المشاهد نت

استخدام الذكاء الاصطناعي في انتهاك الخصوصية

_تعريف_الذكاء_الاصطناعي صورة تعبيرية

تعز- أسامة فرحان :

استطاع الذكاء الاصطناعي (AI) إحداث تغييرات إيجابية في العديد من جوانب الحياة، لكنه قد يتسبب بمخاطر لا سيما فيما يتعلق بخصوصية الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت. 

وأبرز هذه المخاطر هي جمع البيانات الشخصية، وتحليل السلوك، بحسب عمار محمد، مدرب في مجال الإعلام الرقمي. يقول محمد لـ “المشاهد”: “يمكن للذكاء الاصطناعي جمع كميات هائلة من البيانات الشخصية من الأفراد، بما في ذلك المعلومات الديموغرافية، وسجلات التصفح، والنشاط عبر الإنترنت، ويمكن استخدام هذه البيانات لإنشاء ملفات تعريف شخصية دقيقة يمكن استخدامها لأغراض تسويقية أو حتى لأغراض أمنية”. 

يشير محمد إلى أن الذكاء الاصطناعي يستطيع استخدام البيانات الشخصية لإنشاء أنظمة مراقبة وتوجيه، ما يمكنه من استخدام هذه الأنظمة للتحكم في سلوك الأفراد أو لفرض قيود على حرياتهم، بالإضافة إلى انتهاك خصوصية المستخدمين على منصات التواصل الاجتماعي، وينجم عن هذا آثار سلبية على الفرد والمجتمع بشكل عام.

يضيف: “على المستوى الفردي، يواجه الأفراد تأثيرات سلبية عدة، بدءًا من الشعور بالانتهاك، حيث يتم اختراق خصوصيتهم واستغلال بياناتهم الشخصية بطرق غير مشروعة، كما أنه يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات والشركات التي تدير هذه المنصات، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتعرض الأفراد لمخاطر التمييز أو الابتزاز”. 

أما على المستوى المجتمعي، يقول عمار: “يمكن أن يسفر انتهاك الخصوصية عن تراجع الحريات المدنية، كما يمكن أن يزيد من مستويات عدم المساواة، وفي نفس الوقت، يترسخ الوعي بثقافة المراقبة والاعتياد على انتهاك الخصوصية، مما يشكل تهديدًا للمجتمع وقيمه الأخلاقية”.

عندما يتعلق الأمر بشبكات التواصل الاجتماعي، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا مهمًا في جمع وتحليل البيانات الشخصية للمستخدمين، ويتضمن ذلك جمع المعلومات التي يشاركها المستخدمين علنًا مثل المنشورات والصور، بالإضافة إلى المعلومات التي يتم جمعها مثل بيانات التصفح وموقع المستخدم.

يوضح محمد، ويقول: “يمكن استغلال هذه البيانات لإنشاء ملفات تعريف شخصية تعكس تفاصيل دقيقة عن المستخدمين. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام هذه الملفات التعريفية لأغراض تسويقية محسّنة، مما يعني تحسين الإعلانات المستهدفة وتوجيهها بشكل أكثر فعالية”.

إقرأ أيضاً  معاناة السجناء اليمنيين في جازان السعودية 

ضحايا الذكاء الاصطناعي

تعتبر استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي موضوعًا خطيرًا ومثيرًا للجدل، ويتضح ذلك من خلال العديد من الأمثلة.

في عام 2018، كشفت شركة (كامبريدج أناليتيكا) عن استخدامها بيانات شخصية من 78 مليون مستخدم في فيسبوك، لإنشاء ملفات تعريف شخصية دقيقة،  يمكن استخدامها لأغراض سياسية، بحسب عمار. وفي عام 2020، كشفت شركة آبل عن استخدامها الذكاء الاصطناعي لمراقبة سلوك المستخدمين على هواتفهم الذكية. وكشفت شركة جوجل في عام 2021 عن استخدامها الذكاء الاصطناعي لإنشاء ملفات تعريف شخصية للمستخدمين بناءً على بحثهم عبر الإنترنت. 

في عام 2018، كشفت شركة (كامبريدج أناليتيكا) عن استخدامها بيانات شخصية من 78 مليون مستخدم في فيسبوك، لإنشاء ملفات تعريف شخصية دقيقة،  يمكن استخدامها لأغراض سياسية

واستطاع باحثون في جامعة كامبريدج تطوير خوارزمية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الشخصية بشكل أفضل من خلال عدد معين من الإعجابات التي يقوم بها الشخص على “فيسبوك”.

قدمت جامعة  ستانفورد نظامًا يستخدم الذكاء الإصطناعي لتحليل الصور والوجوه، واستخدم هذا النظام عينة من 35 ألف صورة، وحقق نتائج مدهشة في معرفة الآراء السياسية ومعدل الذكاء والميول الجنسية، وحتى احتمالية السلوك الإجرامي. كانت دقته تصل إلى 91% للرجال و74% للنساء.

تدابير الحماية

يشير محمد إلى عدة إجراءات وتدابير يمكن اتخاذها لحماية المجتمع من انتهاك الخصوصية في عصر الذكاء الاصطناعي، منها: أهمية زيادة الوعي بالمخاطر التي يمكن أن يشكلها الذكاء الاصطناعي على الخصوصية الشخصية، وتعزيز القوانين والتشريعات لحماية الخصوصية. 

وفيما يتعلق بحماية الفرد، يعتقد محمد أنه بالإمكان الحفاظ على الخصوصية من الانتهاك، قائلًا: “يجب أن يكون الفرد على دراية تامة بالمعلومات التي يشاركها عبر الإنترنت، والحرص على قراءة سياسات الخصوصية للتطبيقات والشركات التي يستخدمها، وأن يكن مشكك في الإعلانات المستهدفة”.

مقالات مشابهة