المشاهد نت

مدلول الاحتفالات الشعبية بثورة أكتوبر

من احتفالات مدارس تعز بعيد ثورة ١٤ أكتوبر -تصوير. حسام القليعة

عدن – لؤي سلطان:

تتواصل الفعاليات والأنشطة الشعبية، بذكرى ثورتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر، من منطلق أن تلكما الثورتين هما أهم حدثين في تاريخ اليمن الحديث، بما تحملانه من أهداف وقيم عبرت وحققت تطلعات وآمال الشعب اليمني من التحرر من الاستبداد والظلم وإعلان راية الحرية والتحرر من الاستعمار، وصولًا إلى ترسيخ الوحدة الوطنية وبناء الإنسان اليمني.
وتتزامن الاحتفالات باستحضار الأغاني والأناشيد الوطنية التي رافقت الحدثين منذ الانطلاق حتى الانتصار، وما حملته من مدلول إنساني وتحرري، يعبر عن حرية وكرامة الإنسان اليمني.
في هذا السياق، يقول الناشط السياسي والصحفي رامز الشارحي، في حديث لـ”المشاهد”: “إن الاحتفالات الشعبية تأتي ضمن تمسك الشعب اليمني بأهداف وقيم الثورتين “26 سبتمبر و14 أكتوبر” من منطلق رفضهم المطلق لكافة أشكال التطرف والتجزئة، ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تريد جماعة الحوثي فرضها على الشعب اليمني، والقضاء على الحرية والديمقراطية”.
ويضيف الشارحي أن “الاحتفال الشعبي رسالة واضحة لكل الأطراف السياسية بأن الشعب لن يفرط بأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر والجمهورية والحرية والوحدة الوطنية”.

الاحتفاء الشعبي المتزايد هو نتيجة طبيعية لما تسببت به الحرب من مآسٍ للشعب، وفاقمت معيشتهم، وأدرك الناس المزايا التي حصلوا عليها في زمن الجمهورية من حرية وديمقراطية ومعيشة يسودها الأمن والاستقرار


وكانت الحكومات المتعاقبة في اليمن قبل الحرب تحتفي بثورتي سبتمبر وأكتوبر، وتحيي طقوسمها في تكرار متجدد كل عام، باعتبار أن الجمهورية اليمنية هي وليدة الحدثين، وأنها تستمد شرعيتها منهما، غير أن الحرب المندلعة أدت إلى توقف الاحتفاء الرسمي المعتاد، مقابل تضاعف الاحتفاء الشعبي في عموم اليمن على مستوى القرى والمديريات والمدن.
وتعليقًا على ذلك، يرى خالد عبدالجليل النجار، عميد مركز الدراسات اليمنية بجامعة تعز، في حديث لـ”المشاهد” أن “الاحتفاء الشعبي المتزايد هو نتيجة طبيعية لما تسببت به الحرب من مآسٍ للشعب، وفاقمت معيشتهم، وأدرك الناس المزايا التي حصلوا عليها في زمن الجمهورية من حرية وديمقراطية ومعيشة يسودها الأمن والاستقرار، الأمر الذي جعلهم متمسكين بأهداف الثورتين باعتبار أن الجمهورية هي وليدة اهداف الثوريين”.
بدوره، يقول فضل ناصر مكوع، رئيس نقابة جامعة عدن، إن الاحتفاء الشعبي والرسمي بذكرى ثورة 14 أكتوبر و26 سبتمبر، يهدف إلى ترسيخ الوعي في نفوس الشباب بأهم حدثين في تاريخ اليمن، بما يسهم في دفاعهم عن الحرية والديمقراطية، ومحاربة كل الأفكار المتطرفة، وكيفية تجلت واحدية المعركة والعوامل التي أسهمت في صناعة هاتين الثورتين”.
ويضيف مكوع في حديث لـ”المشاهد”: “نجاح تنظيم الضباط الأحرار في الوصول بالعمل الوطني التحرري إلى ذروته في تحقيق أحلام طموحات وآمال الشعب بتفجير ثورة 26 سبتمبر، وفر الشروط الحاسمة لنجاح تفجير ثورة 14 أكتوبر وانتصارها، كقاعدة انطلاق ودعم مادي ومعنوي”… لافتًا إلى أن نجاح الثورتين شارك فيه اليمنيون شمالًا وجنوبًا، وخاضوا نضالًا مشتركًا وعملًا موحدًا في صنعاء وعدن.
ويتابع: “احتفالات شعبنا بعيد ثورة 14 أكتوبر، ضرورة لتذكير الأجيال والشباب بالكفاح والنضال الذي سطره اليمنيون في مواجهة الاستعمار بجنوب الوطن والتحديات التي واجهت الثورة، وكيف كانت الإرادة الشعبية قوية، حيث استطاع الثوار عقب دحر الاستعمار توحيد أكثر من عشرين سلطنة تحت مكون سياسي واحد، كبداية للوحدة السياسية الجامعة لليمن”.

مقالات مشابهة