المشاهد نت

الأولى من نوعها.. ماذا تحمل زيارة الوفد العُماني إلى صنعاء؟

صنعاء – محمد عبدالله :

أثارت زيارة الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء تساؤلات حول دلالات التوقيت وما إذا كانت ستنجح في دفع عملية السلام في البلاد.

وقال رئيس فريق الحوثيين بالمفاوضات والناطق الرسمي للجماعة محمد عبد السلام، إن “المباحثات (مع الوفد العماني) ستتناول تطورات الأوضاع في ‎اليمن، ودفع عملية السلام”، بحسب ما نقلته قناة “المسيرة” التابعة للجماعة.

وتعتبر زيارة الوفد العماني هي الأولى منذ بدء الحرب في اليمن، وجاءت بالتزامن مع وصول وزير الخارجية في الحكومة اليمنية، أحمد بن مبارك، إلى العاصمة العُمانية مسقط، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، لبحث جهود السلام المبذولة لإنهاء الحرب في البلد.

وسلّم بن مبارك وزير الخارجية في سلطنة عمان بدر البوسعيدي، سالة خطية موجهة إلى السلطان هيثم بن طارق، من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي “تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمھا وتعزيزها في مختلف المجالات، وفق بيان لوزارة الخارجية العمانية.

وتدفع الأمم المتحدة وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إنهاء الحرب التي تدخل عامها السابع، وتسبب أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.

وخلال الشهر الماضي، أجرى المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، إلى جانبه المبعوث الأممي مارتن غريفيث، جولة مباحثات في المنطقة التقوا خلالها مسؤولين سعوديين وآخرين في الحكومة وقيادات في جماعة الحوثي.

وكان غريفيث دعا أطراف النزاع في اليمن خلال زيارة لصنعاء الاثنين الماضي، الى الاستفادة من الزخم الدبلوماسي الاقليمي والدولي لإنهاء الحرب، متحدّثا عن “طاقة دبلوماسية حقيقية لم تكن موجودة من قبل”.

واعتبر سفير اليمن في اليونسكو محمد جميح، وصول الوفد العماني إلى صنعاء، بأنه دليلًا على أن كل اللقاءات في مسقط فشلت في إقناع الحوثيين بوقف إطلاق النار.

ولفت في تغريدة عبر تويتر، إلى أن هناك حراكا دبلوماسيا ملحوظا في الملف اليمني.

وبحسب جميح فإن الأمريكيون يريدون فصل مسار صنعاء عن مسار فيينا، والإيرانيون متمسكون بورقة الحوثي للضغط في المفاوضات النووية.

بدوره، اعتبر الكاتب عادل دشيلة، زيارة الوفد العماني إلى صنعاء بأنها “تحمل دلالات كبيرة”، متوقعًا أن يتجاوب الحوثيون مع المبادرة الأمريكية كتكتيك مرحلي.

“حسابات جيوسياسية”
من جانبه، قال المحلل السياسي في الشئون الاستراتيجية والعسكرية علي الذهب، إن “سلطة عمان وسيط كل الأطراف، ولا تخلو أجندتها من حسابات جيوسياسية، بوصفها أقرب جارين لليمن، إلى جانب السعودية”.

ووفق الذهب فإن تلك “الحسابات لن تتعارض مع مصالح اللاعبين الكبار، وهي في النهاية، مع من سيحكم اليمن رسميا”، حسب تعبيره.

إقرأ أيضاً  غروندبرغ: استقرار الشرق الأوسط يسمح بتسوية النزاع في اليمن

وتلعب سلطنة عُمان منذ اندلاع الحرب في اليمن دور الوسيط “المحايد” بين الأمم المتحدة وواشنطن والتحالف العربي من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى.

كما رفضت السلطنة أن تشارك في التحالف العربي بقيادة السعودية في محاربة الحوثيين وبقيت محايدة دون أن تغير من موقفها رغم مضي ست سنوات على الحرب.

لسنوات لعبت مسقط دور الوسيط بشكل غير معلن دون تصريحات رسمية، حتى كشفت في مارس الماضي أنها تعمل بالاشتراك مع السعودية على التوصل إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية.

ومنذ مطلع العام الجاري، شهدت عُمان زيارات مكثفة أجراها مسؤولون دوليون وسعوديون بهدف إيجاد حلول لإنهاء الأزمة اليمنية، التي لم تنجح أي مفاوضات سابقة في إنهائها.

هجوم على مأرب
تزامنًا مع وصول الوفد العُماني إلى صنعاء، قُتل 17 مدنيًا وأصيب خمسة أخرين في هجوم صاروخي للحوثيين استهدف محطة وقود في مدينة مأرب شمال شرقي اليمن.

وكتب وزير الصحة قاسم بحيبح على تويتر مع صورة لجثة محترقة “أكثر من 17 قتلوا أو أصيبوا بينهم هذا الطفل الذي احترق في (هجوم) بصاروخ حوثي على مدينة مأرب” مساء أمس السبت.

واعتبر رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد، الهجوم على مأرب بالتزامن مع زيارة الوفد العُماني، بأنها “رسالة واضحة أن عمان غير مهتمة بالسلام في اليمن” حد قوله.

وأضاف محمد في تغريدة عبر تويتر أن الوفد العُماني “مهتمة الترويج لقوة الحوثي واطلاق سراح الأمريكيين وأجانب آخرين مختطفين مقابل حقائب من الدولارات وخط مفتوح لتهريب السلاح “.

وأثار القصف على مأرب إدانات محلية وعربية وحقوقية، وسط مطالبات بوضع حدٍ لانتهاكات الحوثيين ووقف التصعيد والانخراط مع مساعي الأمم المتحدة.

ومنذ 7 فبراير/ شباط الماضي، تشهد مأرب معارك متواصلة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي إثر هجوم واسع شنته الأخيرة بهدف السيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.

وتبذل الأمم المتحدة منذ ست سنوات، جهودًا لوقف الاقتتال، وبدء حوار شامل بين الأطراف اليمنية، إلا أنها لم تنجح في إحداث اختراق جوهري في جدار الأزمة.

ووصلت المواجهات العسكرية في اليمن بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي لطريق مسدود منذ ستة أعوام كما تعثرت جهود لإحلال السلام برعاية الأمم المتحدة منذ أواخر 2018.

وتسببت الحرب في مقتل حوالي 130 ألف شخص، من بينهم أكثر من 13 ألف مدني قتلوا في هجمات مستهدفة، وفقًا لمشروع موقع النزاع المسلح والحدث.

مقالات مشابهة