المشاهد نت

«العليمي» يمتص «سخط الجنوبيين» بتصريح جديد

عدن – سعيد نادر

اضطر رئيس المجلس الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي إلى ”تفسير” تصريحاته الإعلامية الأخيرة حول ”القضية الجنوبية”، التي قوبلت بسخط جنوبي، على المستويين الرسمي والشعبي.

ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية، مساء الثلاثاء، عن ما أسمته بـ”مصدر مسئول” بمكتب رئيس المجلس الرئاسي، قوله إن العليمي، تابع باهتمام بالغ، الجدل الدائر حول مقابلته الصحفية الاخيرة.

وأضاف أن تصريحاته ”فُسّرت بعض مضامينها في سياق لا يعبر عن حقيقة موقفه من القضية الجنوبية، ولا يتفق مع ما أكدته مرجعيات المرحلة الانتقالية بما فيها إعلان نقل السلطة، واتفاق ومشاورات الرياض من ضمانات بحل عادل لهذه القضية الوطنية العادلة.

وشدد رئيس المجلس الرئاسي تأكيده على رسوخ التوافق في المجلس كحامل وطني جامع لاستكمال ادارة المرحلة الانتقالية، وتحقيق أهدافه المعلنة بموجب إعلان نقل السلطة، ونتائج مشاورات الرياض.

العليمي اعترف بما وصفه بـ”محورية القضية الجنوبية”، وضرورة تمثيلها في مفاوضات وقف الحرب، وعملية السلام الشاملة، مؤمنًا بعدالة هذه القضية، واتخاذ الإجراءات الفعلية بجعلها أساسًا للحل عبر تمكين أبناء الجنوب في هيئات ودوائر صنع القرار.

وكشف عن تلبية المجلس الرئاسي، منذ وقت مبكر، تشكيل فريق تفاوضي بمشاركة المكونات السياسية، والمرأة، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي.

وطالب بضرورة تماسك ما أسماه ”التحالف الوطني” لأن السلام المشرف المنشود مرهون بهذا التماسك عسكريًا أو على طاولة المفاوضات للتسريع بإنهاء ”الإنقلتب الحوثي، و”خطر المشروع الإيراني” المحدق باليمن شمالًا وجنوبًا، حد تعبيره.

رئيس المجلس الرئاسي قال إن القضية الجنوبية حققت مكانة متقدمة، ومن الأولى حماية هذه المكاسب التي جاءت كمحصلة للتضحيات والعمل المستمر من جانب المكونات الجنوبية، وتمسكها بمنع مصادرة التطلعات المشروعة لشعبنا في الجنوب، وحقه في تقرير مكانته السياسية.

المصدر لفت إلى تأكيد العليمي لـ ”حق التعبير والاحتجاج المسؤول” بشأن القضايا الوطنية، على ألا تدفعنا التناولات العاطفية إلى الإساءة لبعضنا، أو لحلفائنا في التحالف العربي الذين جادوا بدمائهم، وتموالهم، دفاعا عن ارضنا، وشعبنا، وهويته العربية.

إقرأ أيضاً  الخوف من الوصمة يطيل معاناة المرضى النفسيين في اليمن

وعبر عن أمله في أن ترتقي وسائل الإعلام إلى مستوى المسؤولية، وأن تتجه لمناهضة ”الانقلابيين الحوثيين” كما وصفهم، وكشف انتهاكاتهم الحقوقية، كسلطة رابعة يعول عليها في بناء الثقة وصناعة السلام ومكافحة الفساد وحماية النسيج الاجتماعي.

ووصف العليمي توضيحه هذا بأنه ”أفضل سبيل لتحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، والتفرغ لإعادة بناء مؤسسات الدولة، والتخفيف من المعاناة الإنسانية بتيسير سبل العيش، وفرص العمل، وتحسين الخدمات الاساسية.


وكان المجلس الانتقالي الجنوبي قد أعلن مساء أمس الثلاثاء، أول رد رسمي على تصريحات الرئيس العليمي بشأن القضية الجنوبية، وذلك خلال الاجتماع الدوري لهيئة رئاسة المجلس برئاسة الأمين العام للأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس أحمد لملس. بحسب ما نقله موقع المجلس.

وأكد الانتقالي ”رفضه لأية محاولات بائسة لترحيل قضية شعب الجنوب والقفز عليها”، وفق تعبيره، معتبرًا أن محاولة تأجيل حلها يعدُّ ”تنصلًا” عن مخرجات مشاورات الرياض وضرب مبدأ التوافق، وهو أمر مرفوض، وسيؤدي إلى تأزيم الوضع في مرحلة تستدعي الاصطفاف لمواجهة التحديات الراهنة.

وأوصى الانتقالي في رئيسه اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، بتشكيل فريق مفاوضات يمثّل قضية شعب الجنوب في ظل استمرار المماطلة والتهرّب من استحقاق تشكيل فريق تفاوضي مشترك، وفقًا لما نصّت عليه مخرجات اتفاق، ومشاورات الرياض.

وأثارت تصريحات العليمي بتأجيل خل القضية الجنوبي إلى ما بعد إيقاف الحرب وإنهاء الأزمة اليمنية الحالية سخطًا شعبيًا ورسميًا لدى المكونات السياسية والناشطين الجنوبيين.

وتمسكت تلك الكيانات ومنها المجلس الانتقالي وفصائل الحراك الجنوبي بضرورة تمثيل القضية الجنوبية في مفاوضات الحل النهائي مع الحوثيين؛ بهدف إيجاد معالجات فورية للقضية.

مقالات مشابهة