المشاهد نت

السيناريوهات المحتملة للرد على احتجاز الحوثيين سفينة شحن إسرائيلية

التصعيد العسكري لجماعة الحوثي في البحر الأحمر -

تعز – أسامة الكُربش:

أعلنت جماعة الحوثي، أمس الأحد، عن استيلائها على سفينة شحن في البحر الأحمر، مؤكدة أنها إسرائيلية، واعتبر الناطق العسكري باسم مسلحي الجماعة يحيي سريع، أن الاستيلاء على السفينة هو نصرة للمظلومين في قطاع عزة بفلسطين من الاستهداف الإسرائيلي، حسب تعبيره، مؤكدًا أن استهداف السفن في البحر الأحمر لن يكون إلا للسفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين. وحول هذا التصعيد الحوثي في استهداف أي أهداف إسرائيلية، نرصد في هذا التقرير تعليقات محللين سياسيين حول تداعيات وتأثيرات هذا التصعيد على المستويين اليمني والإقليمي.
الكاتب والمحلل السياسي نبيل البكيري وصف ما قامت به جماعة الحوثي من احتجاز سفينة شحن إسرائيلية بأنها محاولة جريئة من جماعة الحوثي سياسيًا لتقديم أنفسهم كقوة مؤثرة في المعادلة الأمنية لمنطقة البحر الأحمر وباب المندب، وهذا نوع من البروباجندا السياسية للجماعة داخليًا وخارجيًا، حسب تعبيره.
وأضاف البكيري في حديثه لـ”المشاهد” أن إقدام الحوثي على هذه العملية قد يؤدي إلى سيناريوهين اثنين: “إما أن تجر البلاد إلى معركة دولية تحت شعار حماية أمن خط الملاحة والتجارة الدولية، وهذا احتمال بعيد في الوقت الحالي بالنظر إلى فهم القوى الدولية المؤثرة لمكانة الحوثي ووظيفته كتابع لإيران”.
وأشار إلى أن الرد على العملية الحوثية ربما قد يكون في التعامل مع إيران مباشرة، وليس مع الحوثي، وهو الملاحظ في تصريحات الجانب الإسرائيلي، إذ إنهم لم يذكروا الحوثي مطلقًا، ووجهوا تهديدهم لإيران فقط.
وبالنسبة للسيناريو الآخر، فيعتبره البكيري الأخطر، وهو أن يضطر المجتمع الدولي للاعتراف بجماعة الحوثي، والتسليم لها على الأقل في مناطق سيطرتها، وهذا سينعكس بشكل سيئ على وحدة اليمن وأمنها وسلامتها.

وأشار إلى أن الرد على العملية الحوثية ربما قد يكون في التعامل مع إيران مباشرة، وليس مع الحوثي، وهو الملاحظ في تصريحات الجانب الإسرائيلي، إذ إنهم لم يذكروا الحوثي مطلقًا، ووجهوا تهديدهم لإيران فقط.


ومن جانبه، اعتبر الباحث في الشأن الاقتصادي اليمني عبدالواحد العوبلي، أن عملية ما وصفه بالاختطاف للسفينة الإسرائيلية من قبل جماعة الحوثي، هي حركة استعراضية غير محسوبة العواقب، وسيكون لها تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على اليمن وسكانه، حسب وصفه.
وأوضح العوبلي في حديثه لـ”المشاهد” أن أي إجراءات رد سوف تؤدي إلى تأخيرات أو تعطيل عملية وصول الشحنات الغذائية، وهذا سوف يشكل خطرًا إضافيًا على الأمن الغذائي في اليمن.
وأضاف أن هذه العملية قد ينتج عنها تكلفة إضافية للشركات التي تتطلب بدائل للنقل أو التعامل مع تأخيرات في جدول النقل، بالإضافة إلى زيادة التكاليف التأمينية للسفن التي تأتي إلى الموانئ اليمنية، وسيتحمل عبئه المواطن اليمني في النهاية الذي يعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأشار إلى أن النزاعات الجارية والتوترات ستؤدي إلى انخفاض الثقة بالاستثمارات في اليمن، وستجعل التجار يحجمون عن الاستثمار في أي أنشطة استيراد إلى اليمن، وهذا سيكون له تأثيرات طويلة الأمد على النمو الاقتصادي والتنمية.
الجدير بالذكر أن جماعة الحوثي أعلنت عبر متحدثها العسكري يحيى سريع، تنفيذ قواتها البحرية عملية عسكرية في البحر الأحمر كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى السواحل اليمنية، بعد أيام من تهديد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأكدت إسرائيل احتجاز جماعة الحوثي سفينةَ الشحن “غالاكسي ليدر” مُرتبطة بإسرائيل في مسارٍ حيوي للشحن في البحر الأحمر، حيث أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن 25 من أفراد الطاقم من جنسيات مختلفة، بمن في ذلك بلغار وفلبينيون ومكسيكيون وأوكرانيون، ولكن لا يوجد أشخاص إسرائيليون على متن السفينة المُختطفة التي تحمل علم البهاما، واصفًا الاختطاف بأنه “عملٌ إرهابي إيراني”.
يشار إلى أنه منذ عام 2016، شنت جماعة الحوثي التي تسيطر على أغلب المحافظات شمال اليمن، سلسلة واسعة من الهجمات على سفن تجارية ونفطية وحربية في البحر الأحمر.
وحسب بيانات سابقة لقوات التحالف بقيادة السعودية خلال السنوات الماضية، أكدت أن جماعة الحوثي نفذت أكثر من 100 هجوم باستخدام الزوارق الحربية المسيرة، أصابت أكثر من 13 سفينة في البحر الأحمر الذي يعد طريقًا رئيسيًا للشحن التجاري وإمدادات الطاقة العالمية.

مقالات مشابهة