عدن – نجوى حسن
تتناول المسلسلات الرمضانية اليمنية قضايا اجتماعية، وهو ما دفع الكثير من النجوم والممثلين والمنتجين إلى عمل فني دارمي يختلف عما سبق من حيث القالب الدارمي والحبكة والنص الدرامي، وكذلك مستوى الإنتاج، وتعد أبرز المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم: “العالية، أرزاق، دكان جميلة، وخارج التغطية”.
وتتنوع تلك المسلسلات من حيث نوعها وقالبها، أغلبها كوميدي، والآخر دارمي ويحاكي الواقع المعاصر، ويكون قريبًا من المشاهد بأحداثه وتسلسله.
من المسلسلات الكوميدية التي تعالج القضايا الاجتماعية، وتحوي رسالة هادفة، ولكن بطريقة إسعاد الناس بقالب كوميدي، مسلسل أرزاق.
يتحدث الممثل اليمني محمد الأموي لـ”المشاهد”، أن مسلسل أرزاق هو مسلسل كوميدي بحت، وسيعرض في قناة يمن شباب، ويشرح المسلسل أوضاع أسرة ثرية تتعرض للمشاكل بين أولاد العم بسبب الإرث، وأحوال عيش الأثرياء واتكالهم على الآخرين، وخلال ثلاثين حلقة تظهر معالجة لبعض المشاكل المجتمعية.
ويتابع الأموي: “شارك فيه ألمع نجوم الدراما اليمنية، وأبرزهم فهد القرني، صلاح الوافي، سمير قحطان، شيماء محمد، محمد الأموي، آية الشرعبي، ونوال عاطف”.
مسلسل “أرزاق” أنتج في الأردن، ومن إخراج المخرج الأرمني جادور أرادو، الذي تناوله بقالب مختلف وجديد، من حيث عناصر النص والحبكات الدرامية البعيدة تمامًا عن الكوميديا المستهلكة، ويعود ذلك لقوة النص وفن الكاتب والتوصيف، بحسب حديث الأموي.
ويعد مسلسل “خارج التغطية” من المسلسلات الكوميدية التي تهدف إلى التوعية بطريقة الضحك التي ترسم السعادة على الناس، برسالة هادفة جدًا تعبر عن قضايا الترندات التي نعيشها.
ويقول مخرج مسلسل “خارج التغطية” محمد فاروق، لـ”المشاهد”، إن “المسلسل ليس مجرد تمثيل، بل يشعر المشاهد أنه يعيش مع أبطال المسلسل، ويوصل المسلسل بحدود ٣٠٠ رسالة هادفة”.
ويلفت فاروق إلى أن ميزة المسلسل فكرة خارج الصندوق، في أداء الممثلين، والشغل الفني، وكتابة النص، وكذلك الإخراج، وأشياء جديدة من الديكورات والإكسسوارات، وقالب جديد على مستوى الالوان والملابس.
ويضيف أن مسلسل خارج التغطية يستهدف كل أطياف المجتمع العربي، وما يميزه أنه طرق مدارس الكوميديا الثماني، ويحاكي عدة شرائح، منها الأطفال، المثقفين، وعامة الشعب، وكل قصة في المسلسل كتبت بمدرسة كوميدية، وأخرجت بمود مختلف، وكل ممثل له آلة واحدة عزف موسيقى خاصة به.
ومسلسل خارج التغطية عبارة عن أحداث لا يتوقعها المشاهد خلال ٣٠ حلقة بطريقة متسلسلة، ويتحدث عن أحداث مختلفة ما بين تاريخي، أكشن هندي، كوميدي، رعب.
وسيعرض مسلسل خارج التغطية في قناة السعيدة، وهو من تأليف وإخراج محمد فاروق.
ومن المسلسلات الكوميدية الاجتماعية “دكان جميلة”، الذي سيعرض في قناة المهرية، وأبطال المسلسل محمد قحطان، سالي حمادة، كمال طماح، نجيبة عبدالله، نبيلة الآنسي، وعبدالله الكميم.
وفي هذا السياق، يقول الممثل كمال طماح إن المسلسل “يعالج أخبار التكنولوجيا، وأبرز الاختلافات بينه وبين الدراما السابقة، أنه جمع كوكبة من نجوم الدراما اليمنية، وتم تصويره في الجمهورية مصر العربية، ومن إخراج المصري معتز حسام، ومؤلف العمل محمد الحبشي.
