المشاهد نت

من يدير نظام التعليم بكلية إعلام صنعاء؟

”قرار عنصري”.. هكذا وصف ناشطون قرار الحوثيين بفصل الطلاب عن الطالبات بكلية الإعلام - أرشيفية

صنعاء – نبيل شايع

تحضر طالبات كلية الإعلام بصنعاء ثلاثة أيام في الأسبوع، ويحضر الطلاب ثلاثة أيام أخرى، ولا يحق لهم الدراسة تحت سقف واحد. منذ بداية العام الجامعي الجديد الذي انطلق في 22 يوليو/تموز، يلتزم الطلاب والطالبات بهذه الطريقة التي فرضها عليهم “الملتقى الطلابي”، هيئة طلابية تابعة لجماعة أنصار الله (االحوثيين) في جامعة صنعاء.

بعد الإعلان عن فصل الطلاب عن الطالبات، تباينت ردود الفعل في اليمن، حيث اعتبره البعض إجراءً غير قانوني، أو تطفلًا على الحرية الشخصية أو قرارًا غير حكيم، ولم يكن أحد يتخيل أن يحصل هذا في واحدة من أهم الجامعات اليمنية.

المحامي والحقوقي عبدالوهاب الشرفي يعتبر “الملتقى الطلابي” غير مخول قانونًا بتحديد نظام الدراسة، وقرار الملتقى بفصل الطلاب عن الطالبات يعني التطاول على وزارة التعليم العالي ورئاسة الجامعة وعمادة الكلية والنظام الأكاديمي برمته. ويضيف: “أصبح مجموعة من الغوغاء يتحكمون بالعملية التعليمية”.

العديد من الأكاديميين في جامعة صنعاء أبدوا استياءهم حول فصل الطلاب عن الطالبات، إذ تقول نجيبة مطهر، وهي أكاديمية تشغل منصب نائب رئيس جامعة صنعاء، بأن قرار فصل الطلاب عشوائي، وغير وارد في القانون اليمني، وقالت ابتسام المتوكل، الأستاذة في جامعة صنعاء، إن هذا القرار يعتبر إهانة للمدرسين قبل الدارسين والدارسات.

القيادة الحوثية ترى أن القرار يتوافق مع الهوية الإسلامية لليمنيين، حيث رد القيادي محمد علي الحوثي على منتقدي القرار بالقول: “يتم الاستثناء في القرار لمن يأتي من آباء الطالبات يوقع على استمارة طلب الاختلاط…”.

إقرأ أيضاً  الأسر المنتجة تسعد الفقراء في العيد

الشعور بالقهر

العديد من الطلاب وأولياء أمورهم رضخوا للقرار، ولم يكن لهم القدرة على الرفض أو التظاهر. تقول نادية يحيى، أم إحدى الطالبات الملتحقات في السنة الرابعة بكلية الإعلام، إنها تشعر “بقهر وألم لأن هذا القرار يعني أن التربية الإخلاقية لطلاب وطالباب الإعلام مشكوك فيها”. وتضيف: “ليس لهذا القرار أي مبرر منطقي وعقلاني نهائيًا. فقط بين ليلة وضحاها فرضوه، وكأن الطلاب والطالبات مجرد قطيع فاقد الأهلية، وبلا أية إرادة”.

العديد من الطالبات أيضًا اعترضن على قرار منعهن من الدراسة مع زملائهن الطلاب. تقول طالبة في قسم الإذاعة لـ”المشاهد”: كانت جماعة الحوثي قبل إعلانها قرار فصل الطلاب عن الطالبات، تضايق الطالبات، وتمنعهن من الحديث مع زملائهن الطلاب، كما تمنعهن من التعاون والمشاركة في بحوث التخرج مع أقرانهن من الطلاب”.

اليوم، يفتقر طلاب كلية الإعلام بجامعة صنعاء إلى مبنى حديث وقاعات دراسية كافية، لكن هذه المشاكل لا تبدو مهمة للسلطات في صنعاء، ورأت أن التعليم المختلط في الكلية هو المشكلة الأساسية. محمد داود، طالب في جامعة صنعاء، يقول: “بدلًا من التفكير في تقسيم الطلاب والطالبات، فكروا كيف توفرون مبنى جديدًا لهم، فكروا كيف توفرون لهم المعدات التي يحتاجونها عند التطبيق العملي”.

مقالات مشابهة