المشاهد نت

 طرق بديلة لتخفيف أضرار “تيج” في المهرة

جهود إصلاح الطرق المتضررة_إعصار تيج_المهرة-الصور نقلا عن مركز المهرة الإعلامي

المهرة- محمد النمر 

استحدثت السلطات في محافظة المهرة، شرق اليمن، طرق بديلة إسعافية للتخفيف من وطأة الضرر الذي لحق بشبكة الطرق في المحافظة نتيجة إعصار “تيج” الذي ضرب شرق اليمن في نهاية أكتوبر الماضي.

وكيل محافظة المهرة للشؤون الفنية، عوض قويزان، قال في حديث للمشاهد “أن الخراب الذي لحق بالطرق في المحافظة يفوق قدرة المحافظة.”

يقول” حركة الإعصار القوية كانت مدمرة حيث تسببت الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة في المناطق الساحلية بجرف العديد من الأعمال الإنشائية مثل الجسور والعبارات في الطرق الرئيسية، مما أعاق وصول المساعدات الإغاثية والأدوية والمستلزمات إلى المواطنين المتضررين رغم جهود فتح ممرات بديلة للتخفيف من المعاناة.”

بعد تضرر الطريق الدولي في الغيضة وحوف بالإضافة إلى عدة انقطاعات طالت طرق في منطقتي طفطيف، ودمقوت تم فتح طرق أولية و فرعية بجانب الطرق الرسمية تشمل في مديرية الغيضة، حسب قويزان.

وعملت السلطات حتى الآن على فتح خمسة كيلو من طريق الغيضة- شحن بما في ذلك طريق مشي العبود الموصلة إلى منطقة العبري وهي الأخيرة ترابية نظرا إلى صعوبة فك الطرقات الرسمية بسبب تراكم مخالفات السيول في الطريق.

مضيفا” لا يقتصر الضرر على الطرق الخارجية بل أن الخطوط الداخلية لا تقل ضررا من الأخيرة حيث ظهرت حفريات ضخمة وتشققات في وسط الطرق داخل المدينة خاصة في منطقة حَفر مشروع الصرف الصحي سابقا.”

تركزت الأضرار في شبكة الطرق في الغيضة، وقشن، وسيحوت وحصوين، وهي المناطق التي تمركز فيها عين الإعصار. 

استحداث طرق فرعية ترابية بديلة تساعد على وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق المتضررة وذلك في ضبوت، نشطون، الوادي، دكبريت، قديفوت، حرضنوت، صقر، وجدة. تمثل هذه الطرقات الجديدة جسرا لعبور القوافل الغذائية والمساعدات للأسر المتضررة في مراكز الإيواء وتسهيل مرور المواطنين من وإلى المحافظة. 

تقول السلطات في المحافظة أن إعادة إصلاح شبكة الطرق الرسمية بحاجة إلى وقت أطول وميزانية أكبر حد قولها.

نقص المعدات

قامت السلطة المحلية باستئجار بعض المعدات وآلية الحفر من التجار والمقاولين وإنزالها إلى أماكن العمل كما شرعت في ردم المناطق الترابية خفيفة الضرر مما يسهل مرور المركبات من الطرق الداخلية وتسهيل مرور ناقلات المياه و الإحتياجات الأساسية للمواطنين وهذه حلول أولية بدائية حد قول قويزان.

تأتي جهود السلطة المحلية في جانب الطرقات بعد إنسداد الطرقات في مديريات عدة تسبب بعزل السكان تماما خصوصا في حصوين والتي ظلت معزولة عن الوصول لمدة أربعة أيام.

