المشاهد نت

التجارة الإلكترونية نافذة فرص عمل لليمنيات

مشاريع تجارية ناجحة للنساء عبر الإنترنت-اليمن

تعز – شهاب العفيف

انتشرت التجارة الإلكترونية خلال السنوات الماضية في اليمن، وأوجدت فرص عمل عديدة للكثير من النساء اللاتي عملن عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في تسويق الملابس، والإكسسوارات، ومستلزمات الأطفال، والحلويات، والبخور، وغيرها من المنتجات.

ووفرت التجارة الإلكترونية بعض المنتجات بأسعار مناسبة، وساهمت في خلق استقلالية مالية للعديد من الفتيات، وربات البيوت لإعالة أسرهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها اليمن منذ اندلاع الحرب عام 2015.

القيود التي تفرضها العادات والتقاليد المجتمعية أعاقت المرأة من العمل في التجارة التقليدية، لكن التجارة الإلكترونية سهلت من عمل المرأة، وأصبحت العديد من النساء يقدن مشاريعهن الخاصة نظرا للمميزات التي تتسم بها التجارة عن طريق الإنترنت.

تعمل صفاء العواضي، 33 عاما، في مجال التجارة الإلكترونية بتعز منذ 8 سنوات. وعبر صفحتها في موقع “فيسبوك”، تبيع صفاء الملابس النسائية وملابس الأطفال والحقائب للعديد من الزبائن في مختلف المحافظات اليمنية.

تقول صفاء لـ “المشاهد” إنها تستورد الملابس النسائية وملابس الأطفال بمختلف أعمارهم من الصين والإمارات بشكل مباشر؛ لتواجد بعض أقاربها في تلك الدول، وذلك بعد أن تقوم باختيار البضاعة من مواقع إلكترونية موثوقة.

في العام 2021، قررت صفاء فتح محل تجاري خاص بها تحت اسم “صافي كيدز” وسط مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، ثم فتحت محلا تجاريا آخر في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي2023.

التجارة الإلكترونية نافذة فرص عمل لليمنيات
صفاء العواضي – صاحبة مشروع “صافي كيدز التجاري- تعز

 على الرغم من قيام صفاء بفتح محالّها التجارية في مدينة تعز، إلا أنها مستمرة في التجارة الإلكترونية، وتعرض الملابس والأحذية واحتياجات المواليد والأطفال وتسويقها، عبر مجموعتها في “فيسبوك” التي يتابعها أكثر من 18 ألف مشترك.

تقوم صفاء بإرسال التي يختارها الزبائن إلى عدد من المحافظات، أبرزها عدن، وصنعاء، والمكلا، وأبين، وشبوة، ومأرب، وإب، والحديدة، ومنطقة الحوبان، بعد أن يدفع قيمتها المشتري عبر إيداع أو إرسال المبلغ.

وتشير صفاء إلى أن والدها كان أساس خوضها في مجال التجارة، وأول من قام بتشجيعها والأخذ بيدها إلى العمل في هذا المجال، وتوفير رأس المال التي انطلقت منه أعمال صفاء، كاسرا العادات والتقاليد التي تنظر إلى عمل النساء بعين ناقصة في المجتمع، حد تعبيرها.

تحديات

منذ أن بدأت العمل في هذا المجال، واجهت صفاء عدة صعوبات وتحديات في ظل الحرب وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد من جهة، ومن جهة أخرى نظرة المجتمع تجاه المرأة العاملة في هذا المجال.

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

 وأشارت إلى أنها تكبدت خسائر مالية بعد أن احترقت كميات من بضاعتها نتيجة مواجهات مسلحة بين أطراف الصراع في مدينتي عدن وتعز، بالإضافة إلى تضرر بضائعها في الطرقات الطويلة، لا سيما في موسم الأمطار.

كان ارتفاع الإيجارات من ضمن الصعوبات التي واجهتها صفاء، بالإضافة إلى مشكلة الأسعار العالية التي تفرضها شركات الكهرباء التجارية، والتنافس القوي في هذا المجال.

توضح صفاء أن أسعار البضاعة في الصين ارتفعت في السنوات الأخيرة، وارتفعت تكاليف الشحن إلى اليمن، وتضاعفت الضرائب الجمركية، وزادت تكاليف نقل البضاعة من ميناء الشحر أو ميناء عدن إلى مدينة تعز. لكنها لم تستسلم لتلك التحديات، وعملت بجهد أكبر، وقدمت عروض وتخفيضات، لتكسب الزبائن وتشعرهم بالرضاء. كما تشير.

مميزات التجارة الإلكترونية

وفرت التجارة الإلكترونية فرصا اقتصادية كثيرة للنساء، وسهلت لهن العمل في مجال التجارة، وتحقيق ربح مادي يساعدهن في الاعتماد على أنفسن وتوفير متطلبات المعيشة. وفي هذا السياق، يقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة تعز، الدكتور محمود البكاري، إن التجارة الإلكترونية تمثل مصدرا هاما من مصادر الدخل الحديث في إطار انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وتوسع شبكة الإنترنت.

ويضيف البكاري في حديثه لـ “المشاهد”: “التجارة عبر الإنترنت بدأت تزدهر في الآونة الأخيرة، لا سيما أوساط الشباب والنساء؛ كونها الوسيلة الأسهل والأسرع في الوصول إلى الجمهور المستهدف، إضافة إلى أنها تخدم الشركات التجارية وتزيد من دخلها وأرباحها”.

وبحسب البكاري، النساء أكثر شغفا ومتابعة كل جديد في عالم المقتنيات النسائية، بحثا عن الجودة والشهرة في آن واحد، وانتشار التجارة الإلكترونية ربما يهدد التجارة التقليدية.

الناشطة المجتمعية مرسيليا العسالي تقول لـ “المشاهد” إن العديد من النساء حققت نجاحات في مشاريعهن عبر الإنترنت، وعلى الواقع، ووفرت التكنولوجيا الرقمية مزايا عديدة، وإمكانية الشراء، أو البيع، أوالتسوق عن بعد.

وتوضح مرسيليا أن أكثر السلع التي تبيعها النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن الملابس، والإكسسوارات، وأدوات التجميل، والخلطات الطبيعية، والمعجنات والعطور والبخور.

يستمر العمل التجاري الإلكتروني بالازدهار في اليمن، ويعود ذلك إلى تحسن خدمات الإنترنت وزيادة نمو السكان، الأمر الذي مكن العاملين في هذا المجال من تحقيق نجاحات متواصلة.

“تم إنتاج هذه المادة ضمن مخرجات برنامج التغطية الإعلامية الجيدة لقضايا الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان”.

مقالات مشابهة