المشاهد نت

«الخياطة» طوق نجاة للنساء في ريف تعز

تعز – أمجد عبد الحفيظ

بعد وفاة زوجها، لم تستطع أسرار قاسم توفير احتياجات أطفالها الثلاثة، واستمرت في حالة من العوز لسنوات. في الأشهر الماضية، بدأت أسرار بتعلم خياطة الملابس، وأصبحت قادرة على العمل، وتمكنت من تحقيق دخل مادي يساعدها على شراء أغلب احتياجاتها الضرورية. 

تقول أسرار لـ “المشاهد”: “عشت ظروفًا صعبة، حيث كنت أفتقر إلى أبسط الاحتياجات المعيشية، لكن الحمد لله الآن استطيع توفير معظم احتياجاتي بعد أن بدأت بتعلم مهنة الخياطة. هناك تشجيع من قبل المجتمع للأرمل على العمل من أجل توفير احتياجات أطفالهن”. 

تسببت حرب اليمن التي اندلعت عام 2015 بزيادة عدد الأرامل، ما جعل المرأة تقوم بدور الأم والأب، وهناك ما يقارب عشرة آلاف أرملة  معظمهن دون الثلاثين من العمر خلال العامين الماضيين، بحسب تصريح سابق لرئيسة اتحاد نساء اليمن فتحية عبد الله. لكن حتى الآن لا توجد تقارير رسمية تؤكد العدد الحقيقي للأرامل في اليمن. 

في عام 2018،  نفّذ مركز أبي موسى الأشعري بمنطقة سامع بتعز فكرة تدريب الأرامل في المناطق الريفية على الخياطة، وتوفير فرص عمل لهن لمساعدتهن على مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي خلقتها الحرب. 

فكرة ناجحة

عمل أعضاء المركز على توفير مدربة خياطة من المدينة، وحققت الفكرة نجاحًا كبيراً في ظل افتقار المناطق الريفية للكثير من خطط الدعم وبرامج التنمية.  تمكن المركز من توفير أربع ماكينات خياطة، وتزايد عددها موخرًا إلى 13 ماكينة. 

بعد أسابيع من التدريب، بدأن المتدربات في الإنتاج. في خلال موسم عيد الفطر، كانت هناك دعوة للتبرع لتوفير كسوة العيد للأيتام والارامل في بعض مناطق تعز، وتفاعل المجتمع مع الفكرة وتم تجميع قرابة عشرة ملايين ريال. 

إقرأ أيضاً  المال مقابل الإجابة... تسهيل الغش في مراكز الامتحانات  

تم شراء أقمشه بتلك المبالغ، وخلال مدة وجيزة تمكن المركز من خياطة ملابس كثيرة، واستطاع تغطية احتياجات الأرامل والأيتام من كسوة العيد، بالإضافة إلى بيع بعض من الملابس بمبالغ منخفضة عن الملابس التي في السوق بهدف توفير أجور الأرامل اللواتي عملن في المركز.

رشيقة السامعي، إحدى المتدربات، تقول إنها عملت لمدة أربع سنوات بمركز أبي موسى بأجر بسيط، وكان لك الأجر يعينها في مصاريف أبنائها الثمانية، لكنها تمكنت مؤخراً من شراء ماكينة خياطة خاصة بها، وبدأت خياطة الملابس في منزلها. تشتري رشيقة القماش من السوق، وتقوم بالخياطة وبيع الملابس الجاهزة، الأمر الذي ساعدها على توفير مصاريف أطفالها.

 تقول رشيقة: “لا يوجد دعم لنا حتى من أسرنا، واستطعت بعد أن تعلمت الخياطة تجهيز ملابس نسائية، وأبيعها لنساء القرية”. 

يقول سامح اليوسفي، مواطن، إن الملابس في مشغل أبي موسى الأشعري رخيصة مقارنة بما يتم عرضه في السوق، حيث يعرض الفستان بثمانية آلاف بينما يباع في المتاجر بـ 12 ألف ريال، وتباع ملابس الأطفال بخمسة آلاف بينما تباع في المتاجر بعشرة آلاف ريال.

تزايد أعداد المتدربات 

 انتقلت فكرة تدريب الأرامل من مركز أبي موسى الأشعري إلى مركز الخير في منطقة سربيت بمديرية سامع، حيث عمل المركز على تدريب 60 متدربة من النساء الأرامل والفقراء لمدة ستة أشهر على الخياطة. 

يمتلك مركز الخيرعشرين ماكينة خياطة من النوع الحديث، واستطعن المتدربات على إتقان التطريز والحياكة، وخياطة والملابس النسائية . كان يخطط القائمون على المركز أن تحصل كل متدربة على ماكينة خياطة لتعمل من منزلها ويتم التسويق لها من قبل المركز، لكن الإمكانات المادية المحدودة أعاقت تنفيذ تلك الخطة. 

مقالات مشابهة