منسق الكوارث في الهلال الأحمر في المهرة،  وائل كريم قال في حديث ل” المشاهد” :” الطرق البديلة ليس بذلك الإنجاز وإنما حل إسعافي فقط خاصة أن بعض من الشاحنات الضخمة المحملة بالمساعدات لا تستطيع العبور من الممرات والطرق المستحدثة بسبب ضيقها ما يضطر المواطنين إلى قطع مسافات كبيرة ونقل احتياجاتهم على ظهورهم وهذه كارثة كبرى مع انعدام الحلول الجذرية لإعادة الطرقات الرسمية بالكامل.”

إقرأ أيضاً  وزير الخارجية اليمني الأسبق يوضح سبب توقف عمليه السلام

وذكر كريم ” بأن هناك تنسيقات جديدة  تحدث في حصوين لفك الطرق المغلقة  بخطوط جديدة ليس عند المستوى المعقول ولكن تغطى عجز ولو إلى الحد الأدنى.”

مدير عام مديرية الغيضة، سالم سعدان قال في حديثه ل”المشاهد” بأن الطريق شريان و وريد رئيس يوصل الدم من القلب إلى جميع القنوات المتعلقة فيه وغياب ذلك الشريان يدخل المدينة بأكملها في معاناة مستمرة لا تنتهي إلا بإنهاء الدمار الحاصل وتضافر جهود الدول كاملةً لإصلاح الضرر.” 

غياب الصيانة 

 طرق بديلة لتخفيف أضرار "تيج" في المهرة
تضرر شبكة الطرق-المهرة-إعصار تيج- الصور نقلا عن مركز المهرة الإعلامي

مهندس الطرقات والجسور بمحافظة المهرة،  زاهر المكردي، قال في حديثه للمشاهد: ” يعود هذا الدمار الواسع الذي خلفه الإعصار ضمن التأثيرات المناخية وذلك بسبب مرور فترة طويلة على هذه الطرق ولم تخضع إلى الصيانة وتجديد طبقة الإسفلت كما أن غياب الصيانة لفترة كبيرة تسهل على  السيول المتدفقة جرف المسارات و إحداث تشققات فيها وهذا ما حصل في الطريق الدولي للمهرة حيث تعرض لدمار كبير وذلك بسبب غياب الصيانة.”

مضيفا “أن الأضرار الوخيمة على الطرقات والمنازل وشبكة الاتصالات والممتلكات العامة وكل جوانب الحياة التي أتلفت ودمرت بسبب الحالة المدارية “تيج”  تشير إلى مدى قوة الإعصار الذي حدث في منطقة تعاني ضعفا في البنية التحتية  ووسائل الإنقاذ وتفتقر إلى أبسط المقومات الأساسية لمواجهة  الكوارث الطبيعية.”

بالرغم من مرور أكثر من أسبوع على الكارثة وما  تزال بعض المناطق محاصرة والطرق فيها قيد الإصلاح والبعض منها مغلقة تماما ولم تصلها المساعدات الإغاثية بالشكل الكافِ بسبب الخراب الذي طال الخطوط البرية في المدينة،”  حد قول المكردي. 

مشيرا” إلى أن الطرقات الداخلية أيضا دمرت وقطعت أوصالها ويرجع بذلك إلى غياب كامل لقنوات تصريف المياه خارج المدينة بعيدا عن الأحياء السكنية لأن ذلك يعني بأن أي كارثة طبيعية قد تحدث تكون المدينة معرضة بالكامل للغرق وذلك سبب كميات السيول التي قد تمر داخل المدينة وهذا ما تعرضت له المهرة وبعض من مديرياتها.”

ويقول المكردي “لذا ساهمت هشاشة البنية التحتية في المحافظة إلى تعميق فجوة الضرر في الخطوط البرية الداخلية والخارجية وأخذ الدمار الحاصل بيئة مناسبة في إحداث مثل هكذا أضرار لا تعالج إلا بعد سنوات في حال وجدت خطة هندسية رسمية تعمل على رسم الخطوط والطرقات للمدينة  بشكل يقلل من حدوث نفس هذا الدمار الهائل في المستقبل.”

مقالات مشابهة