المشاهد نت

تجارب الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن

الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي - المشاهد

تعز- عبد الملك الأغبري

استطاعت وسائل التواصل الاجتماعي التأثير على حياة المجتمعات سياسيا وثقافيا واجتماعيا، ويزيد تأثيرها كل يوم مع ارتفاع أعداد المشتركين في تلك الوسائل الإلكترونية. أحمد علي، 35 عاما، من تعز، يعترف بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، بخاصة “فيسبوك” على حياته الاجتماعية.

قبل سنوات، تبادل أحمد التعليقات مع إحدى الفتيات على منشورات في “الفيسبوك”، وبدأ بالتعرف عليها عن طريق الرسائل الخاصة. لم يتوقف أحمد عند التعارف مع تلك الفتاة، بل تطورت العلاقة بينهما إلى حب ثم زواج، ويعتقد أحمد اليوم أن التعارف في وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الزواج ليس عيبا أو خطأ.

على الرغم من نجاح قصة أحمد، إلا أن بعض الباحثين الاجتماعيين في اليمن يرون أن التعارف في وسائل التواصل بهدف الزواج لا يعد الطريقة الصحيحة في بلد محافظ كاليمن.

”في حديثه لـ”المشاهد”، يقول أحمد: “بعد فترة من المراسلة، أعجبت بالفتاة. استمررت بالتواصل معها لأربعة أشهر، وتعرفت على العادات والتقاليد المجتمعية الخاصة بالزواج في منطقتها، وطرحت عليها فكرة الارتباط، فوافقت”.

يضيف: “بعد أن تواصلت مع والدها، وأخبرته بأني أريد أن أتقدم لابنته، وبعد حوار، حددنا موعد الخطوبة، وتقدمت بشكل علني، واتفقنا عن كل شيء، وحددنا موعد العرس. والحمد لله، تم الزواج دون أية صعوبات، واليوم لدينا طفلان، وعلاقتنا لا زالت مستقرة”.

ظاهرة دخيلة

تعد تجربة أحمد إحدى التجارب الناجحة للزواج بعد التعارف على وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها الكثير من التجارب المماثلة. لكن باحثين اجتماعيين يعتبرون أن الزواج عبر مواقع التواصل تحد للعادات والتقاليد.

محمود البكاري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز، يقول لـ “المشاهد”: “إن التأثير الناتج عن الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعد خروجا عن منظومة العادات والتقاليد الاجتماعية، التي تنظم عملية الزواج في المجتمع اليمني، ولذلك ربما لا يكون هناك تقبل اجتماعي لهذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع. وبالتالي، ينعكس ذلك سلبا على ديمومة واستمرار هذا الزواج، حيث سيظل كل من الزوجين يعانون من التقييم الاجتماعي السلبي والنظرة الدونية”.

إقرأ أيضاً  تسجيل إصابات بالكوليرا في أبين

يضيف البكاري: “قد ينجح الزواج الذي يأتي عبر مواقع التواصل في مجتمع ما، وليس بالضرورة أن ينجح في مجتمع آخر، ولهذا فإن مثل هذه الزيجات تتطلب مستوى معينا من الحرص وعدم التسرع”.

فالنتينا عبد الكريم، عضو المجلس المحلي بمديرية المعلا، تعتقد أن انتشار الزواج عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون له عواقب، ومنها التشهير بالرسائل التي كانت متبادلة، والتهديد والابتزاز بالصور في حال اختلفا الطرفين، ولم يتوصلا إلى اتفاق على إتمام الزواج.

تشير فالنتينا إلى أن هناك بعض حالات الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي ناجحة، وهذا يتحقق من خلال الاختيار السليم للزوج والزوجة، وإدراك الطرفين بأن الزواج ليس للتسلية؛ ولكنه لتأسيس أسرة مترابطة ومسؤولية واحترام متبادل.

وسيلة للحوار

وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ضرورية في الوقت الحاضر، ويصعب الاستغناء عنها. وبالتالي، يرى جمهور الحميدي، أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة تعز، أن مواقع التواصل الاجتماعي هي عبارة عن أداة للاتصال والحوار بين الناس، ولا يعد هذا أمرا سيئا.

يوضح الحميدي أن الكثير من الشباب تزوجوا من خلال التواصل الاجتماعي، وليست هذه الظاهرة محصورة على “الفيسبوك” أو “تويتر”، وإنما عن طريق الاتصال الهاتفي أيضا.

لا تزال فكرة الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي محل جدل في اليمن، ويختلف عليها الكثير من أفراد المجتمع. يختم أحمد حديثه، ويقول: إن الزواج عبر مواقع التواصل ليس عيبا لمن بنيت علاقتهم على الثقة والتفاهم، وهي لا تختلف كثيرا عن الزواج التقليدي، كون بعض الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل كوسيلة للحوار والتقارب، وبعد ذلك تتم خطوات أخرى بالطرق التقليدية لإتمام الزواج “.

مقالات مشابهة