المشاهد نت

نادي رياضي للسيدات بمأرب

متنفس رياضي للسيدات بمأرب

مأرب – محمد النمر

في يوليو هذا العام، أسست مجموعة من النساء في مأرب، شمالي شرق اليمن، أول نادٍ رياضي للسيدات بالمحافظة. وخلال الأسابيع الأولى من الافتتاح، التحقت العشرات من النساء بالنادي، ومازال يستقبل مشتركات جددًا كل يوم.

ذكرى الحملاني، رئيسة مركز النادي الرياضي بمأرب، تقول لـ”المشاهد”: “لم يكن للسيدات أي متنفس في ظل الحرب وتداعياتها التي ألقت بظلالها على مأرب، ولم تكن المرأة بمنأى عن مرارة المعاناة التي خلقها الصراع. المرأة في مأرب كانت بحاجة لمثل هذه الأنشطة الرياضية التي تساعدها على تحسين قدراتها الجسدية ومهاراتها الحرفية، الأمر الذي دفعنا إلى إنشاء هذا النادي، وكان هناك إقبال كبير من قبل النساء منذ الأشهر الأولى من الافتتاح”.

استغرق إنجاز المشروع عدة أشهر، بحسب الحملاني، وعمل فريق من النساء على تنفيذ دراسة ميدانية لتأسيس هذا النادي، ثم الاستطلاعات أوساط النساء، لمعرفة احتياجاتهن الترفيهية والرياضية، ثم ترتيب الاحتياجات الأساسية للمشروع، وتوفير المعدات.

تشير الحملي إلى أن صالة النادي الرياضي لا تقتصر على الأنشطة الرياضية فقط، بل هناك أقسام متعددة، بما في ذلك عيادة العلاج الطبيعي، وعيادة الإسعافات الأولية، والكوافير، وقسم الحرف اليدوية كالخياطة والنقش، بالإضافة إلى الاستشارات القانونية والأسرية والنفسية. يستقبل المركز يوميًا أكثر من 40 مشتركة، بحسب الحملاني.

تقول نسيبة، إحدى الفتيات اللواتي التحقن بالنادي، إن هذا المشروع وفر لها الكثير من احتياجاتها بما يلائم خصوصياتها كفتاة. وتضيف في حديثها لـ”المشاهد”: “يقدم النادي الرياضي بمدينة مأرب العديد من التدريبات البدنية والاستشارات النفسية، وتعد مثل هذه المشاريع ضرورة في كل المحافظات، وليس مأرب فقط”.

إقرأ أيضاً  لحج.. متطوعون يَشُقّون طريقًا يربط مديرية القبيطة

دعاء، مشتركة أخرى، تقول لـ”المشاهد”: “كل يوم بعد إتمام عملي في المنزل، أستعد للذهاب إلى النادي لممارسة الرياضة، وتعلم عدة مهن، منها صناعة المعجنات والخياطة والنقش. وتضيف: “يساعد النادي المشتركات على تعلم العديد من المهارات التي تحتاجها المرأة في حياتها، وهذا ما دفعني إلى الالتحاق به”.

يتضمن النادي الرياضي للسيدات في مأرب عيادة للعلاج الطبيعي والإستشارات النفسية

صعوبات

لم يكن تأسيس نادٍ خاص بالسيدات بمأرب، أمرًا يسيرًا، بل واجهت الحملاني ورفيقاتها تحديات عديدة منذ بدء التخطيط والشروع في تنفيذ المشروع. تقول الحملاني: “كان ارتفاع الأسعار للمعدات الرياضية واحدة من أبرز الصعوبات التي واجهت المشروع، بالإضافة إلى صعوبة تقبل الفكرة من بعض الجهات المعنية، وواجهنا اعتراضات عديدة من الناس حول فكرة المشروع. خوض التجربة في ظل هذا الوضع، هو تحدٍّ بحد ذاته”.

تقول بعض المشتركات في النادي إن هذا المشروع سيحدث تغييرًا في حياتهن، وسيستطعن استغلال وقت فراغهن في الرياضة أو تعلم بعض المهارات، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على صحتهن الجسدية وأوضاعهن المادية.

منذ اشتراكها في مركز النادي الرياضي للسيدات، الشهر الماضي، تذهب نسيبة كل يوم، عدا الجمعة، وتشعر أن البقاء في ذلك المكان لساعتين أو أكثر يمنحها فرصة الحصول على التدريبات البدنية، وتطوير المهارات الحرفية التي تريد.

مقالات مشابهة