المشاهد نت

رياضة تعز.. ضحية الحرب والحصار

صورة أرشيفية لملعب الشهداء بتعز

تعز – أسامة الكُربش

انحسرت الأنشطة الرياضية بتعز، وعزف الكثير من الشباب هناك عن الاهتمام بالرياضة منذ ما يزيد عن 3000 يوم.

فبعد اندلاع الحرب عام 2015، تأثرت العديد من القطاعات، بما في ذلك الرياضة، وتسبب الصراع والحصار بخسائر فادحة للمرافق الرياضية، وتراجع المستوى الرياضي في المحافظة.

في الوقت الحاضر، تنفّذ خمسة من أندية تعز أنشطتها وتمارينها على ملعب الشهداء بمدينة تعز، ويعد هذا الملعب الوحيد هناك. بعض الأندية، مثل الطليعة والأهلي والرشيد والصحة، تمتلك ملاعب، لكنها تقع في الحوبان التي يسيطر عليها الحوثيون، ولم يعد الوصول إلى تلك المرافق أمرًا يسيرًا.

قبل بدء الحرب والحصار، لم يستغرق المسافر بالسيارة 15 دقيقة من الحوبان إلى مدينة تعز، لكن التنقل بين المنطقتين حاليًا يستغرق من ست إلى سبع ساعات؛ الأمر الذي أثر على جوانب الحياة المختلفة بما في ذلك الرياضة.

مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز، أيمن المخلافي، يقول لـ«المشاهد» إن الحصار الذي يفرضه الحوثيون على مدينة تعز حرم الأندية من ملاعبها التي في الحوبان، ولم تستطع تلك الأندية الاستفادة من الملاعب منذ ثماني سنوات.
توجد صالة رياضية في الحوبان، وتضم عددًا من الألعاب المتعددة ككرة السلة واليد والطائرة، بالإضافة إلى بيت الشباب، وتعتبر الصالة الرياضية أحد أقدم المرافق الرياضية بتعز.

يشير المخلافي إلى أن ملعب الشهداء هو الملعب الوحيد المتاح، لكنه لا يكفي جميع الأندية لممارسة أنشطتها وتدريباتها، والعديد من اللاعبين والرياضيين المنتسبين للأندية لم يستطيعوا مواصلة ممارسة الرياضة بحكم تواجدهم خارج المدينة، وعدم استطاعتهم على التنقل بسبب قطع ووعورة الطرقات ومشقة السفر.

بعد تعرضها لأضرار بسبب الحرب، خرجت العديد من المنشآت الرياضية عن الخدمة، مثل مقر وملعب نادي الصقر في بير باشا، وغيرها من المرافق الرياضية.

يقول أمين عام نادي الطليعة، رامي العصيمي لـ«المشاهد» إن نادي الطليعة من أكبر المتضررين بسبب الحصار، ولا يملك النادي حاليًا أية منشآت أو أصول ثابتة داخل مدينة تعز.

إقرأ أيضاً  خطة أمنية لمنع إطلاق النار في المناسبات غرب لحج

ويضيف: “يقع ملعب ومقر نادي الطليعة في منطقة الحوبان، ولا ننتفع منهما، وتوجد باصات النقل الخاصة بالنادي في الحوبان، ولا نستطيع إحضارها إلى المدينة”.

يشير العصيمي إلى أن نادي الطليعة يعمل على تأسيس بنية تحتية جديدة ومقر مؤقت رغم الصعوبات المتعددة، لا سيما شحة الموارد المالية.

خسائر جسيمة

تعرضت البنية التحتية الرياضية في اليمن لأضرار كبيرة في العديد من المحافظات طوال سنوات الحرب، والدمار الذي تعرضت المرافق الرياضية في تعز كان جسيمًا.

مدير مكتب الشباب والرياضة بتعز أيمن المخلافي، يكشف لـ«المشاهد» إجمالي الخسائر التي تكبدها القطاع الرياضي في المحافظة، الذي بلغ ثلاثة ملايين وستمائة وخمسة وأربعين ألف دولار، كما بلغ عدد المنشآت المدمرة أكثر من ثماني منشآت رياضية موزعة على أربع مديريات.

ويشير المخلافي إلى أن الحراك الرياضي مستمر في تعز برغم الحصار، ويعمل الشباب الرياضي في المحافظة على إعادة تطبيع الحياة الرياضية والبدء بمشاريع إعادة تأهيل المنشآت المدمرة.

محبو الرياضة بتعز لم يسلموا من الأضرار الجسدية المباشرة أثناء الحرب، حيث يتذكر الكابتن نبيل مكرم، مدرب كرة قدم ورئيس اتحاد الرياضة للجميع، بعض المواقف التي حدثت أثناء الحرب والحصار، منها إصابة أحد اللاعبين بشظايا نارية إثر سقوط قذائف بجوار أحد الملاعب الشعبية في حي النسيرية بتعز.

يعتقد مكرم أن تعز عانت الكثير خلال سنوات الحرب، ويحث الحكومة ووزارة الشباب والرياضة على الاهتمام بهذه المدينة لما لها من مكانة مهمة على الصعيد الرياضي.

ويختم حديثه لـ«المشاهد»: “الحرب والحصار على مدينة تعز تسببا بدمار وأضرار للمحافظة بشكل عام، والقطاع الرياضي بشكل خاص. تدمرت الملاعب وتفرق اللاعبون، وتضررت جميع الأندية دون استثناء”.

مقالات مشابهة