المشاهد نت

شراء الكتب المدرسية من السوق السوداء بتعز

انتشار السوق السوداء للكتب المدرسية في اليمن-صورة متداولة

تعز- عبد الله المخلافي

يواجه القطاع التعليمي العديد من التحديات في كل عام دراسي منذ بداية حرب اليمن في العام 2015. ومع كل سنة دراسية جديدة، تتزايد الصعوبات التي يواجهها قطاع التعليم، مثل نقص الكادر التدريسي، وغياب أو ضآلة الرواتب، وتسرب الطلاب من المدارس.

في محافظة تعز، يجد الطلاب صعوبة كبيرة في الحصول على الكتاب المدرسي في ظل غياب اهتمام الجهات الحكومية بتوفير الكتب المدرسية وعدم قدرة أولياء الأمور على شراء الكتب لأطفالهم من السوق السوداء، حيث يتراوح سعر الكتاب الواحد من 700 إلى 1500 ريال يمني في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية الشرعية. لا يختلف الحال أيضًا في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.

محمد عبده، مدير مكتب التربية في مديرية صالة بتعز، يقول لـ” المشاهد”: “عدم توفر الكتاب المدرسي بشكل كاف يعتبر من الإشكالات التي يواجهها مكتب التربية بمديرية صالة  والمحافظة بشكل عام، يعود السبب إلى تراجع طباعة الكتاب المدرسي من بعد فترة الحرب ، وهذا النقص في كميات الكتب المدرسية يمثل مشكلة حقيقة للطالب والمعلم”.

يشير عبده إلى أن مكتب التربية بمحافظة تعز لم يستطع تقديم حلول جذرية لأزمة الكتاب المدرسي، وإنما أعتمد على حلول ترقيعية مثل تصوير بعض الكتب في بعض المدارس، والتنسيق بين المدارس الأهلية لتسليم الكتب المتواجدة فيها إلى المدارس الحكومية .

معاناة أولياء الأمور

يعجز الكثير من أولياء الأمور عن شراء الكتب المدرسية نظرًا لأسعارها المرتفعة والوضع الاقتصادي الذي تعيشه الملايين من الأسر في اليمن. عبد العزيز الدعيس، ولي أمر أربعة طلاب في مديرية صالة، يقول لـ “المشاهد”: ” يحتاج أطفالنا إلى مبالغ نراها كبيرة في كل عام دراسي. لا بد من توفير قيمة الكتب المدرسية والدفاتر، بالإضافة إلى المصروف اليومي.”

إقرأ أيضاً  وزارة الاتصالات تصدر تعميمًا لشركات الهاتف النقال

بحسب الدعيس، يصرف أولاده الأربعة 3000 ريال يمني في كل يوم دراسي، حيث يتم إنفاق ذلك المبلغ على المواصلات واحتياجات أخرى مثل شراء وجبات خفيفة في المدرسة، ويطالب العديد من أولياء الأمور مكتب التربية بمحافظة تعز بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الذي يعيشه المواطن وتوفير وطباعة الكتب المدرسية كما كانت قبل الحرب .

مبادرات شخصية

يقوم بعض من أفراد المجتمع الميسورين أو مبادرات مجتمعية بتوزيع الكتب إلى بعض الطلاب في مديرية صالة، وتسهم هذه المبادرات في التخفيف من المعاناة التي يواجهها الطلاب في العام الدراسي الحالي 2023-2024.

أحمد الحريبي، أحد القائمين على مبادرة توزيع الكتب المدرسية بمديرية صالة، يقول لـ”المشاهد”: “بدأنا بمبادرة شخصية تتضمن شراء المنهج الدراسي لكل طالب ليتمكنوا من مذاكرة دروسهم في ظل النقص الشديد للكتب المدرسية في جميع المديريات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، وقد تم توزيع 160 كتابًا للعديد من الطلاب، وسنستمر في توزيع المزيد من الكتب”.

ويضيف الحريبي: “أبدى أحد المغتربين استعداده لشراء طابعة بهدف الإسهام في طباعة المنهج الدراسي للطلاب، إلا أن هناك بعض المعوقات مثل عدم توفر الكهرباء أو ارتفاع تكلفة الحصول عليها”.

في الوقت الحاضر، تُباع الكتب المدرسية في السوق السوداء بتعز، لكن الجهات الحكومية، بخاصة وزارة التربية والتعليم، تظل عاجزة عن حل إشكالية نقص الكتب المدرسية في المدارس الحكومية، وتستمر معاناة الطلاب وأولياء الأمور دون وجود حل وشيك لهذه المعاناة.

مقالات مشابهة