المشاهد نت

كيف أصبحت فتيات من الصم والبكم قادرات على إنتاج المحتوى المرئي؟

تدريب فتيات من الصم والبكم على المونتاج والجرافيك - المشاهد

تعز – عادل عمر :

صفاء صادق، إحدى الفتيات الصم والبكم بتعز، تستطيع اليوم إنتاج محتوى مرئي عن أية فكرة تخطر في بالها. قبل أشهر، لم يكن ذلك ممكنًا، واعتبره البعض مستحيلًا، بخاصة لشخص من هذه الفئة.
أنتجت صفاء أول فيديو لها هذا العام، وخصصته لتتبع حياة الشاعر الراحل عبدالعزير المقالح.
بعد ثلاثة أشهر من التدريب على إنتاج المحتوى المرئي، استطاعت خمس فتيات من فئات الصم والبكم بتعز، بمن فيهن صفاء، إنتاج فيديوهات متميزة، تثبت قدرتهن على الإبداع في هذا المجال.
خلال فترة التدريب، الذي كان بدعم من مراكز الإبداع اليمنية، وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي ومعهد جوته، تعلمت الفتيات طرق تصميم وصناعة وإنتاج مواد الجرافيك والفيديو عبر برامج المونتاج الإلكترونية.
هاجر فرحان، مديرة مبادرة “طيف” لتدريب الصم والبكم على إنتاج محتوى مرئي، تقول لـ”المشاهد” إن وسائل الإعلام المرئي لا تتناول قضايا الصم والبكم بشكل كافٍ، وهذا الأمر دفعهم إلى التفكير بتدريب فتيات من هذه الفئة، لكي يستطعن إيصال المشاكل التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من إعاقة سمعية وكلامية.
تضيف فرحان: “كان الهدف الأسمى من المشروع هو تحسين الحالة النفسية المكلومة التي عانى منها شريحة الصم والبكم في تعز، والسعي إلى إدماجهم في المجتمع، والتأكيد على أن لهذه الشريحة القدرة على الابتكار والإبداع وتحدي المعوقات”.

كيف أصبحت فتيات من الصم والبكم قادرات على إنتاج المحتوى المرئي؟
انهاء التدريب على المونتاج والجرافيك لفتيات من الصم والبكم في تعز –


وتشير إلى أنه تم اختيار خمس فتيات من الصم والبكم من مناطق متفرقة من تعز، من أجل تأهيلهن لسوق العمل في مجال صناعة المحتوى الإعلامي المرئي في الفنوات التلفزيونية ومنصات التواصل الاجتماعي.

الأمنية التي تحققت

رحّب الناشطون من فئة الصم والبكم في اليمن، بهذا المشروع، ورأوا أنه كسر العزلة التي فرضتها الحرب على تلك الشريحة، واعتبروه المشروع الأول من نوعه الذي يولي فئة الصم والبكم هذا الاهتمام النوعي في محافظة تعز.
تقدمت العديد من الفتيات للمشاركة في التدريب، وتم اختيار خمس فتيات وهن: هندية الشاذلي من حي الدحي، وتيسير سمير من مديرية القاهرة، وهديل علي من مديرية المظفر، وصفاء صادق ونسيبة رضوان من منطقة وادي القاضي، وجميعهن يقطُن في مناطق واقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية.
هندية الشاذلي، إحدى المشاركات في مشروع تدريب الصم والبكم على الإنتاج المرئي، تقول لـ”المشاهد”، عبر لغة الإشارة: “كنا نبحث عن شيء ما يساعدنا في إيصال إبداعاتنا والتعبير عن المعاناة التي عشناها طوال سنوات. لقد تحققت تلك الأمنية حينما تم قبولنا للالتحاق بتدريب صناعة المحتوى المرئي في وسائل الإعلام، الذي تم تنظيمه في مدينة تعز”.
وتقول المتدربة نسيبة لـ”المشاهد” إنها استفادت من التدريب الذي مكّنها من إنتاج المحتوى المرئي بواسطة برامج المونتاج الشهيرة مثل الأفتر أفتكت والبريمير، وتشير إلى أن التطبيق العملي أثناء التدريب كان أكثر من النظري، ولهذا السبب كانت الاستفادة كبيرة.
عقب الانتهاء من التدريب، عملت كل فتاة على إنتاج محتوى مرئي كمشروع تخرج. أنتجت المتدربة هديل علي محتوى مرئيًا عن الشاعر اليمني عبدالله البردوني، والمتدربة تيسير كان محتواها عن سيرة الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي.

إقرأ أيضاً  المال مقابل الإجابة... تسهيل الغش في مراكز الامتحانات  
كيف أصبحت فتيات من الصم والبكم قادرات على إنتاج المحتوى المرئي؟


المتدربة نسيبة أنتجت مادة مرئية عن حياة الفنان أيوب طارش، واختارت المتدربة صفاء صادق إنتاج محتوى مرئي عن الشاعر الراحل عبدالعزيز المقالح، فيما صنعت المتدربة هندية الشاذلي فيديو عن قصة نجاحها.
وتؤكد المتدربة نسيبة أن نجاحها هي وزميلاتها في الانضمام لهذا المشروع، والاستفادة من مخرجاته، هو رسالة لكل المشككين بالهمة العالية التي يتمتع بها الأشخاص ذوو الإعاقة في تعز وغيرها من المحافظات اليمنية.

خطوات قادمة

تطمح فرحان إلى أن يتطور مشروع تدريب الصم والبكم، ليشمل عددًا أكبر من هذه الشريحة في المجتمع، لكي يتم تأهيلهم لسوق العمل، ويكون لديهم مصادر دخل، وتعتقد أن هذا الأمر سينعكس إيجابيًا في دعم عائلاتهم ماديًا.
اليوم، تستطيع الفتيات الخمس، اللاتي حصلن على تدريب لإنتاج المحتوى المرئي، التعبير عن أوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن، وسيعمل القائمون على التدريب على إنشاء منصة إلكترونية لنشر المحتوى المرئي الذي ينتجه الصم والبكم.

وتقول فرحان أن انجاز هذا المشروع كجزء من مراكز اليمن الإبداعية بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبتمويل مشترك من معهد جوته.

مقالات مشابهة