المشاهد نت

تبعات موجة الحر  في عبس

متوسط فاتورة الكهرباء الشهرية في عبس تصل إلى أكثر من 85 ألف ريالا ما يعادل (160 دولارا)

حجة – الحسين اليزيدي

وصلت درجات الحرارة في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة والمديريات المجاورة لها، إلى 46 درجة، مما فاقم من معاناة المواطنين، وأضاف عبئًا على كاهل فئات الدخل المتوسط والمتدني الذين يمثلون أكثر من 90% في تلك المناطق.

يشكو المواطنون هناك من أسعار الكهرباء الحكومية المرتفعة التي لم يعد ينتفع منها أغلبية المواطنين، وبات يستفيد منها ذوو الدخل المرتفع فقط.

تعاني اليمن من صراع مستمر منذ سبتمبر 2014 بين القوات الموالية لجماعة الحوثي (أنصار الله) والحكومة المعترف بها دوليًا. تقع مدينة عبس ضمن مناطق التماس التي شهدت قتالًا عنيفًا خلال جولات الحرب، مما دمر منشآت الخدمات، بما في ذلك الكهرباء.

كما أجبر النزاع القائم الآلاف من السكان في عبس على النزوح من ديارهم بحثًا عن الأمان وفرص العيش.

ومع انطلاق الحملة العسكرية بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن في مطلع 2015، توقفت الكهرباء الحكومية تمامًا، خصوصًا في المناطق الخاضعة لسلطات جماعة الحوثي. لم يعد أمام السكان سوى الكهرباء التجارية التي يصل سعر الكيلو وات ما بين 400 و600 ريال.

يقول عبده حملي، 38 عامًا، رب أسرة: “لا نستطيع الاشتراك في الكهرباء بسبب أسعارها المرتفعة التي تصل إلى 45 ألف  ريال شهريًا، وفي أغلب الأوقات لا نمتلك ما يكفينا من القوت الرئيسي، وأصبحت مزارعنا قاحلة بسبب عدم قدرتنا على توفير تكاليف الماء للسقي”.

بحسب محمد باشا، صحفي من تهامة، فإن الزراعة التي هي مصدر الرزق الرئيسي للعديد من المواطنين في تلك المناطق، تتأثر بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة.

يقول  باشا: “يمكن أن تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى الإضرار بنمو المحاصيل، مما يؤدي إلى انخفاض الغلة. لا يؤثر ذلك على سبل عيش المزارعين فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى تدهور الأمن الغذائي في هذه المناطق”.

إقرأ أيضاً  تعز: قتلى بمعارك بين «درع الوطن» والحوثيين

بنية صحية هشة

يقول باشا إن المواطنين في المناطق التهامية أكثر عرضة لظروف مثل الإجهاد الحراري، وضربة الشمس، والتشنجات الحرارية، والطفح الحراري.  بالإضافة إلى البنية التحتية الصحية في هذه المناطق ضعيفة بسبب الصراعات المستمرة، مما يجعل من الصعب معالجة الارتفاع المحتمل في هذه الظروف الصحية المرتبطة بالحرارة بشكل مناسب.

يوضح المواطن عبده حملي أن سعر الكيلو الواحد وصل إلى 284 ريالًا، ويعني ذلك أنه إذا تم استهلاك 10 كيلو خلال يوم واحد كحد أدنى، فأنت ملزم خلال أسبوعين بتسديد فاتورة قيمتها 42600 ريال يمني، ما يعني تكلفة الكهرباء في الشهر الواحد 85200 ريال، ما يجعل الأمر بالغ الصعوبة”.

يستطرد حملي أن نقص المياه مشكلة أخرى حرجة يمكن أن تثيرها درجات الحرارة المرتفعة هذه. يمكن أن تؤدي معدلات التبخر المتزايدة إلى انخفاض احتياطيات المياه العذبة. هذا، إلى جانب ارتفاع استهلاك السكان للمياه خلال الأيام الحارة، يميل إلى تصعيد مشكلة ندرة المياه في هذه المناطق.

ويقول الناشط الاجتماعي عبدالرحمن دغار، من أبناء محافظة حجة، إنه يتعين على المواطنين في مديرية عبس والمديريات المجاورة لها، الإنفاق أكثر على آليات التبريد، مثل المراوح ومكيفات الهواء، بالنظر إلى أن طبيعة المنطقة من أفقر المناطق في محافظة حجة، فإن هذه الزيادة في التكلفة يمكن أن تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر في تلك المناطق.

ويضيف دغار أنه من الضروري التحرك لاستجابة شاملة لمواجهة هذه المشاكل، وتشمل تلك التدابير؛ تنفيذ أنظمة التحذير من موجات الحر، وتحسين الخدمات الصحية، وإنشاء مراكز إغاثة مجتمعية، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الزراعي، وتصميم أنظمة استراتيجية تضمن سير العملية الزراعية في المناطق الحارة.

مقالات مشابهة