المشاهد نت

شغف تقديم الفرص للآخرين

محمد المجيدي-تعز

تعز – معاذ العبيدي

إيجاد الفرص أمر مقلق للشباب اليمنيين، خصوصًا طلاب الثانوية والجامعة والخريجين، الذين يبحثون عن فرص تساعدهم في تحسين أدائهم التعليمي، أو في العثور على عمل. قد تكون الفرص موجودة، إلا أن العثور عليها ليس أمرًا يسيرًا، لأن ذلك يتطلب بحثًا شبه يومي، ولفترات طويلة.

العديد من المنظمات المحلية والأجنبية في اليمن تعلن عن الكثير من الفرص التدريبية والتأهيلية والوظائف، في صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعلن جهات أخرى عربية وخارجية فرصًا للتعليم عن بعد للطلاب. لكن كثيرًا من الشباب يفقد تلك الفرص، لأنهم لم يعلموا بها. يحاول الشاب محمد المجيدي بتعز الإسهام في حل تلك المشكلة، من خلال تجميع كل الإعلانات التي تحتوي على فرص، وتقديمها للشباب في صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

يعتقد المجيدي أن جمع الفرص المتاحة في صفحة واحدة يخفف عن الطلاب والباحثين مشقة البحث عن الوظيفة أو الفرصة التدريبية أو المنحة الدراسية، وبهذا يرى المجيدي أنه يستطيع أن يحدث تغييرًا في حياة العديد من الشباب.

بداية جمع الفرص

بدأ المجيدي متابعة الفرص المتنوعة بعد تخرجه من الثانوية العامة، مثل فرص التأهيل الجامعي، والفرص التدريبية لدى منظمات المجتمع المدني، بالإضافة لشغفه في متابعة المنح الخارجية للتقديم فيها، ولهذا السبب جاءت له فكرة إنشاء منصة لمشاركة الفرص التي تنشر داخل مدينة تعز للشباب.

في عام 2020، أنشأ المجيدي “شبكة فرص تعز” على منصات “واتساب” و”فيسبوك” و”تليجرام”، وكان يعمل على متابعة المواقع التي تنشر الفرص بشكل مستمر، ويتواصل مع بعض الجهات ليتمكن من الحصول على تفاصيل الفرص، ويشاركها في المجموعة التي أنشأها.

طوال سنوات دراسته الجامعية، ومع مرور الوقت أصبح جمع معلومات الفرص ونشرها سهلًا. يقول المجيدي لـ”المشاهد”: “المتعب في هذا الأمر عملية الرد على المتابعين واستعلاماتهم حول الفرص وعن كيفية التقديم، خصوصًا أن الشبكة أصبحت تضم 40 ألف متابع في فيسبوك وتليجرام وواتساب”.

إقرأ أيضاً  خطة أمنية لمنع إطلاق النار في المناسبات غرب لحج

فرص تأهيل

لم تقتصر الشبكة على نشر الفرص المحلية فحسب، بل توسعت لتنشر فرصًا مختلفة لدورات مجانية أونلاين، ومنح ومعلومات تقنية، بالإضافة للمعلومات الخاصة بجامعة تعز، مثل مواعيد التسجيل للقبول والاختبارات، والإعلان عن نتائج القبول، ونتائج طلاب الثانوية.

وعلى الرغم من أن أغلب الفرص التي تقدمها الشبكة محلية لطلاب تعز في الحوبان والمدينة، إلا أن هنالك فرص توظيف ومعلومات مهمة للشباب من خارج تعز، بالإضافة إلى خدمات خاصة بالمواطنين، مثل المفقودات، وحملات التبرع بالدم.

يقول المجيدي لـ”المشاهد” إنه عمل على تكوين قاعدة بيانات للمتبرعين بالدم من كل الفصائل، وجمع بيانات تتعلق باسم المتبرع، وفصيلة الدم، وتاريخ التبرع، والوزن، والأمراض التي يعاني منها المتبرع. وعندما يتواصل معه الأشخاص المحتاجون لفصيلة معينة، يستطيع المجيدي إعطاء بيانات المتبرعين بالدم للتواصل معهم.

قصة ملهمة

يتذكر المجيدي قصة الشاب فياض الأمير الذي وجد حقيبة في محافظة تعز، وتواصل بالشبكة للنشر من أجل التوصل لصاحب الحقيبة. وبعد نشر خبر الحقيبة المفقودة في “شبكة فرص تعز”، تواصلت الأسرة بفياض، وشرحت له تفاصيل الحقيبة، وقام بتسليمها. يقول المجيدي: “كان صاحب الحقيبة مندهشًا من أمانة فياض، لا سيما بعد رفض الأخير أخذ أية مكافأة برغم حالته المادية المتواضعة”.

يعتبر المجيدي هذه القصة مثالًا واحدًا للأثر الذي أحدثته “شبكة فرص تعز”.

أطلق المجيدي، قبل فترة وجيزة، “منصة فرص اليمن”، وبدأ النشر فيها، لكنه يقول إن هذا العمل يحتاج لجهد أكبر ووقت، ويحتاج شراكة مع جهات معينة. مازال المجيدي يعمل بمفرده، ويطمح لتكوين موقع إلكتروني أو تطبيق ينشر فيه المعلومات، ويسهل الرجوع إليها عن طريق البحث في جوجل. ويفكر بإدخال خدمات أخرى على المنصة، مثل تأجير الشقق والمنازل للباحثين عنها عبر التعاون مع الملاك.

تقديم الفرص للآخرين هو شغف المجيدي الذي لم يتلاشَ لسنوات، وسيظل كذلك، لأنه يربط سعادته بدوره في تغيير حياة الآخرين إلى الأفضل.

مقالات مشابهة