المشاهد نت

مصر.. الإقبال على الأكلات اليمنية في رمضان

تسوق الأكلات اليمنية في رمضان بمصر - المشاهد

القاهرة – علي ناصر:

غادرت منى العريقي، 30 عامًا، اليمن عام 2015، بعد أن فقدت وظيفتها في القطاع الخاص بسبب اندلاع الحرب. اختارت السفر إلى مصر، واستقرت في القاهرة.

بعد وصولها إلى العاصمة المصرية، بدأت العريقي في البحث عن فرص عمل، لكي تضمن متطلبات المعيشة لها وتكاليف الرسوم المدرسية لنجلها. لكنها لم تفلح في الحصول على وظيفة توفر لها دخلً مستقرًا.

لم تستسلم العريقي للظروف، وحاولت أن تخلق من الصعوبة فرصة.

إقبال على الأكلات اليمنية من جنسيات مختلفة في مصر – تصوير منى العريقي

كانت لدى العريقي هواية في طبخ المأكولات والحلويات اليمنية، وتحولت تلك الهواية إلى مصدر رزق لها ولابنها. اليوم تدير محلًا باسم “مأكولات ومعجنات زينب” في القاهرة، ويلمع اسم المحل أكثر في شهر رمضان.

منذ بداية حرب اليمن، توجه الآلاف من اليمنيين بأموالهم للاستقرار في دول أجنبية مثل مصر، وبدأوا بمشاريعهم الخاصة بعد أن فقدوا الثقة في عودة الاستقرار السياسي في اليمن.

ويقول مصدر من البرلمان اليمني إن عدد اليمنيين المقيمين في مصر قد تجاوز 800 ألف عام 2020. تُعد العريقي مثالًا واحدًا للعديد من اليمنيات اللواتي يمتلكن محلات في مصر أو غيرها من الدول.

البداية المتواضعة

لم تكن البداية سهلة، ولم تأتِ الأرباح في الأيام الأولى من التجربة. تتذكر العريقي بدايتها المتواضعة، وتقول لـ”المشاهد”: “كان الإقبال على شراء منتجاتي ضعيفًا، لكني لم أفقد الأمل”.

وتضيف: “ضحيت كثيرًا في بداية مشروعي، لكني كنت أشعر بالسعادة حينما تكون ردود أفعال الناس إيجابية بعد تذوقهم للمأكولات والحلويات التي أصنعها”.

تزايد عدد اليمنيين المقيمين في القاهرة طوال السنوات الماضية، ويأتي رمضان كل عام كفرصة مناسبة، وتبيع  المأكولات والحلويات التي تحتاجها العوائل اليمنية.

تقدم العريقي العديد من الطبخات والأطباق، مثل عجينة السنبوسة والخمير، وبنت الصحن، وخبز الطاوة، والبسباس العدني. وتعمل على تغليف تلك الوجبات بأشكال مناسبة، وتسويقها في محلات قريبة من محيط سكنها.

إقرأ أيضاً  المال مقابل الإجابة... تسهيل الغش في مراكز الامتحانات  

خطة التسويق

اختارت العريقي أن يكون محلها باسم “مأكولات ومعجنات زينب”، وزينب اسم والدتها التي تراها قدوتها في الطبخ. انطلقت في تنفيذ الخطة التسويقية لاسم محلها ومنتجاتها من خلال استخدام الإنترنت، لا سيما واتساب وفيسبوك.

قدوم  شهر رمضان فرصة مهمة لزيادة ترويج وتسويق الوجبات التي تصنعها العريقي، حيث كانت تقوم بتقديم بعض الأطباق كهدايا للنساء اليمنيات اللواتي كن يسكن بالقرب منها.

عملت العريقي أيضًا على بناء صداقات مع نساء يمنيات يقمن في القاهرة، وبهذا استطاعت استقطاب عدد كبير من الزبائن، وإضافة أطباق مثل  “الزربيان، المندي، السلتة، والفحسة”.

اليوم، لا يستقبل محل العريقي طلبات من زبائن يمنيين فقط، بل تأتي الطلبات من جنسيات عربية مختلفة،  ولدى العريقي طاقم لتوصيل الطلبات إلى المنازل.

الصعوبات والسعي للتوسع

برزت عدد من الصعوبات منذ أن بدأت العريقي مشروعها، لكنها تعاملت بحكمة حتى تجاوزت ذلك. تقول لـ”المشاهد”: واجهت مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة، ولم أستطع رفع أسعار منتجاتي، لأن الناس تعودت على أن أبيع لهم بأسعار رخيصة كما كان الوضع في السابق”.

حاليًا، تدير العريقي فريق عملها من الفتيات اليمنيات والمصريات اللواتي يساعدنها في إعداد وتجهيز المأكولات والحلويات اليمنية، وتطمح إلى فتح المزيد من الفروع.

ترى العريقي أن الاستثمار في مجال بيع المأكولات اليمنية في القاهرة مربح جدًا، وتتضاعف الطلبات في رمضان، واستطاعت طوال السنوات الماضية الاعتماد على هذا المشروع كمصدر دخل مناسب لتعيش حياة أفضل.

تختم العريقي: “أسعى إلى توسعة المشروع، وإنشاء معمل كبير لصناعة المعجنات اليمنية، وأن يتوسع فريق العمل، وأفتح محلات في القاهرة وفروع في عدد من المدن المصرية”.

مقالات مشابهة