الحديدة- محمد عبدالله
الادعاء
صور قصف أمريكي-بريطاني على اليمن
المتداول
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ادّعى ناشروها أنها توثق ضربات أمريكية وبريطانية على مناطق في اليمن. من بين الصور المتداولة ثلاث صور تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية.
تُظهر الصور الثلاث انفجارات ضخمة في الليل؛ تشكلت على هيئة سحابة كبيرة من الدخان والنيران تضيء السماء.
وانتشرت هذه الصور في هذه الصيغة على فيسبوك ومنصة أكس، وحظيت بتفاعل مئات آلاف المستخدمين.
الناشرون
الصورة1
وكالة إيران برس الدولية للأنباء
الصورة 2
الصورة 3
تحقق المشاهد
خلال تحقق المشاهد من الصور تبين أن الصور الثلاث غير صحيحة ولا صلة لها بالغارات الأمريكية والبريطانية كما زعم ناشروها.
فالصورة الأولى تعود لغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي استهدفت مستودع تخزين أسلحة وسط صنعاء في 30 مارس/آذار 2015.
رابط الصورة الأولى بسياقها الحقيقي-30 مارس 2015
والصورة الثانية أظهر التفتيش عنها باستخدام أداة Tineye أنها نُشرت بتاريخ 25 مارس/آذار 2022، وتُظهر اندلاع حريق في مستودع نفط تابع لشركة أرامكو السعودية.
رابط الصورة الثانية بسياقها الحقيقي-25 مارس 2022
كما أظهر البحث العكسي أن الصورة الثالثة نُشرت لأول مرة في 13 أغسطس/آب 2015، ضمن صور توثق سلسلة انفجارات في ميناء الحاويات بمدينة تيانجين الصينية. وذكرت حينها تقارير إعلامية أن الانفجار سببه مواد قابلة للاشتعال وأسفر عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 187 شخصًا.
رابط الصورة الثالثة بسياقها الحقيقي-13 أغسطس 2015
السياق
يأتي انتشار هذه الصور بعد أن شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة (12 يناير/كانون الثاني الجاري) ضربات على أهداف في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الضربات، التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ توماهوك.
أعلنت جماعة الحوثي إنه تم تنفيذ 73 غارة على مواقع مختلفة في صنعاء وتعز وحجة وصعدة والحديدة، وأسفرت عن مقتل خمسة وإصابة ستة آخرين من مقاتليها. وتوعدت الجماعة بالرد على هذه الهجمات وقالت إنها “لن تمر دون عقاب”.
وفي الوقت نفسه، قالت بريطانيا إنها أرسلت أربع طائرات تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي، تحمل قنابل موجهة من طراز Paveway IV، لتنفيذ ضربات دقيقة على اثنتين من المنشآت التابعة للحوثيين وعددًا من المباني المشاركة في عمليات الطائرات بدون طيار.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استهدف الحوثيون عدة سفن تجارية في البحر الأحمر، واستولوا على سفينة الشحن جالاكسي ليدر في سياق سلسلة هجمات يقولون إنهم يستهدفون إسرائيل ردًا على هجوم الأخيرة على قطاع غزة في فلسطين.
وعلى إثر ذلك أطلقت الولايات المتحدة عملية “حارس الازدهار” في 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لإيقاف هجمات الحوثيين وحماية السفن في مياه البحر الأحمر.
تلك الهجمات دفعت شركات الشحن الكبرى إلى إيقاف الإبحار عبر الممر المائي بالبحر الأحمر، وغيرت مسار سفنها نحو الطريق الأطول والأكثر تكلفة عبر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا.
المصادر
البحث العكسي للصور