المشاهد نت

تزايد حالات تسرب الفتيات من مدارس تعز

تسرب الفتيات من التعليم - مصدر الصورة - اليونسيف

تعز- أسامة فرحان :

تزايدت أعداد الفتيات اللاتي لا يحصلن على التعليم بمحافظة تعز خلال السنوات الأخيرة، وتنامت ظاهرة التسرب من المدارس في العديد من مديريات المحافظة. تُشكّل هذه الظاهرة تحديًا جديدًا للتعليم في تغز في ظل استمرار الصراع السياسي والعسكري الذي تشهده البلاد منذ عام 2015. 

رجاء الدبعي، مديرة مدرسة نعمة رسام بتعز، تقول لـ “المشاهد”: ” في الأعوام الماضية، كانت المدرسة تستقبل أكثر من 5,000 طالبة في الصباح وأكثر من 2,500 طالبة في المساء من مختلف المراحل التعليمية، لكن هذا العام انخفض عدد الطالبات إلى 3,700 طالبة، بزيادة طفيفة عن العام الماضي، حيث كان عددهن 3,200 طالبة، ومع ذلك، لا يزال هناك تسرب كبير للفتيات من التعليم”. 

تشير الدبعي إلى أن بعض الطالبات توقفن عن التعليم بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها الآلاف من الأسر، حيث توجهن بعض الفتيات إلى العمل في المطاعم والبعض في الخياطة والنقش وصالونات التجميل.

وتضيف: “هناك أيضًا العديد من الفتيات القاصرات اللواتي توقفن عن التعليم في المدرسة وأجبرن على الزواج بسبب عدم قدرة آبائهن على تلبية احتياجاتهن التعليمية”. 

أشارت منظمة اليونيسف التابعة للأمم المتحدة والمختصة بالطفولة في تقرير سابق لها، بأنّ “أكثر من مليوني طفل يمني في سن التعليم منقطعون حاليًّا عن الدراسة، بسبب زيادة معدلات الفقر واستمرار النزاع وانعدام الفرص”.

أسباب متعددة

إفتكار السحولي، باحثة التربوية بتعز، تقول إن التسرب يمكن أن يكون جزئيًا كالغياب المتكرر أو انقطاعًا لفترة طويلة أو تسربًا كليًا، وهذا يعود لعدة أسباب. 

توضح في حديثها لـ “المشاهد: “يعتبر تدني المستوى المعيشي الذي تعيشه العديد من الأسر من أهم أسباب تسرب الفتيات من التعليم، حيث يتعذر على الأسر تغطية تكاليف تعليم جميع الأبناء، وبالتالي يتم إلحاق البنين بالمدارس دون الإناث، أو يتوقف تعليم الفتيات في مرحلة مبكرة، ويصبحن في مواجهة العمل أو الزواج”. 

من جهته ترى الناشطة الحقوقية، مها عون، أن تسرب الفتيات من التعليم ليس ناتجًا فقط عن الأوضاع الاقتصادية فحسب، بل إن هناك جانبًا ثقافيًا واجتماعيًا يلعبان دورًا محوريًّا في هذه المسألة. 

إقرأ أيضاً  قتلى مدنيون بمسيرة حوثية بتعز

تقول عون لـ “المشاهد”: “كثيرًا ما تكون هناك ضغوطات مجتمعية تؤدي إلى انخراط الأطفال في العمل بدلًا من الدراسة أو مشكلة زواج الأطفال، وهذا لا يعني فقط فقدان فرصة التعليم، بل يترتب عليه أيضًا تأثيرات نفسية واجتماعية عميقة.”

آثار التسرب على الفتيات

تشير السحولي إلى أن تسرب الفتيات من التعليم يؤدي إلى زيادة تعرضهن للاستغلال، ويتسبب في إضاعة حقوقهن، حيث يصبحن في دوامة من الأزمات، ولا تتمكن من حل مشاكلهن بمفردهن.

بحسب السحولي، تصبح الفتاة بدون تعليم تصبح ضعيفة، وغير قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها، حيث تتعرض الفتيات اللاتي لا يواصلن تعليمهن للزواج المبكر، وهذا يجعلهن يتحملن مسؤوليات تفوق طاقتهن النفسية والجسدية. 

تصبح الفتاة بدون تعليم تصبح ضعيفة، وغير قادرة على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها، حيث تتعرض الفتيات اللاتي لا يواصلن تعليمهن للزواج المبكر، وهذا يجعلهن يتحملن مسؤوليات تفوق طاقتهن النفسية والجسدية. 

تضيف: “وبالتالي، يتعرضن للاتهام بالتقصير من قبل أهل الزوج والزوج نفسه، وهن لا زلن بحاجة إلى التربية والاهتمام بدلاً من القيام بمسؤولية الاهتمام بالأولاد تربيتهم. إن تسرب الفتيات من التعليم يعتبر إهدارًا لجهود التنمية، حيث يقاس تقدم المجتمع الحضاري بعدد المتعلمين فيه”. 

تؤكد السحولي على أهمية التركيز على تعليم الفتيات وتوفير الفرص المناسبة لهن للحصول على تعليم جيد، حيث إن تعليم الفتيات يعزز التنمية الشاملة للمجتمع ويساهم في بناء مستقبل أفضل للجميع.

مقترحات للحد من التسرب

ترى عون أن توعية المجتمع بأهمية تعليم الفتيات قد يحدث فرقًا، ويحطم الصور النمطية التي يمتلكها المجتمع عن تعلم الفتيات، وتعد الحملات الإعلامية والبرامج التوعوية هي خطوة في الاتجاه الصحيح،وتحتاج هذه الخطوة إلى دعم من الحكومة والمجتمع المحلي. 

تضيف: “يجب تقديم الدعم المادي للأسر الفقيرة وتحسين البنية التحتية للمدارس لتعزيز العملية التعليمية للحد من ظاهرة تسرب الطالبات من المدارس”. 

وتختم عون حديثها لـ “المشاهد”، وتقول: “من أجل تحقيق التقدم في مواجهة ظاهرة تسرب الفتيات، يحتاج الأمر إلى جهد مشترك من جميع أطراف المجتمع: الحكومة، الأهالي، المعلمين، وحتى الأطفال أنفسهم.”

مقالات مشابهة