المشاهد نت

المقاصف المدرسية بدون رقابة

بعض المقاصف المدرسية لا تلتزم النظافة وفحص العاملين

تعز- وسيلة الراهدي 

تحرص الإدارات المدرسية الحكومية والخاصة في اليمن على الاهتمام بالعملية التعليمية، وتسعى لنقل المعرفة إلى الملايين من الطلاب في البلاد. وبرغم ذلك، هناك إغفال لأمور مهمة في البيئة المدرسية، كالنظافة والصحة المدرسية، والأكل في المدارس.

تقدم المقاصف المدرسية وجبات يفترض أن يكون تأثيرها جيدًا على صحة الطلاب، لكن ذلك لا يحدث في بعض المدارس اليمنية، حيث أصبحت بعض المقاصف سببًا لانتشار الأمراض وانتقال العدوى في ظل ضعف الرقابة. 

يقول مختصون تربيون إن الأكلات الملوثة في المقاصف المدرسية يكون أثرها أشد على الأطفال كونهم لا يمتلكون المناعة الكافية لمقاومة العدوى الناتجة عن الإهمال من العاملين وملاك المقاصف. 

محمد سعيد، مسؤول الصحة المدرسية في مدرسة الصديق بتعز، يقول لـ “المشاهد ” : “بعض المقاصف  تمتلك تصاريح لممارسة عملها،  لكن لا أحد منهم يلتزم بما تنص عليه التصاريح بمضمونها. والسبب في ذلك يعود إلى الحضور النادر لمسؤولي الصحة في المدارس بسبب الوضع المعيشي الخانق الذي تمر به البلاد، ما جعلهم  يبحثون عن أعمال أخرى يستطيعون من خلالها توفير احتياجاتهم”. 

يضيف سعيد: “لا توجد جهات رسمية تقوم بحملات تفتيش فجائية أسبوعية أو شهرية لمراقبة عمل المقاصف، وقياس مدى جودة الأطعمة المقدمة للأطفال، ومدى نظافتها وصحتها. ولهذا السبب، وصلنا إلى ما نحن عليه الآن”. 

طلاب يتجنبون الأكل في المقاصف

مهند غالب، أحد طلاب مدرسة الشعب بتعز، لـ “المشاهد”: “بإمكاني أظل دون أكل حتى وقت الظهر، ولا أقبل أن أشتري أكلًا من مقصف المدرسة”. 

يشرح غالب الأسباب التي جعلته يعزف عن الأكل في مقصف المدرسة، ويقول: “لا توجد نظافة عند إعداد وجبات الطعام، وأكياس الماء التي يشتريها الطلاب لا تبدو آمنة للشرب، ما يدل على عدم اهتمام العمال بالنظافة”. 

أسيد محمد، طالب آخر في ”مدرسة باكثير“ بتعز يقول لـ “المشاهد”: “إن القرص الساندويتش الفاصوليا يصل سعره إلى مئتي ريال بينما يتم إعداده في فترة الصباح ويظل مكشوفًا لساعات،  ونادرًا يقوم العاملون في المقصف بتغطية الوجبات الخفيفة بورق حتى خروج الطلاب من حصة الراحة”. 

إقرأ أيضاً  أزمة غاز منزلي جنوبي تعز

يشير محمد إلى أن الكثير من الطلاب يلجأون إلى شراء الاطعمة المكشوفة من الباعة المتجولين جوار المدرسة نظرا لتدني سعرها، ولو كان ذلك على حساب صحتهم. 

إدارة مع وقف التنفيذ 

تعد إدارة الصحة المدرسية مسؤولة عن كافة أعمال المقاصف، إلا أنها غائبة بشكل تام في محافظة تعز. أحمد دبوان، مدير إدارة الصحة المدرسية بتعز، يقول لـ ”المشاهد: “وزارة الصحة  ليس لها علاقة بموضوع المقاصف المدرسية. إنما هو من اختصاصات الصحة المدرسية، وبحسب لائحة وزارة التربية والتعليم يتم تسليم إيجارات المقاصف عبر الصحة المدرسية، والإشراف على موظفي المقاصف، بحيث إنه يتم إجراء الفحوصات لهم بالصحة المدرسية قبل ممارستهم العمل، كي نتأكد من خلوهم من الأمراض المنقولة التي من الممكن أن تنتقل من خلال الطبخ والأكل، بالإضافة إلى معرفة ما أذا كان المقصف مهيأ من ناحية المواصفات، وكل هذا يتم عن طريق الصحة المدرسية”. 

يضيف دبوان: “أصبحت بعض المقاصف تفعل ما تريد دون أي رقابة، ويقوم صاحب المقصف بتوظيف من يريد دون إبلاغنا بذلك، ولم يتم إجراء أي فحوصات لهم، ولا يتم إرسالهم إلى الصحة المدرسية، ولا يوجد هناك إشراف أو رقابة من قبل إدارة المدارس ومديري المديريات، لم نعلم من صرح لهم بذلك، حتى عقود الإيجار من أصحاب المقاصف يتم تجاهلنا بينما ذلك يفترض من صميم أعمال الصحة المدرسية”. 

بعض طلبة المدارس يأكلون من الباعة المتجولين

بحسب دبوان، لم تحدث هناك أي أصابة أو انتشار عدوى داخل المدرسة، مثل تفشي أمراض الكوليرا والأمراض المتنقلة، وإنما توجد هناك حالات فردية، مثلًا تقيئ، إسهال، بسبب تسمم غذائي وغير ذلك، ولكن لم تتم معرفة هل هو من المقصف أو من الباعة المتجولين، لأن بعض الطلبة قد يأكلون من الباعة أو من المقصف، وهنا يصعب تحديد ذلك بدقة. 

يختم دبوان حديثه، ويقول: “إن العاملين في المقاصف المدرسية يتم اختيارهم من قبل مديري المديريات، وهذا يعد خرقًا للقانون، حيث من المفترض حسب القانون أن تتولى الصحة المدرسية إتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن هذا الأمر”. 

مقالات مشابهة