المشاهد نت

العنف ضد المرأة في اليمن بعد وفاة الزوج 

تتعرض المرأة في اليمن بعد وفاة الزوج للعديد من أشكال العنف منها الطرد من المنزل، الاعتداء الجسدي والحرمان من الأطفال

تعز- أمة الله عبد الله

“كانت حياتي مستقرة، وكنت أعيش في أمان، وما إن توفى زوجي، تبدل الحال وأصبحت حياتي أنا وأطفالي بائسة”. بهذه الكلمات تحدثت فاطمة، 45 عاماً من ريف تعز، عن معاناتها التي بدأت بعد وفاة زوجها في عام 2022.

تسكن فاطمة في منزل متواضع في ريف محافظة تعز مع أطفالها الخمسة، وتشعر كأنها سجينة عند أسرة أهل زوجها المتوفى، إذ لا تستطيع أن تعمل شيئا دون موافقتهم. 

تقول لـ “المشاهد”: “تعرضت للعنف اللفظي من قبل أهل زوجي، وأصبحوا يتحكمون بي، ويمنعونني من الخروج والتسوق، حتى أنهم يتحكمون بلباسي”. 

تفضل الكثير من النساء في اليمن أن تبقى مع أطفالهن بعد وفاة الزوج، ويحرصن على الاهتمام بتربية الأطفال والعيش معهم بقية الحياة. لكن الكثير منهن يتعرضن للظلم من أسرة الزوج، وتصبح حياة تلك النساء الأرامل نوعاً من الجحيم في ظل الحرب التي تشهدها البلاد منذ العام 2015.

وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان  أن العنف ضد المرأة في اليمن ازداد بنحو 63%  خلال السنتين الأولى من الصراع، الذي بدأ في  2015.

سمية، 40 عاماً، من تعز، تقول لـ “المشاهد”: “تقدم رجل متزوج للزواج بي، ووافقت. كنت أريد أن أحصل على الأمان والاستقرار. بعد أن تزوجت، استقرت حياتي، وأنجبت ٣ أطفال، وشاء القدر بأن يتوفى الزوج”. 

بعد وفاة الزوج، فقدت سمية الأمان، ولم يعد هناك من يهتم بها وأطفالها. تضيف: ” قام أهل زوجي المتوفى بحرماني من الميراث، وتعرضت للسب والشتم، وأصبح أطفالي في حال مأساوي”. 

أشكال العنف

عديلة خضر، أمين عام اتحاد نساء اليمن بمحافظة أبين في جنوب اليمن، تشير إلى أن أكثر أنواع العنف الذي تتعرض له الأرامل هو الاعتداء الجسدي، والطرد من منزل الزوج المتوفى، والإهانة والألفاظ غير اللائقة، وإجبارهن على أن تقوم بكل أعمال العائلة، وأخذ أولادهن منهن بالقوة.

إقرأ أيضاً  لطيفة تتحدى الإعاقة والتقاليد المجتمعية

توضح خضر بعض الأسباب التي تقود إلى العنف ضد المرأة بعد وفاة زوجها، ومنها الجهل والعادات والتقاليد، وعدم موافقة الأرملة على الزواج بأخو المتوفى، أو بسبب قرار المرأة الالتحاق بأي وظيفة أو عمل من أجل أن تعول أطفالها. 

وتؤكد خضر على أن اتحاد نساء اليمن بمحافظة أبين يستقبل بشكل متكرر شكاوى نساء أرامل، ويتعرضن للعنف ويقوم الاتحاد بحل بعض الشكاوى والبقية يحيلها إلى القضاء عبر الفريق القانوني للترافع أمام المحاكم.

تضيف لـ “المشاهد”: “اتحاد نساء اليمن يقدم خدماته لكل النساء اللاتي يتعرضن لأي نوع من أنواع العنف، ويتم استقبال الشكاوى المتعلقة بالجانب المدني من حضانة أو نفقة أو وفاق أسري، ويتم حل بعض القضايا”. 

الناشطة المجتمعية نهلة المقطري تقول لـ “المشاهد” إن وفاة الزوج يخلق للمرأة العديد من التحديات، وتصبح حياتها معركة. توضح بالقول: “ما إن يمت الزوج، تلجأ بعض الأسر إلى استغلال حاجة المرأة هي وأطفالها والسيطرة على حقوقها وحقوق أطفالها. وعندما تطالب المرأة بحقها وحق أولادها، يقال عنها إنها طعنت في شرف العائلة وتمردت ومن الواجب عليها الصمت، وإلا فهي ليست أصيلة”. 

تختم المقطري حديثها، وتقول: “كانت الدولة قبل الحرب تساعد الأرامل والأيتام من خلال برنامج الضمان الاجتماعي. ومع أن المبالغ التي كانت تدفع للأرامل لم تكن كبيرة، إلا أنها ساعدت العديد منهن. وبعد اندلاع الحرب، توقف برنامج الضمان الاجتماعي، واعتمدت الكثير من الأرامل على المساعدات التي تقدمها المنظمات الخيرية”. 

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز أصوات النساء من خلال الإعلام الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي

مقالات مشابهة