المسلسلات الدرامية
مسلسل “العالية” من أبرز المسلسلات الدرامية اليمنية، والذي سيعرض على قناة يمن شباب، ويعتبر من أقوى المسلسلات اليمنية من حيث التناول والقوالب الجديدة والإنتاج المدعم من أبرز المنتجين السوريين.
يقول الأموي لـ”المشاهد” إن مسلسل العالية “يحكي عن إحدى القرى وحاكمها في ما يشبه أحداث واقع اليمن قديما من ظلم الحاكم للرعية وأخذ حقوقهم، ولكن بقالب مختلف، إذ يوجد فيه قصة رومانسية، وهو من إخراج الأستاذ وليد العلفي.
ومن أبرز الشخصيات المشاركة في مسلسل العالية، قاسم عمر، محمد حسين، عامر البوصي، مروان المخلافي، نوفل البعداني، حسام الشراعي، محمد الأموي، أصالة رزاز، رندا الحمادي، رافة صادق، وغيرهم.
يتميز مسلسل العالية عن غيره من المسلسلات كونه أول عمل درامي يمني عالي المعايير في النص والحبكة الدرامية والشخصيات والمخرجات الفنية من حيث المعدات والطاقم والنص، كتبته المؤلفة نور ناجي، بحسب حديث الممثل الشاب حسام الشراعي لـ”المشاهد”.
ويؤكد الشراعي أن وجود أوجه شبه جديدة هو الذي كسر روتين الشخوص المتكررة، بالإضافة إلى طاقم التصوير والإضاءة من خبراء سوريين، وقد تم استخدام أحدث كاميرا تصوير سينمائية من نوع رد لإنتاج صورة تقنية حديثة، وسيتم عرض مسلسل العالية على مستوى العالم العربي في قناة العربي 2.
أدوار الشخصيات
ويتحدث عامر البوصي لـ”المشاهد”، عن أبرز شخصيات في المسلسل بقوله: دوري هو مزيج ما بين الكوميدي والشر، وأعتقد أن الدور سيكون محبوبًا رغم الشر، ويعتبر أول دور شر أقوم به”.
ويضيف البوصي: “أتألم من داخلي وأنا أصنع كارثة أو مشكلة أو فتنة، كوني تابعًا لقيادات وجهات تعمل على إحداث الضرر داخل القرية، وبالتالي أنا أحد الأسلحة التي تستخدمها هذه الجهات لإثارة القلق والفتن وإحداث فوضى وإضعاف صفوف أهالي قرية العالية”.
وفي السياق، يقول الممثل مروان المخلافي إن دوره لا يشبه واقعه، وأخذ الخط الدرامي في الإجرام والشر في العمل، والشخصية التي يجسدها الشيخ مانع ابن الشيخ محسن الذي ولى حكمه إلى أخيه بعد وفاة الشيخ فاضل الذي أدى دوره الفنان القدير قاسم عمر، وعمله هو استرداد الخلافة، بعد علمه أن عمه يريد إبراز ابنه ليحكم القرية، ومن هنا تبدأ الفتن والمشاكل، بالإضافة إلى المصالح الخارجية التي تريد السيطرة على قرية العالية عن طريق الشيخ مانع.
ويتابع المخلافي: “بدأت أشتغل على نفسي لأنه يوجد تناقض بين شخصيتي الواقعية وبين ما أقدمه في الشاشة، وهذا ما يسمى التركيب المعقد”.
تختلف المسلسلات الدرامية التي ستعرض على القنوات الفضائية المحلية، وبين الدراما اليمنية السابقة من حيث الإنتاج والوجوه الشابة الجديدة. وفي هذا الجانب يقول المخلافي: “يوجد اختلاف بين الدراما السابقة والدراما الحالية، ويعود ذلك لإنتاج الدراما، وبدأ الناس يفهمون في مسألة الدراما والإنتاج بشكل عام”.
“في السابق كان الأداء الدرامي عبارة عن أكشنات، وإيماءات ولغة الجسد فقط، والدراما الحالية متطورة ليس في الجانب الإنتاجي، بل على مستوى المتابعين الذين أصبح انتقادهم البناء جزءًا مهمًا في تطوير الدراما اليمنية”، حد تعبير المخلافي.
