المشاهد نت

جميلة علي رجاء.. صانعة السلام رغم أنف الحرب

تعز- فاطمة العنسي :


استطاعت النساء اليمنيات إثبات أنفسهن، كصانعات للسلام في اليمن، رغم تحديات الوضع الراهن، وتداعيات الصراع القائم منذ 7 سنوات، ومنهن السفيرة جميلة علي رجاء، التي عملت استشارية بمحادثات السلام في كل من جنيف والسويد، وعملت مستشارة في مؤتمر المرأة اليمنية (وسيطات السلام). كما شاركت ضمن وفد النساء السبع اللواتي تم إيفادهن إلى محادثات الكويت، بالتنسيق وبمساندة ودعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومكتب المبعوث الأممي.
وتقول رجاء: “مسار السلام في اليمن أصبح معقدًا”، مستدركة: “ربما مسبقًا كان يمكن أن يكون الحل بسيطًا وسهلًا، ولكنه الآن أصبح مرتبطًا بأطراف خارجية، وحتى لو قلنا يأتي السلام بالإرادة، لكن هذه الإرادة مرتبطة بالآخرين، وله علاقة بالتمويل الخارجي أيضًا”.
وتضيف: “في حال عم السلام بين السعودية وإيران، فإنه سينعكس على اليمن، لاسيما أن لهن علاقة بتمويل الجماعات الخارجة عن سلطة الدولة”. وتابعت: “الصراع بينهم هو سعي للنفوذ في المنطقة، وسعي للحصول على أكثر المكاسب، غطاؤها ربما يكون مذهبيًا أو دينيًا، لكنها ليست دينية، بل سعي إلى السلطة والثروة التي يحاول كل الناس في العالم تقاسمها، وليس طرفا النزاع، بالتأكيد”.

إقصاء الأطراف عن الحوار

وعن إقصاء بعض الأطراف من الحوار، تؤكد رجاء أن إرث اليمنيين السياسي هو الإقصاء، وأن المقاتلين ومن يحملون البنادق هم من يجلسون على طاولة المفاوضات. وتقول: “الأمر ليس متعلقًا بإقصاء النساء من المفاوضات، الآن الجنوبيون حملوا السلاح وخرجوا لأنهم شعروا أنهم مقصيون، وممكن غدًا تخرج مجموعات أخرى يتسلحون ويطالبون بحقوقهم بنفس الطريقة، وبالتالي عندما لا تحتوي جميع الفئات، وتأخذ مطالبهم من البداية، وعدم التوزيع العادل للسلطة والثروة، وحصرها بين طرفي الصراع، تقع الكارثة”.
ونوهت إلى أن “طرفي الصراع في اليمن (الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي) من منعوا دخول أي أطراف إلى المفاوضات، بمن فيهم النساء، وحتى لو فرضت النساء تواجدهن في مفاوضات السلام، لن يسمحوا بذلك، هم يتنازعون على الكراسي والمناصب، ولا مجال لاستقبال النساء، رغم أنهن يمتلكن أفكارًا توفيقية، لها القدرة على التوافق بين وجهتي النظر، وهذا الأمر الذي لم يفطن إليه الجميع، أجندتهم الآن الفرض، كيف أفرض أنا وجهة نظري، وكيف أخرج من هذه المباحثات فائزًا وكاسبًا، رغم أنه لا يوجد أحد سيخرج من هذه المفاوضات كاسبًا إذا لم يكسب الوطن”.

النساء والحرب

“الحرب أكسبت النساء تجربة ونضجًا في العمل السياسي، لم يكتسبنه من قبل، ووسعت المساحة للنساء لتبادل الرأي، بالإضافة إلى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وتأسيسه مجموعة التسع النسوية التي أسهمت في امتلاك النساء المعلومات، والتمكن من فهم مسارات السلام في اليمن أكثر”، تقول رجاء.

إقرأ أيضاً  فتاة تعمل سائقة حافلة
جميلة علي رجاء


وتضيف أن النساء استطعن التقدم في ملف السلام، حتى على مستوى المجموعات الصغيرة، في دعم الأسر والجرحى والأسرى والمعتقلين، أعتقد أن عندهن حنكة إلى حد ما في إدارة النزاعات حتى على مستوى الأسرة، وهذه لما تُنمى وتكبر على مستوى الوطن، يكون لها مردود ومفعول.
وعن دور المجتمع الدولي في فرض حضور النساء، أكدت رجاء أن المجتمع الدولي له دور كبير وجاد، في فرض حضور النساء في العملية السياسية في اليمن، وتعتبر المنظمات الدولية والأممية حبل نجاة، وفي ما يتعلق بالتمويلات، والذي يثير حفيظة بعض الرجال غير المدركين للدور الذي تقوم به النساء في التقدم نحو السلام على الأرض، “نقول هناك تمويلات للشباب وللمشاريع الصغيرة، قضايا السلام هي التي تفتح مسارات للوصول إلى تلك القضايا في اليمن. والشعوب لا تدار بالقوة. الزمن تغير، ومفهوم رفض مشاركة النساء هو رفض لأي طرف ليس قويًا في المجتمع، رغم أن المداخل ربما تكون صائبة في البداية، ولكنها في النهاية يجب أن تصل إلى إشراك جميع المكونات في الحوار، بما فيها الكوتا الجغرافية التي تضم المهرة وصعدة وكل الأطراف المعنية”، حسب قولها.

إدراج النساء في مفاوضات السلام

ولفتت السفيرة جميلة رجاء إلى أن إشراك النساء في الحوار له أثر بالغ، ومثال على ذلك “مؤتمر الحوار الوطني”، ومخرجاته، وتقول: “لو لم تقم جماعة الحوثي بالانقلاب على مخرجات الحوار، لفعلتها المجموعات المحافظة الأخرى، بشكل أو بآخر، التخلص منها كان حتميًا، لأنها متقدمة ومتطورة، الخوف كان كبيرًا من الدستور الجديد، ليس على البعد السياسي فحسب، بل على البعد الاجتماعي أيضًا، الأمر متعلق بالحقوق والحريات، وهو ما أخاف الجماعات الدينية والمحافظة”. مشيرة إلى أن خروج الشباب والنساء إلى الشارع أثار المخاوف، ولن يُسمح لهم الخروج مره أخرى تحت أي نظام”.
وأكدت أن “وجود التوافق النسوي والتضامن، جمع بين قيادات نسائية، بالإضافة إلى البرامج الإلكترونية والإنترنت الذي قرب البعيد، وأصبح كل شخص متاحًا للآخر، الكوادر النسائية المتواجدة في اليمن تعمل من أجل حضور القمة النسوية، لاسيما ونحن نملك ثلاث فرق في القاهرة ولندن وأمريكا، الجميل أن جميع الأفراد يمنيون ملتحمون من أجل السلام وإيقاف الحرب”.
وتقول: “الناس تعبت، وأصابنا اليأس، ويجب على كل فرد أن يعمل بطريقة صحيحة من أجل اليمن، وبالطريقة الممكنة، والاشتغال بالهم الوطني كلًا باستطاعته، وليس المطلوب فقط الاستطاعة”.
اللقاء خاص بقناة السعيدة الفضائية، في برنامجها النساء والسلام.

مقالات مشابهة