المشاهد نت

التوتر العسكري بالبحر الأحمر يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن 

تأثير التصعيد العسكري في البحر الأحمر على الوضع الإنساني في اليمن - المشاهد

تعز-أشرف الصوفي :

تعيش فاطمة عبد الرحمن، 52 عامًا، مع أطفالها الأربعة في مخيم للنازحين في منطقة البيرين، غربي مدينة تعز. اعتمدت فاطمة على المساعدات الإنسانية منذ  العام 2018، وبها استطاعت البقاء على قيد الحياة مع أطفالها. 

في الأشهر القليلة الماضية، تراجعت كمية المساعدات الغذائية التي تحصل عليها الملايين من الأسر الفقيرة والنازحة في اليمن، بمن في ذلك فاطمة، وأصبح الوضع الإنساني أكثر بؤسا. في حديثها لـ “المشاهد”، تقول فاطمة: “ليس لدينا مصدر دخل يساعدنا في الاعتماد على أنفسنا بدلا عن المساعدات.  لم يعد لدينا حلم سوى البقاء على قيد الحياة دون جوع أو مرض. ولا ندري ماذا سنفعل إذا توقفت المساعدات بشكل كامل”. 

تشير فاطمة إلى أن المساعدات الإنسانية كانت تأتي بانتظام في الأشهر الماضية، ولكنها مؤخرا لم تعد تصل في الوقت المحدد، وتناقصت كمية المساعدات التي تحصل عليها مثل الدقيق وزيت الطبخ والأرز. 

في ظل التوترات المستمرة التي يشهدها البحر منذ نوفمبر من العام الماضي، وتحديدا بعد الضربات الحوثية على السفن في البحر الأحمر والضربات الجوية الأمريكية على اليمن، واجهت العديد من المنظمات الإغاثية صعوبة في الحفاظ على استمرار أنشطتها في اليمن.

قبل أسبوعين، أصدرت 26 منظمة إغاثية تعمل في اليمن بيانا مشتركا، وحذرت من  توقف العمليات الإنسانية في هذا البلد الذي يحتاج ثلثا سكانه إلى المساعدات. أكد البيان أن بعض المنظمات الإغاثية علقت عملياتها، وأخرى ستفعل ذلك لأسباب مرتبطة بالوضع الأمني، ونبهت إلى أن التصعيد سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وإعاقة قدرة منظمات الإغاثة على تقديم الخدمات الحيوية. 

تقارير حديثة صادرة عن الأمم المتحدة تشير إلى أن 17 مليون شخص في اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وتواجه أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر فجوات شديدة في استهلاك الغذاء، ويؤدي ذلك إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات.

إقرأ أيضاً  مناظر ووجوه من ريف اليمن

تحديات جديدة

المدير التنفيذي لمؤسسة جنات التنموية بتعز، مختار هزبر، يقول إن التحديات التي يواجهها العمل الإنساني في اليمن تزايدت في الأشهر الأخيرة، بخاصة بعد تصاعد الصراع والتوترات في البحر الأحمر. 

في حديثه لـ “المشاهد”، يقول هزبر: “في ظل الحرب وتدهور الوضع المعيشي، يعتمد معظم اليمنيين بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية الدولية، لكن المتغيرات الأخيرة في الساحة العالمية وتعدد مناطق الصراع ساهم بشكل كبير في تناقص هذه المساعدات“.

يؤكد هزبر أن هناك نقص في  المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المساعدات الغذائية والإغاثية والمشاريع التنموية، ويعتبر ذلك النقص في تلك المساعدات عائقًا كبيرًا أمام عمل المؤسسات الإنسانية المحلية. يضيف: “في هذه المرحلة، هناك شح كبير في المساعدات الغذائية والإغاثية، وتراجعت مشاريع المؤسسات المحلية، وتضاعفت تحديات العمل في الميدان، بما في ذلك صعوبة إيصال المساعدات للناس، بالإضافة إلى عدم الإيفاء بالوعود المقدمة من الجهات الدولية المانحة“.

ومع استمرار الأعمال العسكرية في اليمن والبحر الأحمر، تحث المنظمات الإغاثية الدولية الأطراف الفاعلة على إعطاء الأولوية للجهود الدبلوماسية على الخيارات العسكرية؛ لتهدئة الأزمة، وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في اليمن، وضمان توصيل المساعدات الإنسانية دون عوائق.

يختم هزبر حديثه لـ “المشاهد”، ويقول: “إن استمرار تناقص المساعدات الإنسانية في اليمن سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بصورة مزرية، وستزداد حدة الفقر، وستتسع رقعة المعاناة للفئات السكانية المختلفة”.

مقالات مشابهة