المشاهد نت

تفاصيل جديدة عن المواجهات العسكرية في البيضاء وأبعادها

صورة أرشيفية

البيضاء – محمد شرف :

تواصلت العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على محافظة البيضاء، وسط اليمن، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 2015م.

مصدر عسكري في جبهة الزاهر أكد لـ”المشاهد” أن القوات الحكومية تمكنت من إكمال السيطرة على مديرية الزاهر بالكامل وبدء تقدمها نحو مدينة البيضاء مركز المحافظة، والتي تبعد 9 كم عن مركز مديرية الزاهر.

وبحسب المصدر لا تزال المواجهات العسكرية مستمرة حتى اللحظة، على أطراف مدينة البيضاء، وسط تراجع كبير في صفوف الحوثيين.

نطاق السيطرة

ويسيطر الحوثيون على الجزء الأكبر من محافظة البيضاء التي تصل مساحتها إلى 11.193كم2، إذ يسيطرون على 15 مديرية من أصل عشرين بشكل كامل فيما يتقاسمان السيطرة مع القوات الحكومية على مديريات الصومعة والملاجم وذي ناعم.

وتسيطر القوات الحكومية على مديريات نعمان وناطع والزاهر بشكل كامل وأجزاء من مديريتي الصومعة والملاجم وذي ناعم.

خريطة المواجهات

توسعت خارطة المواجهات، مع إطلاق القوات الحكومية عملية عسكرية سمتها “النجم الثاقب” لاستعادة السيطرة على المحافظة.

على عكس محاولاتها السابقة التي كانت تنطلق من شرق البيضاء، انطلقت هجمات القوات الحكومية هذه المرة من جنوب وجنوب شرق محافظة البيضاء، حيث تمكنت خلال الـ72 ساعة الماضي من السيطرة على أجزاء واسعة من مديرية الصومعة جنوب شرق المحافظة، ومديرية الزاهر جنوب المحافظة.

تفاصيل جديدة عن المواجهات العسكرية في البيضاء وأبعادها
من مواجهات عسكرية بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي – أرشيفية

وتوسعت خارطة المواجهات بحسب مصادر عسكرية متطابقة لتشمل أجزاء من مديرية الطفة ومديرية ذي ناعم، فيما تتركز الهجمة الأكبر للقوات الحكومية على أطراف مدينة البيضاء في محاولة للسيطرة على مركز المحافظة.

وقلصت القوات الحكومية من المسافة التي تفصلها عن مركز محافظة البيضاء إذ بات على بعد خمسة كيلومترات منها، بعد سيطرتها على منطقتي الخلوة والروضة على أطراف مدينة البيضاء صباح اليوم.

تخفيف الضغط

يعتقد الخبير العسكري علي الذهب -باحث متخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية- أن “خطة القوات الحكومية من باب تخفيف الضغط على مأرب لنقل وضع القوات الحكومية من الدفاع إلى الهجوم في مأرب والجوف”، مضيفًا أن “الإمكانيات غير متاحة في الوقت الراهن للقوات الحكومية للبحث عن هدف استراتيجي”.

وأكد الذهب في حديثه لـ”المشاهد”، أن “ما حدث هو أمر متوقع لأن نقطة ضعف الحوثيين تتمثل في عدم وجودهم العسكري الكافي في هذه المناطق، الزاهر الطفه، والمناطق على حدود لحج”.

ويتساءل الذهب: “قد يستطيع الجيش التقدم ويسيطر على مركز مديرية البيضاء وقد يستطيع التقدم في الطفة ولكن هل يستطيع التقدم في السوادية وهي منطقة تجمع عسكري للحوثيين؟!”، موضحًا: “أتصور أن هذا يحتاج جهدًا كبيرًا، يحتاج تمهيدًا ناريًا وتغطية من الطيران والتفافًا قبليًا أو شعبيًا، وهذه تحتاج إلى إمكانيات كبيرة لاستدراج القبائل المعارضة وشراء ولاءاتهم وأيضًا دعم القبائل الموالية للحكومة”.

ويوضح: “عمق المحافظة طويل فالتحرك من الطفة والزاهر وصولًا إلى حدود مأرب صعب في الوقت الراهن”.

