المشاهد نت

حصار تعز يحرم الفتيات من التعليم الجامعي

استمرار إغلاق طرق تعز يحرم الفتيات من الوصول للتعليم الجامعي

تعز – شيماء الشرعبي

يستمر إغلاق الطرق التي تربط مدينة تعز بالمناطق المجاورة، وتقبع الآلاف من الفتيات في سجن كبير وحرمان مؤلم، وهذا حالهن منذ بدء حصار تعز في سبتمبر 2015.

نهاد البحيري، طالبة إعلام في جامعة تعز، تصف المعاناة التي تسببت بها الطرق المقطوعة ب “المأساوية”، ومنذ بداية الحرب، لم تستطع الآلاف من الفتيات في العديد من مديريات محافظة تعز مواصلة التعليم الجامعي، حيث أصبح السفر إلى مدينة تعز أمرا بالغ الصعوبة.

تنتمي نهاد إلى مديرية شرعب السلام، ويجد السكان في تلك المنطقة صعوبة عند السفر إلى مدينة تعز. في حديثها لـ “المشاهد”، تقول نهاد: “لو كانت الطريق الرابط بين بئر باشا ومفرق شرعب مفتوحة، سيكون من اليسير للطالبات السفر إلى مدينة تعز. لكني اليوم أضطر إلى البقاء في المدينة، بعيدة عن أهلي، وهذه المعاناة مستمرة منذ أن بدأت الدراسة في الجامعة قبل سنوات”.

نهاد إحدى الطالبات اللاتي لم يستطعن مواصلة التعليم الجامعي بسبب إغلاق الطرق منذ بدء الحرب.  قبل اندلاع الحرب، كان الذهاب من منطقة شرعب السلام إلى المدينة والعودة في نفس اليوم ممكنا، بحسب نهاد، لكن هذا الأمر مستحيل اليوم نتيجة  للحرب والحصار.

حرمت الكثير من الفتيات من الحصول على التعليم الجامعي بتعز، لا سيما في مديريات «شرعب السلام، وشرعب الرونة ، والتعزية، ومقبنة ، ودمنة خدير ، وماوية»، ويظل إغلاق الطرق مشكلة معقدة، وقد تستمر لسنوات نظرا لاستمرار الصراع السياسي والعسكري في اليمن.

منذ اندلاع حرب اليمن عام ٢٠١٥، تزايدت التحديات التي يواجهها طلاب الجامعات، وتراجعت جودة التعليم، وتناقص إقبال الطلاب على العديد من التخصصات الجامعية.

حصار الحرب والتقاليد

تواجه الفتيات في الريف حصارا تفرضه الحرب، وحصار تفرضه العادات والتقاليد المجتمعية، ما تسبب بحرمانهن من التعليم الجامعي. عفاف، 20 عاما، من مديرية التعزية، تخرجت من الثانوية العامة قبل عامين، وكان حلمها الالتحاق بقسم الإعلام، تخصص صحافة ونشر. لكنها لم تستطع الالتحاق بالجامعة.

تقول عفاف لـ “المشاهد”: “أكملت الثانوية العامة في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، لكني لم أتمكن من مواصلة التعليم الجامعي في الجامعة. أتمنى إعادة فتح الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة تعز لكي تستطيع الكثير من الفتيات الراغبات في التعليم من تحقيق أحلامهن”.

إقرأ أيضاً  شركات ترفض البطاقة الشخصية "الذكية" في مناطق سيطرة الحكومة

بحسب عفاف، تعد العادات والتقاليد الاجتماعية سببا آخر لحرمان الفتيات من التعليم الجامعي لأن العديد من الأسر ترفض إرسال بناتهن إلى المدن والعيش فيها بمفردهن بهدف مواصلة التعليم.

اضطرت عفاف إلى الخضوع للحال الذي فرضته الطرق المغلقة، كغيرها من الفتيات، وتقول إنها واجهت معارضة شديدة من أسرتها عندما أخبرتهم عن استعدادها للبقاء بمفردها في المدينة بالقرب من الجامعة.

الناشطة الحقوقية داليا محمد تقول لـ “المشاهد” إن بعض الأسر تستطيع تحمل التكاليف المالية لمساعدة الفتيات على الالتحاق بالتعليم الجامعي، لكن تلك الأسر ترفض الموافقة على بقاء الفتيات بعيدا لفترة طويلة.

توضح داليا أن العادات والتقاليد الاجتماعية فرضت على الفتيات واقعا مؤلما في ظل الحصار، حيث رفضت الكثير من الأسر الميسورة السماح للإناث بالانتقال إلى المدينة بعيدا عنها، بينما بعض الآباء لا يعارضون سفر بناتهم إلى المدينة لكنهم لا يستطيعون توفير المبالغ المالية التي تتطلبها الدراسة الجامعية.

وتضيف: “كان الطالبات قبل الحصار يذهبن بشكل يومي إلى الجامعة بحكم أن المسافة قريبة، وتكاليف التنقل لا تزيد عن 400 ريال ذهابا وإيابا. إن استمرار تراجع أعداد الفتيات في الالتحاق بالجامعة بمناطق سيطرة الحوثيين بمحافظة تعز يسهم في تناقص الفتيات المتعلمات، ويجعلهن ضحايا الزواج المبكر والقسري والأمية”.

عبد الله شداد، أحد القيادات الاجتماعية بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن إغلاق الطرقات الرئيسية الرابطة بين مدينة تعز والمناطق التي تقع شرق وشمال وغرب المدينة، تسبب بحرمان الكثير من الفتيات الالتحاق بالدراسة الجامعية، وخاصة الراغبات بالدراسة في التخصصات الطبية والهندسية.

يحث شداد الوسطاء المحليين على الاستمرار بالتقريب بين وجهات نظر الأطراف المتصارعة والموافقة على فتح طرق محددة بشكل تدريجي لتسهيل حركة المدنيين من النساء والرجال والأطفال بتعز.

مقالات مشابهة