المشاهد نت

موقع القضايا التاريخية في الدراما اليمنية 

تقلص مساحة حرية التعبير يغيب الدراما التاريخية في اليمن
تقلص مساحة حرية التعبير يغيب الدراما التاريخية في اليمن

مأرب – أسماء عبد الحميد

في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، أنتج التلفزيون اليمني مسلسل الفجر الذي جسد الوضع في اليمن أثناء حكم الإمامة، والمآسي التي شهدتها البلاد في تلك الحقبة. كان لذلك العمل الفني أثر كبير آنذاك، ولا زال من أهم المسلسلات التي ركزت على القضايا الوطنية. 

شهدت اليمن أحداثًا سياسية وعسكرية كثيرة، ولا يعرف هذا الجيل الكثير من الحقائق عن التحولات المهمة التي مرت بها البلاد طوال العقود الماضية، ويُلاحظ بوضوح ضآلة إنتاج الأعمال الدرامية اليمنية التي تركز على القضايا الوطنية والتاريخية. 

تُطرح العديد من التساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى قلة إنتاج الدراما التاريخية والوطنية في اليمن، وتتنوع الآراء بشأن هذا الأمر، حيث يعتقد البعض أن شركات الإنتاج لا تهتم بهذه الأعمال، والبعض الآخر يرى أن الجهات المعنية لم تشجع إنتاج تلك المسلسلات.

سرديات متصارعة 

ركزت بعض الأعمال الدرامية اليمنية ركزت على القضايا السياسية والتاريخية، وحققت نجاحًا كبيرًا مثل مسلسل العالية الذي يحاكي واقع اليمنيين في عصر الإمامة،  إلا أن عدد تلك الأعمال لا زال قليلا، بحسب مهتمين بالدراما اليمنية. 

في حديثها لـ “المشاهد”، تقول الناقدة السينمائية هدى جعفر إن “الضعف الموجود في الدراما الوطنية هو جزء من الضعف الموجود في مجال الدراما في اليمن بشكل عام. الإنتاج الدرامي اليمني ليس قويا، كما ونوعا، والدراما التاريخية ليست استثناء في هذه الحالة”. 

وترى جعفر أن من أسباب ضعف الدراما الوطنية هو تعدد الروايات المتعلقة بالأحداث التاريخية اليمنية، حيث تتباين وجهات النظر عن التاريخ اليمني، وكل طرف يرى التاريخ من وجهة نظره، بالإضافة إلى التفرقة الاجتماعية والمذهبية والسياسية التي يعاني منها المجتمع اليمني. 

إقرأ أيضاً  تزايد حالات الإصابة بـ«الكوليرا» غرب لحج

وتشير الناقدة السينمائية إلى أن اليمن يمر بأسوأ مرحلة في حرية التعبير، إذ إن أهل الحل والعقد في اليمن لا يسمحون بحرية التعبير، ولن يسمحوا سوى بالرواية التي يرونها، وهذا يعني عدم وجود حرية لكاتب السيناريو لسرد الأحداث الوطنية. 

تضيف جعفر: “حتى في فترات الاستقرار النسبي، الثمانينيات وبداية التسعينيات في اليمن، كان هناك الكثير من الأحداث التي أثرت على الدراما منها مقتل الرئيس الحمدي، وكان الذي يحكم البلد آنذاك، سواء في الشطر الشمالي أو الجنوبي، لا يسمح برواية تاريخية غير الرواية التي تعتمدها الدولة”. 

ضعف الدعم المالي

الممثل علي الخياط يوضح عددا من الأسباب التي أدت إلى إهمال الدراما التاريخية، ويقول لـ “المشاهد”: “لا يوجد دعم مالي من الجهات المختصة لتشجيع الكتاب والممثلين، ولا يوجد متخصصون لكتابة الدراما التاريخية، كما تسببت التفرقة السياسية بتدخل الأطراف السياسية في المجالات الدرامية، الأمر الذي أعاق إنتاج الدراما الوطنية”.

يضيف: “يعد عدم وجود معاهد متخصصة لإثراء الساحة الفنية، وغياب النقد البناء للأعمال الدرامية، من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تغييب الدراما الوطنية”. 

الممثل علي السعداني يقول في حديثه لـ “المشاهد”: “إن تفكك القيادة السياسية ورؤية كل طرف للقضية الوطنية من منظور مصلحته الشخصية ورؤيته السياسية من أهم الأسباب التي أدت إلى قلة الاهتمام بالقضايا الوطنية في الأعمال الدرامية”. 

بحسب السعداني، التحديات المالية، وتهرب الشركات المنتجة من القضايا الوطنية، خوفا على مصالحهم، من ضمن الأسباب التي أسهمت في ضعف الدراما التاريخية. يختم حديثه، ويقول: “عندما تنهض الدولة، ستنهض كل القطاعات، ومنها الإعلام والدراما التي تركز على القضايا الوطنية والتاريخية”. 

مقالات مشابهة