المشاهد نت

موسم الجهيش… موروث يجلب البهجة لمزارعي الريف 

الطريقة التقليدية بوضع حبوب الذرة على الجمر مايسمي بالجهيش - المشاهد

تعز-محمد النمر

يتأهب المزارعون في ريف تعز في شهر أكتوبر من كل عام لموسم ” الجهيش”، حيث تبدأ المرحلة الأولى لنضج الحبوب وقرب موسم الحصاد.  الجهيش موروث شعبي، ويقوم الساكنون في الأرياف بقطف السنابل ووضعها على الجمر لإنضاجها وأكلها في الوديان أو البيوت. 

يُجمع الحطب ويتم وضعه بين ثلاثة أحجار “موقد”، وتوضع تلك الأحجار في ثلاثة اتجاهات، ثم يتم إشعال الحطب، وتوضع السنابل فوق النار ويستمر تقليبها حتى تنضج. تظهر القرى الريفية في هذا الموسم مفعمة بالفرح، ويتجمع الأهالي لتناول “الجهيش” في مشهد يبعث البهجة وحب الحياة في الريف. 

يقوم المزارعون بفرز حبوب السنابل وتنقيتها من أي شوائب، وبعد التنقية، توضع على النار حتى تنضج وإنزالها، وتؤكل الحبوب ساخنة.

محمد المقبلي، أحد أبناء ريف تعز الغربي، يقول لـ “المشاهد”: “المتعة في موسم الجهيش هي تجمع الأهالي إلى أماكن كثيرة في القرية، ويتبادل الجميع الحديث في جو من الفرح. الجهيش موروث شعبي، ورثناه عن الآباء والأجداد، ونشعر أن هذا موسم مختلف”. 

أنواع حبوب الجهيش

إقرأ أيضاً  فتح طريق (صنعاء - مأرب).. صور

توجد أنواع مختلفة من حبوب الجهيش، ولها تسميات متعددة، منها الذرة الحمراء والذرة الشامية والذرة البيضاء والدخن. ويفضل المزارعون حبوب الذرة الشامية أو الذرة الحمراء لإنضاجها على النار، والاستمتاع ب “الجهيش”. 

العديد من الفنانين قدموا أغاني عدة عن موسم الجهيش مثل “أغنية أخضر جهيش مليان” للشاعر أحمد الجابري، وغناء محمد مرشد ناجي، وأغنية “أرجع لحولك” للشاعر عبد الكريم مريد، وغناء الفنان أيوب طارش. يردد المزارعون وأبناء الأرياف هذه الأغاني وغيرها في موسم “الجهيش”. 

نعمان أحمد، أحد المزارعين في ريف تعز، يقول لـ “المشاهد” إن هناك ارتباط بين هطول الأمطار والجهيش، ويوضح قائلًا: “تأخر موسم الأمطار أو شحة هطول الأمطار تتسبب في انحسار المحصول وضعفه، ولهذا السبب لا نستطيع الاستمتاع بموسم الجهيش في ظل المحصول الضعيف”. 

يختم أحمد حديثه، ويقول: “حين نفقد موسم “الجهيش” نصاب بالحسرة، لأن غياب هذا الموسم يعني ضعف المحصول الذي نحصل عليه في الوديان التي نزرعها. موسم “الجهيش” يجعلنا نشعر بالمتعة، وهو دليل على  الخير والبركة في الأرض الزراعية في الريف”. 

مقالات مشابهة