وعن عدم مشاركة الطيران في هذه المعركة علق الخبير العسكري علي الذهب بالقول إن “مشاركة الطيران في هذه المناطق فيها خطر لأنها مناطق متداخلة ولا تزال تبدي ولاءً للقوات الحكومية”.

إقرأ أيضاً  معاناة العمال في مدينة تعز

لكنه يضيف: “استخدام الطيران سيكون واردًا، ولكن إحجامه عن المشاركة قد يكون لأسباب تكتيكية ولأن المعركة لا تستدعي ذلك كونها عملية اجتياح لمناطق فيها وجود ضئيل للحوثيين، ولا استبعد أن يكون هناك مشاركة للطيران في حال استدعت المعركة”.

دلالات ولكن؟!

ويرى الذهب أن: “جبهات جنوب البيضاء ليست جبهة قتال رئيسية، لذا سيجبر الحوثيون على اتخاذ موقف دفاعي لا سيما في المناطق الجنوبية، والشرقية منها، وتركز وضعهم العملياتي في شمال البيضاء والشمال الشرقي منها على حدود مأرب على وضع هجومي لتعزيز هجومهم على مأرب”.

مضيفًا: “نستطيع القول أن هذا التقدم يدل على أن وضع الحوثيين ليس بالقوي وأنه متى ما توفرت الإرادة للقوات الحكومية فيمكنها اجتياح هذه المحافظة بالكامل ولكن تحتاج وقتًا طويلًا إذ لا يمكن الاستهانة بما يمكن أن يقوم به الحوثيون من حشد لمواجهة تقدم القوات الحكومية”.

ويوضح الذهب أنه “لا يوجد للحوثيين حاضنة شعبية في البيضاء تمكنهم من المواجهة لوقت أطول”، مشيرًا إلى أن “هناك إرثًا تاريخيًا متشحًا بالدم بين البيضاء وبين الأئمة الذين يمتد الحوثيون إليهم، وفي كل الأحوال فمحافظات مأرب والجوف والبيضاء هي الجبهات المتاحة للقوات الحكومية للتحرك دون أي حرج أمام التحالف والجهود الدولية لعملية السلام”.

صعوبة التقدم

هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه القوات الحكومية، برأي الذهب، حيث قال: “تتمثل أبرز الصعوبات التي تواجه تقدم القوات الحكومية في البيضاء في المال والسلاح؛ كون القوات الحكومية ستحتاج للمال لدعم القبائل والسلاح للتحرك كما ستواجه صعوبة في التعزيزات الدوائية”.

ويرى الذهب أن هذه التحديات يمكن تجاوزها بدعم الحكومة لكنه يحذر من “التحديات الأخرى التي قد تواجه القوات الحكومية ولكن بطريقة غير مباشرة”، مشيرًا إلى احتمالية “أن يسعى المجلس الانتقالي إلى إثارة الصراع في شبوة أو في أبين فيعمل على إضعاف جبهة البيضاء”.

ويضيف: “من الواضح أن هناك تخادمًا بين الحوثيين وقوات المجلس الانتقالي يدار من خارج الحدود ولاسيما الإمارات بكل وضوح”.

احتمالات التوقف

ومن المحتمل أن تؤثر الجهود الدولية لسلام على مسار الأحداث في محافظة البيضاء، وبحسب الذهب، فإن توقف العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الحكومية هو أمر وارد في حال وجدت ضغوط دولية لذلك موضحًا: “أعتقد أنه وفي حال وجود ضغوط لاستئناف عملية السلام ستتوقف المعركة، لا سيما بعد تعيين المبعوث الأممي الجديد، ولكن لدينا أسبوعين لنرى ذلك”.

ويعود الذهب للإشارة إلى تأُثير الأحداث في أبين على معركة البيضاء قائلًا: “استمرار العملية العسكرية مرهون بعدة عوامل منها قيام المجلس الانتقالي بإثارة الصراع في أبين وأيضًا مستوى رد الحوثيين الذين سيحشدون لمواجهة التقدم في مأرب والبيضاء”.

مقالات مشابهة