المشاهد نت

تصعيد يرافق التحضير لمباحثات السلام في اليمن

تصعيد يرافق التحضير لمباحثات السلام في اليمن

استبق طرفا الصراع في اليمن انعقاد الجولة المقبلة من مباحثات السلام بخطوات تصعيدية من شأنها تعقيد مهمة المبعوث الدولي لإنهاء القتال المتواصل منذ ما يقارب عامين.

وفيما أجرى الرئيس عبد ربه منصور هادي تعديلاً وزارياً كبيراً في حكومة أحمد عبيد بن دغر، واستمر في إجراءات نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، رد “أنصار الله” و”المؤتمر الشعبي العام” بتكليف القيادي الجنوبي عبد العزيز بن حبتور بتشكيل حكومة منافسة في صنعاء، وهاجموا سفينة إماراتية في جنوب البحر الأحمر، واشترطوا إبعاد الرئيس هادي من منصبه شرطا لتحقيق السلام.

محمد عبد السلام، الناطق الرسمي باسم مكتب عبد الملك الحوثي، اشترط أن يشمل أي اتفاق للسلام مؤسسة الرئاسة؛ ” يعني عدم القبول باستمرار هادي في منصبه”،أو القبول بأن يسمي الحكومة التي سيتفق بشأنها. كما رفض فكرة الانسحاب من المدن وتسليم الأسلحة قبل هذا الأمر؛ وهي شروط تتجاوز بكثير مقترحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي يعوَّل عليها في نجاح محادثات السلام المرتقبة.

بدوره، انتقد وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني توباياس إلوود إعلان الحوثيين وصالح عن التوجه إلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني بشكل أحادي، واعتبر ذلك تحديا مباشرا لعملية السلام الجارية بتسهيل من الأمم المتحدة، وقال إنها “خطوة تقوض الالتزامات بدعم تسوية سلمية للصراع في اليمن “.

الوزير البريطاني أعرب عن قلقه من هذا التوجه والخطوات التي يتخذها الحوثيون وتحالف علي عبد الله صالح، وأكد أنه يجب عليهم التشاور والعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، للتوصل إلى اتفاق وإعادة الاستقرار إلى اليمن.

ومع انتقاد الحكومة المعترف بها دوليا للخطوة التي أقدم عليها الحوثيون وحزب الرئيس السابق، واعتبارها تحديا لمساعي إحلال السلام، قلل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، من شأن هذه المخاوف، وقال إنها خطوة لترتيب الوضع الداخلي ومنعه من الانهيار، وإنها ستساعد على تحقيق السلام.

إقرأ أيضاً  تزايد حالات الإصابة بـ«الكوليرا» غرب لحج

ميدانيا، قالت القوات الموالية للرئيس هادي إن تسعة مدنيين بينهم طفلان قتلوا في مدينة تعز بقذائف مدفعية أطلقها المسلحون الحوثيون، وسقطت في سوق بير باشا الشعبي غرب المدينة، وأصيب 15 آخرون

وفِي شرق صنعاء، ذكرت هذه القوات إنها سيطرت صباح الاثنين (04/10/2016) على جبل بحرة، في منقطة نهم شرق صنعاء، بعد معارك عنيفة مع المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وذكر المركز الإعلامي الذي تديره الحكومة أنها وبمساندة من المسلحين القبليين المعروفين باسم “المقاومة الشعبية” فرضت سيطرتها على الجبل، ووصفته بأنه أعلى قمة في منطقة “حريب نهم”، وأن العملية تمت بإسناد مباشر من مقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، والتي شنت أكثر من 15 غارة على مواقع مختلفة للحوثيين وقوات الرئيس السابق في المنطقة لتسهيل عملية التقدم والسيطرة عليها.

وكانت مصادر حزب “المؤتمر الشعبي العام” قد ذكرت أن طائرات التحالف دمرت سفينة تجارية قبالة ميناء المخاء بمحافظة تعز، والتي يمتلكها أحد التجار المحليين. في حين أكدت قوات التحالف أن السفينة تعمل في مجال تهريب الأسلحة والوقود للحوثيين، وأن هذه القوات سوف تستهدف سفنا أخرى تنشط في المجال نفسه.

بدورهم، تحدث الحوثيون عن استمرار التحالف في استهداف مناطق الشريط الحدودي في محافظتي صعدة وحجة بالغارات والقصف المدفعي والصاروخي، وقالوا إن ذلك أدى إلى تضرر كثير من المزارع خصوصا في مديريات بإثم والظاهر وكتاف وميدي وحرض.

وواصلت طائرات التحالف استهداف مواقع عسكرية مفترضة في صنعاء ومحيطها؛ حيث استهدفت أحد المجمعات العسكرية في قلب المدينة، ما تسبب في اندلاع حريق ضخم وتضرر عدد من المساكن في حي البليلي القريب من مبنى وزارة الدفاع. كما استهدفت الكلية الحربية وكلية الهندسة العسكرية وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة لمطار صنعاء.

 

  RT – محمد الأحمد

مقالات مشابهة