المشاهد نت

قيادة المرأة للسيارة في اليمن.. مضايقات مستمرة

قيادة المرأة للسيارة - تعبيرية

تعز – وفاء غالب :

يقدن بعض النساء اليمنيات سياراتهن الخاصة في العديد من المدن اليمنية، ويواجهن مضايقات عدة، كالتنمر والكلمات الجارحة والصراخ من قبل الرجال. يبدو الأمر مستفزا لبعض الأشخاص عندما يشاهدون المرأة تقود السيارة، ويعمد بعض السائقين إلى الاستهزاء بالنساء اللواتي يقدن سياراتهن، ويعتقدون أن النساء لا يستطعن قيادة السيارة باحترافية.

جواهر محمد، موظفة في القطاع الحكومي بتعز، تقول لـ “المشاهد” إن المضايقات التي تتعرض لها النساء أثناء قيادة السيارة تأتي من سائقي الدراجات النارية وحافلات الأجرة، أو من المشاة على الأرصفة والطرقات.

تقود جواهر سيارتها منذ سبع سنوات، وتشير إلى أنها لم ترتكب مخالفات مرورية، ولم تتسبب بحوادث في الطرقات أو الشوارع المزدحمة في المدينة، وتعتقد أن النساء يتسمن بالهدوء أثناء القيادة، ولا يتعمدن في ارتكاب المخالفات المرورية كما يفعل بعض السائقين.

سالي محمد تقود سيارتها في مدينة تعز منذ عامين، وتقول إنها تعرضت للتنمر والمضايقة مرات عديدة من قبل بعض السائقين، حيث يتعمد بعضهم إلى إخافتها عن طريق الصراخ المفاجئ بالقرب منها، ثم المغادرة سريعا. وتعتبر سالي في حديثها لـ “المشاهد” بأن تلك السلوكيات تدل على جهل من يقومون بها، وقلة وعيهم.

وفي الوقت الذي تشكر بعض النساء دور رجل المرور في تنظيم السير في الشوارع المزدحمة، إلا أن سالي تقول إنها تعرضت في إحدى المرات لسوء المعاملة من قبل رجل المرور، حيث حاول الاستقواء عليها برغم عدم مخالفتها، وهدد بتقييد مخالفات ضدها، أو تفريغ الهواء من الإطارات.

النظرة الدونية للمرأة

الناشطة الحقوقية هدى الصراري ترى أن هناك تزايدا للعنف ضد المرأة التي تقود السيارة في اليمن، والبعض يرفض أن تقود النساء سياراتهن الخاصة، ولا يتقبل هذا الأمر. تقول الصراري لـ “المشاهد”: “هذا الأمر يرجع لنظرة الرجل للمرأة؛ ففي جنوب اليمن قبل الوحدة، كانت المرأة تقود السيارة ولا يوجد أي فرق بينها وبين والذكور، والأمر كان منظما بسبب وجود الدولة والوعي والانضباط بقواعد المرور والقوانين”.

إقرأ أيضاً  جولة مفاوضات جديدة بين الحوثيين والحكومة حول الأسرى

تضيف: “الحرب جعلت الأخلاق تنحدر، وعززت النظرة الدونية للمرأة، إضافة إلى أن العادات والتقاليد في المجتمع بصفته ذكوري قبلي منغلق، يعتقد بعض الأشخاص أن المرأة لا يجب أن تقود السيارة”.

بحسب الصراري، الكثير من السائقين في اليمن لا يلتزمون بقواعد المرور، ويعتبرون المخالفة نوعا من الجراءة الإيجابية، ودليل على أنهم أكثر احترافا لقيادة السيارة، بعكس المرأة التي غالبا ما تكون حذرة وخائفة، وتحرص على التقيد بالنظم والقوانين والقواعد المرورية، وربط حزام الأمان، وهي لا تتباهى بالتصرفات العشوائية التي تخالف قواعد المرور. 

تقول أيضا إن هناك ارتباطا بين تراجع هيبة شرطة المرور والوضع الاقتصادي المتدهور، حيث يلجأ بعض أفراد المرور لأخذ الرشوة مقابل التغاضي عن المخالفات المرورية للسائقين.

انتقدت الصراري الفيديوهات الساخرة من قيادة المرأة والتي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي عززت فكرة أن المرأة لا تستطيع القيادة بشكل جيد، ولا تفهم قواعد المرور، وهذا الأمر لعب دورا في إظهارها بأنها أقل تعلما.

على الرغم من أن القانون اليمني يسمح للنساء بالحصول على رخصة قيادة السيارات، إلا أن المعايير الاجتماعية ظلت عائقا رئيسيا أمام عدد كبير من النساء اللاتي يردن قيادة السيارة. تظل التقاليد الاجتماعية أقوى من القوانين الرسمية، ولهذا السبب لا تزال قيادة السيارة للنساء في اليمن أمرا يستفز البعض ولا يروق لهم.

مقالات مشابهة