المشاهد نت

تزايد ضحايا مرض الحصبة في اليمن

حملة التطعيم من منزل إلى منزل ضد شلل الأطفال-فبراير 2022_تصوير اليونيسف

صنعاء-أشرف الصوفي

وصل أحمد علي، من محافظة حجة، مع طفله يزن، إلى مستشفى الثورة بصنعاء، قبل شهر. كان يزن مريضًا، ويعاني من ضيق التنفس، وعدم القدرة على المشي برغم دخوله السنة السابعة من العمر.

لم يحصل يزن على اللقاح الخاص بمرض الحصبة، وتسبب ذلك الأمر بتدهور صحته. كان باستطاعة الأب الذهاب بطفله إلى أي مركز صحي، والحصول على لقاح الحصبة، لكنه لم يفعل.

بعد انتشار الشائعات عن أضرار اللقاحات، في مناطق سيطرة أنصار الله (الحوثيين)، زادت مخاوف المواطنين، وتراجع العديد منهم عن الذهاب بأطفالهم إلى المراكز الصحية للحصول اللقاحات.

علي، أحد الآباء الذين منعوا أطفالهم من الحصول على اللقاح، بعد سماعهم أن اللقاحات تؤدي إلى آثار صحية خطيرة. يقول لـ”المشاهد”: “كان بالإمكان حماية طفلي بجرعة لقاح؛ لكني سمعت أن اللقاحات ليست آمنة، وأن لها مضاعفات صحية كبيرة. لذلك لم أسمح لطفلي بأخذ جرعات التطعيم، خوفًا عليه من المرض”.

منذ مطلع هذا العام، توفى 77 طفلًا، وأصيب أكثر من تسعة آلاف آخرين، بسبب مرض الحصبة في اليمن، بحسب منظمة الصحة العالمية. شهد اليمن، العام الماضي، 160 حالة وفاة بمرض الحصبة، و22 ألف إصابة. الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى، وكان يقتل نحو 2.6 مليون نسمة سنويًا، قبل انتشار التطعيم.

مرض سريع الانتشار

في ظل الحرب التي بدأت عام 2015، والوضع الإنساني الكارثي في اليمن، تأتي الأوبئة والأمراض لتفاقم من معاناة الأطفال. تقول الأمم المتحدة إن سبب ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة يعود إلى تصاعد الدعاية المضادة للقاحات في وسائل الإعلام بالمحافظات الشمالية، وإيقاف حملات التحصين من منزل إلى منزل. تخلصت أغلب دول العالم من داء الحصبة، لكن هذا المرض يواصل حصد أرواح العشرات من المئات من الأطفال، لا سيما شمالي اليمن.

إيمان محمد، طبيبة أطفال،  تقول لـ”المشاهد” إن الحصبة مرض سريع الانتشار، وتشخيص الحصبة عادة يكون إكلينيكيًا، أي من خلال الأعراض، وبعض الحالات تكون واضحة من خلال بعض الأعراض، مثل حمى وطفح جلدي وسعال وتعرق.

إقرأ أيضاً  «المحكمة العليا» تؤيد إعدام قاتل «الطفلة حنين»

وتضيف: “في بعض الحالات، الأطفال غير المطعمين، وذوو المناعة الضعيفة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالحصبة، فمشكلة الحصبة أنها تستهدف الجهاز المناعي، وقد تؤدي الحصبة إلى التهاب في السحايا، وإسهال حاد مع نزيف، أو التهاب في عضلة القلب، ومضاعفات التهاب الرئة، والذي يعد من أهم أسباب الوفيات في الحصبة”.

حملات تضليل تستهدف التطعيم

قالت وزارة الصحة بالحكومة الشرعية، إنه تم تسجيل 228 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال خلال العامين الماضيين، واتهمت الحكومة الشرعية جماعة الحوثي بالتسبب في عودة الوباء إلى التفشي بعد أكثر من 15 عامًا على إعلان خلو اليمن منه.

في فبراير من هذا العام، نظمت مؤسّسة بنيان التنموية ومؤسّسة صحتنا التنموية، في صنعاء، ندوة تحت عنوان “خطورة اللقاحات على البشرية”. وركزت الندوة على أن اللقاحات وجرع التحصين ليست آمنة، ووصفتها بأنها “وسخ وسموم، ومؤامرة وفكرة شيطانية تهدف إلى قتل ملايين البشر”.

سهام بشير، مختصة في حملات التطعيم، تقول لـ”المشاهد”: “بدأت هذه الشائعات بالادعاء أن التطعيم يسبب العقم، وأنه جزء من مؤامرة غربية، ومسميات أخرى بطابع ديني، لا نرغب في تكرارها، ومفادها أن الهدف تقليل الإنجاب”.

تتحدث سهام عن تجربتها الشخصية، أثناء زيارتها لبعض أرياف مدينة حجة،  في إحدى حملات التطعيم، وتقول: “كان عدد من الآباء والأمهات حين تبدأ حملات التطعيم، يخفون العدد الحقيقي لأطفالهم. مثلًا، إذا كان للأم خمسة أو ستة أطفال، تعترف بوجود واحد منهم فقط، ولهذا السبب أصبح الأطفال غير المطعمين عرضة للإصابة بعدد من الأمراض في البلاد”.

الآن ليس منطقيًا، بالنسبة لعلي، أن اللقاح سبب العلل، وصار يؤمن، بعد مرض ابنه يزن، أن لقاح الحصبة حماية للطفل، وليس مصدرًا للخطر.

مقالات مشابهة