنسي.
علي الحجوري، ممثل يمني، يعتقد أنه ليس من العدل أن ينتقد المشاهدون فريق العمل التمثيلي، لأن الأمر لا يتوقف على التمثيل فقط. ويضيف: “من الظلم أن ننتقد فريق عمل قدم جهدًا كبيرًا لتنفيذ سيناريو هزيل، فالسيناريو المترهِّل يجعل النجوم المبدعين عرضة للانتقادات لما يقدمونه من أدوارٍ ضعيفة ومشاهد رديئة، بينما يصنع السيناريو القوي نجومًا من الممثلين العاديين”.
تستمر دوامة انتقاد الممثلين والمنتجين وفريق العمل الفني، دون إدراك أن الدراما أمر مرتبط بالقصة والنص الأدبي أكثر من ارتباطه بالممثل وفريق العمل، بحسب الحجوري.
يؤكد الحجوري: “الأزمة الكبرى في الأعمال الدرامية اليمنية تقع أولًا وأخيرًا على عاتق كاتب السيناريو، لدينا العشرات من المخرجين المبدعين، والمئات من الممثلين المحترفين، لكننا نفتقر لكاتب واحد، ليس في اليمن كاتب يستطيع أن يقدم عملين رائعين في سنتين متتاليتين”.
تستمر القنوات الخاصة المحلية بإنتاج الأعمال الدرامية التي تركز على قضايا اجتماعية في اليمن، وبدت المنافسة واضحة خلال السنوات الماضية.
طاهر الزهيري، كاتب سيناريو وممثل يمني، يقول لـ”المشاهد”: “شهدت الدراما اليمنية هذا العام والأعوام الأخيرة، تطورات من الجانب الفني والتقني والمعدات، وكمية الإنتاج الموسمي للأعمال، وزادت المنافسة، لكن مازالت النصوص الجيدة ورفيعة المستوى غائبة إلى حد ما عن العمل الدرامي”.
وعن مستقبل العمل الدرامي، يقول الزهيري: “الدراما اليمنية لها مستقبل في حال كان الاهتمام منصبًا على النصوص، وإذا كان للكاتب إنتاج النصوص الأدبية بحرية، دون الإملاء عليه ووضع الشروط والحدود والمواضيع”. ويرى أن الدراما اليمنية تفتقر إلى الأعمال التاريخية، رغم تاريخ اليمن العريق والقصص التاريخية الكثيرة والمتنوعة.

إقرأ أيضاً  مرآة الدراما اليمنية في رمضان للعام 2024

خطة لتحسين الدراما اليمنية

خالد الرويشان، أديب يمني ووزير ثقافة سابق، يتعجب من أداء الممثل اليمني في المسلسلات الرمضانية هذا العام، ويتساءل عن السبب الذي يجعل الممثل يظهر بهذا الشكل المرتبك. كتب الرويشان في صفحته على “فيسبوك”: “إلى متى يظل الممثل اليمني يكلّمُ نفسه وكأنه يهذي مع الجن في معظم حوارات المسلسلات؟ هل مسؤولية النص أم المخرج أم كلاهما؟ واقعيًا لا علاقة لحياتنا بهذا النمط من الحوار الذاتي العلني الداخلي في نفس الوقت!
تبقى الدراما اليمنية محصورة وموسمية، ومعظم الأعمال تنتج في موسم رمضان سنويًا، ويتم تصوير بعض الأعمال خارج اليمن بسبب الوضع السياسي المضطرب والصراع العسكري الذي بدأ في 2015.
يطمح الحجوري لتحسين جودة الأعمال الدرامية من خلال خطة واضحة يعمل على تنفيذها، ويقول: “لقد أخذت على عاتقي أن أرتقي بالدراما اليمنية إلى أعلى المستويات، وتحويلها من دراما محلية يتهرب من مشاهدتها المشاهد اليمني، إلى دراما عربية يشاهدها كل الوطن العربي”.
يعمل الحجوري ضمن فريق من المحترفين في مجال الكتابة والتمثيل والإخراج، ويعكفون حاليًا على إعداد مشروع فني يمني يرتقي بالدراما اليمنية لتحظى بالمتابعة في جميع أنحاء الوطن العربي.

مقالات مشابهة