المشاهد نت

انخفاض الأسعار يكبد مزارعي الطماطم في الجوف خسائر فادحة

أسعار الطماطم تصل مستويات غير مسبوقة في عدن ومحافظات جنوب اليمن

الجوف – لؤي سلطان

تلاشى حلم صالح حمران، في تحقيق أرباح مالية لقاء محصول “الطماطم” هذا العام، في محافظة الجوف، شمالي اليمن.

الخسارة في المحصول لمزارعي الطماطم هذا العام، تعود جزئيًا إلى إغلاق منافذ التصدير وتعقيدات الطرقات، بما في ذلك منفذا حرض والوديعة، بسبب الحرب الدائرة للعام الثامن على التوالي، بين أطراف الصراع.

تشهد الجوف نشاطًا زراعيًا مستمرًا، لكن فشل تسويق المحاصيل، ومن ضمنها الطماطم، يكبد المزارعين خسائر باهظة.

يقول حمران، وهو أحد المزارعين ممن تكبد خسارة هذا الموسم: “حققت المساحات المزروعة بالطماطم هذا العام، وفرة في الإنتاج الزراعي، وكنت أتوقع أرباحًا تصل إلى 30 مليون ريال، لكن ذلك ذهب أدراج الرياح، وتكبدت خسائر فادحة”.

ويضيف أن إغلاق المنافذ اليمنية مع السعودية، وتعقيد إجراءات التصدير، وفشل تنظيم السوق المحلي، ونقص الثلاجات المركزية لحفظ المنتجات، قد أدت جميعها إلى خسارة المنتج لهذا العام.

هذه العوامل مجتمعة تسببت بانخفاض كبير في سعرالمنتج في السوق المحلية لأدنى مستوى، فيما يقوم تجار بشرائها بأثمان بخسة، وبيعها لاحقًا في أسواق المدن، حد قول حمران.

ووصل سعر السلة الطماطم (18 كيلوجرام) في نهاية يناير، ما بين 1500 و2000 ريالا (بالعملة اليمنية الطبعة القديمة (547 ريالا للدولار الواحد)، في السوق المركزي للخضار بالجوف، بواقع 110-85 ريالا للكيلو جرام.

الشعور بالإحباط

أمام انخفاض أسعار محصول الطماطم في أسواق المحافظة، تتولد مشاعر الإحباط لدى المزارعين، من أن منتجاتهم أصبحت عرضة للتلف، مع عدم وجود ثلاجات مركزية للحفظ، فيكون المزارعون بين خيارين كلاهما مر؛ إما بيع محاصيلهم بذلك الثمن الذي يحدده المشتري نفسه، أو جعلها عرضة للتلف.

محمد عفرج، مزارع آخر كلفه استمرار إغلاق منافذ التصدير، خسائر غير متوقعة، بعدما انخفض سعر السلة من الطماطم هذا الموسم من 20 ألف ريال قبل إغلاق المنافذ، إلى 800 ريال، إذ كانت غالبية منتجاته الزراعية يتم تصديرها إلى السعودية.

يحكي عفرج، بحزن، عن فقدان الأمل في زراعة حقوله في الموسم القادم، بعدما تعرض لخسارة كبيرة.

ويشير إلى أن الأرباح التي كان يتحصلها قبل إغلاق المنافذ، من بيع الطماطم بمساحة تبلغ 500 لبنة، تتراوح ما بين 130 و140 مليون ريال، أما الآن فلا يتوفر لديه رأس المال لتغطية النفقات التي تكبدها في هذا الموسم.

خسارات باهظة تكبدها المزارعون في الجوف، خلال هذا الموسم، في بيع منتجاتهم من الطماطم، خصوصًا مع الازدهار الزراعي الذي تشهده المحافظة منذ ثلاثة أعوام، الأمر الذي دفعهم إلى إطلاق مناشدات للجهات المختصة لسرعة معالجة تلك المشكلة، وتسهيل إجراءات التصدير وفتح المنافذ، وإنشاء أسواق مركزية، وكذلك توفير ثلاجات مركزية لحفظ المنتجات من التلف.

إقرأ أيضاً  الشاعر الأهدل: خصوصية «اللهجة» جعلت للغناء التهامي لونًا مستقلًا

ونتيجة لهذا الشعور بالإحباط جراء الإنحفاض المفاجئ لأسعار الطماطم في بعض المواسم فقد شهدت إنتاجية الطماطم انخفاضا وصل إلى النصف في محافظات: الحديدة، ذمار وصنعاء مابين 2014 و2018، حسب ورقة بحثية صادرة عن جامعة صعدة نشرت نهاية العام الماضي.

ففي الحديدة انخفض الإنتاج من نحو 30 ألف طن في 2014 إلى النصف في 2018 والحال متطابق في محافظتي ذمار وصنعاء حسب المصدر نفسه.

وقالت الورقة أن هناك ضرورة لتنظيم عرض المخزون في الأسواق بما يحقق قدرا مناسبا من الأرباح للمزارعين ويحافظ على سعر مناسب للمستهلكين.

إجراءات معقدة

المسؤول الإعلامي لـ”سوق الارتقاء المركزي” عدنان سرور، وهو سوق أنشئ حديثًا لغرض تسهيل إجراءات التصدير في المحافظة، يقول: “إجراءات تصدير الطماطم معيقة، خصوصًا في ظل ظروف الطرقات وتعقيدات السفر الذي يستغرق ساعات طويلة، وكون منتج الطعام لا يتحمل إجراءات النقل والتعبئة والتغليف، لأنه سريع التلف، على عكس المنتجات الأخرى كـ”التفاح والبرتقال”، إذ تتناسب إجراءات تغليفها مع إجراءات التصدير”.

ويشير سرور إلى عدم وجود وسائل نقل تكون مناسبة لحفظ منتج الطماطم، بما في ذلك شاحنات تتوفر فيها ثلاجات مركزية حافظة للمنتج وتحميه من التلف، لافتًا إلى أن ذلك، أحد أسباب تكبد المزارعين خسائر، وتكدس منتجاتهم، خصوصًا في هذا الموسم.

وتفاديًا لذلك، يؤكد سرور أهمية إيجاد غرف عمليات لتنسيق ومتابعة الأسواق في جميع المحافظات، ومعرفة احتياجها، وتبليغ غرفة العمليات من أجل أن يتم توزيع المنتجات في جميع المحافظات، بدلًا من تراكمها في سوق واحد أو اثنين، الأمر الذي يؤدي إلى تكدس المنتجات وانخفاض الأسعار.

مصنع لتدوير الطماطم

مع استمرار تعرضهم هذا الموسم لخسارة باهظة في بيع محصول الطماطم، أطلق المزارعون مناشدات للجهات المختصة بتفعيل مصانع محلية تستوعب المنتجات، بما في ذلك صنع لإعادة تدوير الطماطم “صلصة”، يكون بمثابة خطة بديلة في حال تكدست المنتجات، وتفادي تعرضها للتلف.

واستجابة لمطالب المزارعين، أعلن مستشار محافظ الجوف في حكومة صنعاء التابعة لجماعة الحوثي، علي بن ثيبة، في منتصف يناير، استقبال مصنع “باجل” للصناعات الغذائية، في محافظة الحديدة، الطماطم، وإعادة تدويره، والتخفيف من معاناة المزارعين جراء تعرضهم لخسائر في هذا الموسم.

مقالات مشابهة