المشاهد نت

موروث حضرموت من المشغولات الفضية في منزل باحشوان

باحشوان يحول منزله الى مركز للمشغولات الفضية التراثية في حضرموت - المشاهد

حضرموت– أشرف الصوفي

حسن باحشوان (56) عامًا قصة شغف وتوثيق للمشغولات الفضية التراثية التقليدية في محافظة حضرموت.

في عام 2010 أصبح منزل حسن باحشوان في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، شرق اليمن مركزًا مكتملًا للمشغولات الفضية التراثية تحت اسم “المركز التراثي للفضة الحضرمية”.

يعود اهتمام باحشوان بالمشغولات الفضية قبل أكثر من ثلاثين سنة كما يقول في حديثه لـ”المشاهد” وهذا الاهتمام بجمع المشغولات الفضية التراثية يأتي من اهتمام عائلته، فأسرة باحشوان كما يؤكد حسن هي واحدة من أبرز الأسر التي ساهمت لعقود في صناعة الفضة الحضرمية، والتجارة بها.

ومازال العديد من أفراد أسرة باحشوان يعملون في صناعة الفضة وبيعها حسب حسن باحشوان.

يقول حسن باحشوان إن “المركز التراثي للفضة الحضرمية” تم إنجازه بجهود ذاتية إيمانًا منه بالمحافظة على تراث حضرموت من المشغولات الفضية وإبرازه للناس داخل اليمن وخارجها، فالمركز حسب تعبيره أصبح مقصدًا سياحيًا يقصده من يزور حضرموت للتعرف على موروثها وتاريخها، وزارت المركز شخصيات سياسية بارزة آخرها زيارة المبعوث السويدي الخاص باليمن “بيتر سيمنبي”، والمبعوثة الخاصة من الوكالة الحكومية السويدية للسلام والأمن والتنمية “باربرو سفيدرغ” في أغسطس الجاري.

جهود باحشوان كما يؤكد في جانب إبراز والحفاظ على موروث حضرموت من المشغولات الفضية التقليدية الحضرمية ليس فقط في إنشاء مركز لعرض المشغولات التقليدية من الفضة بل في المشاركة في فعاليات داخل اليمن وخارجها منها المشاركة في مهرجان صنعاء الدولي في أغسطس لعام 2014، والمشاركة في معرض الحرف الذي أقيم في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2011.

مشاركات أخرى كان فيها حسن باحشوان كما يقول يقوم بعرض المشغولات التقليدية التراثية الحضرمية من الفضة في عدة دول عربية.

محتويات المعرض

يؤكد حسن باحشوان أن المركز يضم 300 قطعة فضية من موروث حضرموت تعود بعض هذه القطع إلى ما قبل 200 عام حسب باحشوان.

بعض من محتويات المركز التراثي للفضة في حضرموت

وحول أبرز مكونات المركز يقول حسن باحشوان إن هناك قطعًا فضية ارتبطت بقصص أسطورية وعادات تراثية حضرمية، مازالت تستعمل حتى الآن.

ومن أهم القطع الأثرية الفضية الحضرمية المرتبطة بالعادات الاجتماعية القطعة الفضية المسماة بـ”مُرية المعيشوقه” والتي ترتبط بعادات الزواج.

ويضيف أن هذه القطعة الفضية تمنح من الرجل المقبل على الزواج لزوجته، فهذه القطعة كما يقول باحشوان: “تعبر عن اعتقاد القدماء، بأن هذه القطعة تمنح المرأة القوة والقدرة على مواجهة الحياة الجديدة، المليئة بالتحديات والمعوقات”.

إقرأ أيضاً  التمريض في اليمن... مهنة تهملها الدولة والمجتمع 

ومن القطع المميزة أيضًا في المركز حسب باحشوان القطعة الفضية “المطل” وهي “نوع من الأساور القديمة، والتي ترتديها العروس في حفل زفافها، يضاف إليها خاتم، يحتوي على حجر كريم يشابه الحجر المرتبط بالإسوارة”.

يُضاف إلى ذلك القطعة الفضية المسماة بـ”الحرز” والتي ترتديها النساء على أقدامهن، أثناء تأدية الرقصات الشعبية، حيث تصدر أصوات مصاحبة لقرع الطبول، والمئات من القطع الفضية تحمل كل واحدة منها قصة مختلفة ومميزة، حسب باحشوان.

ولا يقتصر المعرض حسب باحشوان على المشغولات الفضية بل يوجد فيه توثيق للملبوسات الحضرمية التراثية القديمة المطرزة بالفضة.

ومن أبرز الملبوسات الحضرمية الثوب الهجريني، والذي يطرز بخيوط رفيعة مصنوعة من الفضة، ويتم ارتداؤه من قبل (العروس) في بعض القرى الحضرمية حتى الآن، ويعد باهض الثمن، بسبب احتوائه على الفضة حسب باحشوان.

وفاز باحشوان بالمركز الأول في معرض للأزياء والتراث في الولايات المتحدة عام 2008 بالثوب “الهجريني”.

توثيق مكتوب

وفي رحلته لتوثيق التراث الحضرمي في صناعة الفضة، أوضح باحشوان، أنه تم إصدار كتاب “كنوز من حضرموت” والذي يسلط الضوء فيه، على الفضة الحضرمية التقليدية والحديثة.

وكان ذلك في مشاركة باحشوان في المسح الميداني للمناطق الحضرمية، مع الباحثة الأمريكية “Marjorie Ransom”، ضمن كتابها الذي يحمل عنوان “كنوز من مملكة سبأ”.

على الرغم من أن حسن باحشوان يعمل بجهد كبير على توثيق موروث حضرموت لكنه يعبر في حديثه لـ”المشاهد” عن مخاوفه بشأن تجاهل تراث حضرموت، وخاصة الصناعة الفضية التي تحتاج إلى الحفاظ والتسجيل.

يعتقد باحشوان أن حضرموت لم تحظَ بحصتها الكافية في تسجيل تراثها وحفظه، خاصة فيما يتعلق بالصناعة الفضية.

من جهته يعبر أستاذ التاريخ في جامعة عدن المهتم بالتراث علي البكير عن إعجابه بجهود حسن باحشوان في إحياء تراث الفضة الحضرمية وتوثيقه من خلال معرضه، ويشدد على أن هذا المعرض يسهم في إبراز الجوانب الثقافية والتاريخية للمنطقة، ويعتبره وسيلة فعالة لتعزيز الوعي بالتراث الحضرمي وجذب الاهتمام بتاريخ الفضة في المنطقة.

مقالات مشابهة