المشاهد نت

ليندركينغ: قرار السلام بيد اليمنيين

المبعوث الأمريكي إلى اليمن - تيموثي ليندركيغ

تعز – منال شرف

قالت الولايات المتحدة الأمريكية إن اتخاذ قرار دولة اليمن المستقبلية بيد اليمنيين أنفسهم.

وأكد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، أن اتخاذ قرار دولة اليمن المستقبلية بيد اليمنيين، والذي يشمل “قضية الجنوب، والتمثيل في المؤسسات، وتخصيص الموارد”، مضيفًا: “ليس لنا ولا للسعوديين ولا للإمارات أن تتخذ هذه القرارات نيابة عن اليمنيين، ولا المجتمع الدولي”.

وأشار ليندركينغ، في إيجاز صحفي خاص عبر الإنترنت، إلى أن العملية السياسية اليمنية ستستغرق وقتًا، وستواجه العديد من الانتكاسات.

وأكد ليندركينغ أنه لا يزال هناك قدر كبير من عدم الثقة بين الأطراف، وانقسام داخل المجتمع اليمني نفسه، وهي أمور يجب معالجتها لتحقيق نوع الحل الدائم، حسب وصفه.

وأكد ليندركينغ أن الصراع في اليمن أبعد من السعودية وإيران، وأن الاتفاقية السعودية الإيرانية وحدها لن تحقق السلام في اليمن، مضيفًا “هناك توترات وانقسامات داخلية ساعدت في تأجيج هذا الصراع الذي لا علاقة له بالمملكة العربية السعودية وإيران”.

وأضاف: “كان هناك الكثير من العمل الذي تمّ خلال السنوات القليلة الماضية قبل توقيع الاتفاق السعودي والإيراني وخارجه، وهو الذي أوصلنا إلى هذه المساحة الحالية الأكثر إيجابية”.

ونوه ليندركينغ إلى أن بلاده داعمة دائمًا لكل ما من شأنه تخفيف حدة التوترات الإقليمية، مؤكدًا أن اتفاق السعوديين والإيرانيين لتحقيق توقعاتهم المشتركة سيعود بالفائدة على سلام اليمن.

ولفت ليندركينغ إلى أن محادثاته الأسبوع الماضي في المنطقة ركزت إلى حد كبير على كيفية دفع جهود الحوار بين السعودية والحوثيين إلى الأمام، وإلى العملية التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال ليندركينغ إن القنوات السعودية الحوثية يمكن أن تكون مفيدة للغاية، مشددًا على ضرورة تعامل اليمنيين أنفسهم مع قضايا الانتقال إلى عملية سلام يمنية – يمنية، وتقسيم موارد الدول، في سياق جهود السلام.

وعبر ليندركينغ عن أمله في أن تُغيّر إيران سلوكها، وتعمل بروح الاتفاق مع السعوديين لدعم جهود السلام بقوة في اليمن، مؤكدًا أن الوقت سيثبت مدى التزام الإيرانيين بشروط عدم تهريب الأسلحة والمخدرات إلى مناطق الصراع.

وأكد ليندركينغ على تمكن بلاده من تعزيز إجماع دولي، وجذب الأوروبيين ودول الخليج إلى اتفاق ورؤية مشتركة راسخة لما يمكن أن يبدو عليه السلام في اليمن، مشيرًا إلى أهمية مشاركة الدول الإقليمية في عبء التمويل ودعم الاحتياجات الإنسانية لليمن، واتحاد الجميع حول عملية الأمم المتحدة.

إقرأ أيضاً  ضوء أخضر أمريكي للسعودية بشأن جماعة الحوثي

وقال ليندركينغ إن بلاده تريد العودة إلى صنعاء، وإعادة تأسيس بعثتها الدبلوماسية، مستدركًا بأن بعض السلوكيات التي أظهرها الحوثيون تجاه موظفيهم المحليين محبطة للغاية، يشمل ذلك احتجازهم 11 من الموظفين على مدار عام ونصف العام الماضيين.

وأضاف: “لا ينبغي احتجازهم بهذه الطريقة بمعزل عن العالم الخارجي، وبعيدًا عن عائلاتهم، لقد كنا حازمين للغاية بشأن هذا الأمر مع الحوثيين، وفي الواقع مع الشركاء الدوليين الذين أثاروا هذه القضية أيضًا”.

وأكد ليندركينغ على أن السفينة التي ستتسلم النفط من خزان صافر وصلت إلى جيبوتي، ومن المحتمل أن تبدأ عملية النقل في الأسابيع المقبلة، منوهًا: “ستكون عمليات فنية صعبة، لكننا واثقون من قدرات الأطراف على تنفيذ ذلك”.

وقال ليندركينغ إن الأمم المتحدة لا تزال تفتقر إلى حوالي 40 مليون دولار لإنجاز عملية تفريغ خزان صافر النفطي، مذكرًا بأن بلاده مانحة رئيسية، “استثمرنا 10 ملايين دولار العام الماضي لدعم هذا الجهد، وشاركنا ونشطنا جهود التعهدات، وتواصلنا مع قطاعنا الخاص ومع الشركات الدولية والمنظمات البيئية”.

ولفت ليندركينغ إلى أن التهدئة التي منحتها الهدنة ساهمت في زيارة الوفدين السعودي والعُماني إلى صنعاء الشهر الماضي، وإطلاق سراح ما يقرب من 900 محتجز، مضيفًا: “المحادثات الأخيرة في صنعاء هي تطور حاسم، لكنها ليست سوى خطوة واحدة، ومن واجب الأطراف كافة اغتنام هذا الزخم الآن، وتكثيف جهودهم لسد الفجوات المتبقية بينهم”.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب ليندركينغ، أكبر مانح إنساني لليمن، حيث ساهمت بأكثر من 5.4 مليار دولار منذ بدء الصراع، وفي اجتماع التبرع للمانحين بجنيف في فبراير/شباط الماضي، أعلن الوزير بلينكن عن أكبر تعهد فردي بمبلغ 444 مليون دولار.

وقال ليندركينغ: “ليس هناك شك في أن الهدنة سهلت العمليات الإنسانية، ولكن أعتقد أن هناك المزيد مما يتعين القيام به لدعم هذه الجهود، ولضمان وصول العاملين في المجال الإنساني إلى الفئات الضعيفة من السكان”.

وعبر ليندركينغ عن تفاؤله باقتراب جميع أطراف الصراع في اليمن من المفاوضات بطريقة جادة، مشيرًا إلى أن ذلك يتجلى في عدم حدوث تصعيد عسكري كبير، وإطلاق سراح السجناء، وغيرها من تدابير بناء الثقة.

وأكد ليندركينغ استمرار بلاده بحزم في ملف اليمن، مؤكدًا: “نحن نتحدث إلى الأطراف الرئيسية، وسنواصل العمل على كل من العملية السياسية والوضع الإنساني العاجل”.

مقالات مشابهة