المشاهد نت

بنك الدواء بتعز… ملاذ المصابين بأمراض مزمنة 

تخفف مبادرة توزيع الدواء حدة الأزمة الإنسانية والإقتصادية-مبادرة بنك الدواء-تعز

تعز-هائل الفقيه

المرض والظروف المالية الصعبة تجعل الإنسان حزينا، ومهوما، وهذا ما يشعر به العديد من المرضى في مدينة تعز. الأمراض المزمنة تتطلب استخدام الدواء لأشهر أو لسنوات، الأمر الذي يتسبب للمرضى بأعباء مالية تفاقم مأساتهم في الحياة. 

تعمل بعض المؤسسات الخيرية على توزيع أدوية مجانية في بعض المحافظات اليمنية لبعض المرضى، وتأتي تلك المبادرات لتسعد العديد من الأسر، وتزيح بعضا من هموم الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة. 

في مدينة تعز، بدأ بنك الدواء قبل شهرين بتوزيع أدوية مجانية لبعض المرضى، وأسهمت تلك المبادرة في التخفيف من معاناتهم المادية والنفسية في ظل الظروف المالية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها ملايين الأسر في البلاد. 

محمد علي، 25عاما، يعاني من حالة نفسية واكتئاب شديد، ويحتاج إلى استخدام الأدوية التي أقرها الطبيب لأكثر من عام. لم يكن توفير المبلغ لشراء الدواء أمرا يسيرا لأسرة علي، لكن مبادرة بنك الدواء كانت بمثابة المنقذ لذلك الشاب. 

في حديثه لـ “المشاهد”: يقول أنس، شقيق علي:” ذهبت إلى بنك الدواء، وأحضرت وصفة الدواء والبطاقة الشخصية الخاصة بأخي، وتم التأكد منها وصرف الأدوية الموجودة في الوصفة”. 

قبل عام، بدأ علي باستخدام أدوية تتعلق بالأمراض النفسية والعصبية، وانتهت أدويته قبل أسبوعين، ولم يستطع شراءها، نظراً لارتفاع أسعارها، وما زال بحاجة للاستمرار على هذه الأدوية، لمدة ستة أشهر بحسب توصيات الطبيب المختص.

 ويضيف أنس، شقيق المريض،: “إن عبئا مالياً كبيراً كان قد جثم على صدري لأن أسعار تلك الأدوية مرتفعة. أخبرني أحد الأصدقاء عن بنك الدواء بتعز الذي يصرف أدوية مجانية لأصحاب الأمراض المزمنة، فجهزت أوراق أخي، وذهبت لأخذ علاجه حسب بالوصفة الطبية”. يشير أنس إلى أن هذه بادرة طيبة للتقليل من الأعباء المالية على المواطنين الذين يعانون ارتفاع الأسعار، وتدني مستوى الدخل. 

آمنة سعيد، 58عاما، تعاني من ارتفاع في ضغط الدم منذ أكثر من عامين، ونصحها الطبيب بشراء الأدوية وتناولها باستمرار، لكي يقلل الضغط. كانت تلك مهمة صعبة لأن حالتها المادية لا تسمح لها بشراء الدواء بانتظام. 

إقرأ أيضاً  الدراجات النارية... مصدر للضوضاء في صنعاء  

 تقول لـ “المشاهد”: “عندما علم ابني بوجود أدوية مجانية في بنك الدواء، طلب مني أن أذهب معه. أخذت بطاقتي الشخصية والوصفة الطبية، وعندما وصلنا إلى بنك الدواء، تم التأكد من الوثائق، وصرفوا لنا الأدوية المطلوبة”. 

تضيف آمنة: ” شعرت بالارتياح لأن تلك الأدوية كان يصل سعرها إلى 36 ألف ريال شهريا، والآن لا أشعر أنا وابني بالهم الذي كان يلازمنا طوال الشهر، وهذه الأدوية المجانية خففت العبء المالي”.

حسان هزاع، 52 عاما، يعاني من داء السكري، الذي يتطلب استخدام أدوية باستمرار للتقليل من مضاعفات هذا المرض. يقول هزاع: “أعاني منذُ أكثر من أربع سنوات من ارتفاع في سكر الدم. وصف لي الطبيب نوعين من الأدوية، وسعرهما يصل إلى 27500 ريال شهريا. الدخل المادي لأولادي لا يسمح بشراء الدواء كل شهر”. استطاع هزاع أن يحصل على الأدوية التي يحتاجها حسب الوصفة الطبية من بنك الدواء، وبهذا تمكن من تجنب الانتكاسة الصحية. 

الاحتياج للمبادرة

 مسؤول بنك الدواء بتعز، علاء الفقيه، يقول لـ “المشاهد”: “تم افتتاح بنك الدواء قبل شهرين بدعم من مؤسسة فجر الأمل و مجموعة الشيباني التجارية بهدف مساندة الحالات التي تعاني من أمراض مزمنة وتستخدم أدوية بشكل مستمر”. 

بعد الإعلان عن الافتتاح، توافد الكثير من المرضى وأقاربهم ممن يحملون وصفات طبية تحتوي على أدوية لأمراض مزمنة، بخاصة أمراض الضغط والسكر والحالات النفسية. 

يضيف الفقيه: “من خلال توافد المرضى، اتضح مدى الحاجة لفتح هذا العمل الخيري المجاني منذ فترة، وشعرت فعلاً بأن كل القادمين يحملون قصص معاناة شديدة وأمراض قد أتعبتهم، وأن شراء الأدوية كل شهر كان الهم الذي يسلب راحتهم”. 

محمود البكاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في تعز، يقول لـ “المشاهد” إن المجتمع بحاجة للتكافل، ومساندة المحتاجين، خصوصاً أولئك المرضى الذين يتناولون أدوية باستمرار. 

يؤكد البكاري أن هذه الفئة في المجتمع تحتاج للتخفيف من معاناتها، خصوصا في هذه الأوقات الصعبة، واستمرار ارتفاع أسعار الأدوية، وسيسهم بنك الدواء المجاني في التقليل من معاناة  الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة. 

مقالات مشابهة